أبرم إيلون ماسك أغنى رجل في العالم اتفاقا الإثنين لشراء شركة تويتر مقابل 44 مليار دولار، ما يمنحه سيطرة شخصية على واحدة من أكثر منصات التواصل الاجتماعي تأثيرا.
اشتهر موقع تويتر بأنه أداة التواصل المحببة للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قبل أن تحظره المنصة، وأعرب ماسك الذي يصف نفسه بأنه “داعم لحرية التعبير المطلقة” عن رغبته في إصلاح ما اعتبره رقابة المنصة المفرطة على المحتوى.
وقال ماسك في بيان نشرته تويتر إن “حرية التعبير هي حجر الأساس لديموقراطية فاعلة، وتويتر هو الساحة الرقمية العامة حيث تناقش موضوعات حيوية بالنسبة إلى مستقبل الإنسانية”.
وأضاف “أريد أيضًا أن أجعل تويتر أفضل من أي وقت مضى من خلال تعزيز المنتج بميزات جديدة، وجعل الخوارزميات مفتوحة المصدر لزيادة الثقة، والقضاء على روبوتات النشر المبرمجة (بوتس) وتوثيق حسابات جميع البشر”.
لكن حذّرت منظمات من نوع المحتوى الذي قد يسمح به ماسك على المنصة، وقال رئيس منظمة الحقوق المدنية “إن إيه إيه سي بي” ديريك جونسون “لا تسمحوا لتويتر بأن تصبح منصة لخطاب الكراهية والتضليل أو المعلومات الكاذبة. حماية ديموقراطيتنا لها الأهمية القصوى”.
من جانبها، قالت المتحدثة باسم الرئاسة الأميركية جين ساكي “بغض النظر عمن يمتلك تويتر أو يديره”، فإن الرئيس جو بايدن الذي يستخدم هو نفسه تويتر “قلق بشأن قوة كبريات منصات التواصل الاجتماعي”.
وفي بورصة وول ستريت، شهد سهم تويتر ارتفاعا بنسبة 5,9 بالمئة حوالي الساعة 19,15 بتوقيت غرينتش.
اشترى ماسك حصة بنسبة 9 بالمئة في تويتر في وقت سابق من نيسان/إبريل، ثم عرض شراء الشركة بأكملها معلنا أن هدفه الحفاظ على حرية التعبير.
وبينما أعلن مجلس إدارة الشركة في البداية أنه يدرس عرضه، عاد لاحقا ورفضه معتمدا خطة “الحبّة السامة” التي صعّبت على ماسك الحصول على حصة تخوله السيطرة على تويتر.
لكن إيلون ماسك قال الأسبوع الماضي إنه جمع تمويلا بنحو 46,5 مليار دولار لإجراء عملية الشراء.
ورجّح دان آيفز المحلل في شركة “ويدبوش سيكيوريتيز” في وقت سابق الاثنين أن يقبل مجلس الإدارة عرضة نظرا لعدم تمكنه من العثور على مشترٍ آخر.
وأضاف أنّ “هذا الأمر كبّل أيدي مجلس الإدارة وأجبره على الذهاب إلى طاولة المفاوضات”.
الشركة المطروحة للتداول العام قالت في بيان إنها ستصبح شركة خاصة مملوكة لماسك الذي تفاوض على سعر شراء قدره 54,20 دولارا للسهم الواحد.
وأورد الرئيس التنفيذي للشركة باراغ أغراوال في تغريدة أن موقع “تويتر له غاية وأهمية تؤثران على العالم بأسره”.
ترامب يستبعد رجوعه
أثارت جهود ماسك آمالا بشأن الإمكانات التجارية لتويتر التي كافحت لتحقيق نمو مربح رغم مكانتها المهمة في الثقافة والسياسة.
وقالت شركة “تراست سيكيوريتيز” في مذكرة تحليلية إن أغراوال الذي تولى منصب الرئيس التنفيذي لتويتر أواخر العام الماضي، أحرز تقدما في وضع خدمات مدفوعة مثل خيارات الاشتراك في الحسابات في الموقع، مضيفة أن “حضور ماسك على المدى القصير في هذه المرحلة ينطوي على مخاطر تعطيل تلك الجهود”.
أعربت منظمات تقدمية عن خشيتها من أن يسمح ماسك بعودة الرئيس السابق دونالد ترامب إلى المنصة التي حظرته بعد هجوم أنصار له العام الماضي على مبنى الكابيتول الأميركي في مسعى لإلغاء نتيجة الانتخابات الرئاسية لعام 2020.
في هذا الصدد قال رئيس منظمة “ميديا ماترز فور أميركا” أنجيلو كاروسون في بيان “سيكون بيع تويتر إلى إيلون ماسك انتصارا للمعلومات المضللة ومروجيها. يمكن أن يطلق ماسك العنان لموجة من السُميّة والمضايقات ويلغي جهود تويتر لزيادة التفاعلات ذات الجودة وجعل منصتها أكثر أمانا للمستخدمين”.
أما ترامب نفسه، فقال في مقابلة مع قناة فوكس نيوز “لن أذهب إلى تويتر”، مفضلا بدلا من ذلك البقاء في شبكته للتواصل الاجتماعي “تروث سوشل”.
وأضاف الرئيس الأميركي السابق “آمل أن يشتري إيلون تويتر لأنه سيجري تحسينات عليه وهو رجل طيب، لكنني سأبقى في تروث”.