منعوني “لأني أسود البشرة”… عنصرية اتجاه أفارقة وعرب يحاولون الهرب من الحرب في أوكرانيا

مئات الأوكرانيين والأجانب الذين يعيشون في أوكرانيا يحاولون مغادرة البلاد عبر الدول المجاورة بسبب الحرب والقصف. لكن وسائل النقل غير متوفرة. 27 فبراير/شباط 2022 © مهدي شبيل/ فرانس24

لا يزال مئات الطلبة من أصول أفريقية وعربية عالقين بمناطق عبور على الحدود الأوكرانية البولندية حيث يصعب عليهم مغادرة البلاد بعد خمسة أيام من بدء الغزو الروسي. بعض الطلاب اتهموا السلطات الأوكرانية بالتصرف بشكل “عنصري” والسماح فقط للأوكرانيين بعبور الحدود. لكن وارسو وكييف أكدتا أنهما لا تميزان بين الناس ولا تنظران إلى جنسياتهم. فرانس24 تستعرض شهادات بعضهم.

تعقدت الأمور على الأوكرانيين والأجانب الذين يحاولون مغادرة أوكرانيا بسبب القصف الروسي المتواصل منذ خمسة أيام. فيما ازداد الضغط النفسي أكثر على الأفارقة والعرب بسبب رفض حرس الحدود الأوكرانيين أن يعبروا إلى بولندا المجاورة حسب شهادات الكثير منهم على مواقع التواصل الاجتماعي.

البعض قال بأن القائمين على هذه الحدود يسمحون فقط للنساء والأطفال بالدخول إلى بولندا. فيما أكد آخرون بأنهم تعرضوا لتصرفات “عنصرية” من قبل الشرطة التي أجبرتهم على العودة إلى مدينة لفيف الأوكرانية التي تقع على بعد 75 كيلومترا عن بولندا.

باغي سيلا (24 عاما) مواطن من جمهورية غينيا تعرض حسب ما صرح إلى تصرف “عنصري” على الحدود الأوكرانية عندما حاول الالتحاق بمدينة كراكوفي البولندية هربا من الحرب. وقال لفرانس24: “كنت نائما برفقة أخي الأكبر وسمعت في حدود الثانية صباحا صوت إطلاق كثيف للرصاص في مدينة خاركيف حيث أدرس الطب. في البداية، قررنا مغادرة المدينة لكن تراجعنا عن قرارنا وقلنا يجب قبل كل شيء أن نقيّم الوضع الأمني، لكن بعد ثوان قليلة أدركنا بأن روسيا قد هاجمت أوكرانيا”.

الشاب الغيني سيلا يحاول الحصول على تذكرة سفر لمغادرة أوكرانيا عبر المجر بعدما رفضت السلطات المشرفة على الحدود الأوكرانية أن يغادر عن طريق بوابة بولندا. 27 فبراير/شباط 2022 © مهدي شبيل/ فرانس24

وأمام انهيار الوضع الأمني في خاركيف، قرر سيلا برفقة 8 من زملائه مغادرة المدينة على الفور والتوجه نحو الحدود البولندية التي تقع على بعد 600 كيلومتر. لكنه لم يتوقع أن تغلق السلطات الأوكرانية الأبواب في وجهه.

“بقينا في الطابور لعدة أيام. لكن عندما جاء دورنا لكي نعبر إلى الجهة المقابلة، أوقفنا الحرس على الحدود الأوكرانية وقال لنا حرفيا “الأشخاص السود لن يعبروا إلى بولندا لأن سلطات هذا البلد أخبرتنا بأنها استقبلت أعدادا كبيرة من المهاجرين غير الشرعيين. في نفس الوقت كنا نشاهد أشخاصا ذوي بشرة بيضاء يعبرون الحدود بدون أي مشكلة“.

طلاب مغاربة وأفارقة على غرار الكثير من العائلات الأوكرانية… الجميع يبحث عن طريقة للخروج من أوكرانيا. لكن حركة القطارات تعثرت كثيرا بسبب الحرب حيث تم إلغاء العديد من الرحلات في جميع الاتجاهات.

مما صعب أكثر من حياة المسافرين، خاصة الأجانب حيث يقضون لياليهم داخل مبنى المحطة الدافئ بعيدا عن البرد والثلوج التي تساقطت على المدينة والتي عقدت حركة السير.

وأثارت بعض الفيديوهات التي تم نشرها غضب مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، حيث ظهر في أحد الفيديوهات بوضوح مركبة حرس حدود أوكرانية. ويدرس الآلاف من الطلاب الأفارقة في أوكرانيا، ومعظمهم من نيجيريا وغانا وكينيا وجنوب أفريقيا وإثيوبيا والصومال ودول أخرى، حيث تجذبهم معايير التعليم المرتفعة وانخفاض التكاليف.

وطلب وزير الخارجية النيجيري جيفري أنياما من نظيره الأوكراني توضيح الوضع. وقال إنه “أعرب عن قلقه بشأن أخبار قيام قوات الحدود الأوكرانية بعرقلة خروج الطلبة النيجيريين”.

وكان مستشار الرئاسة النيجيرية غاربا شيهو قد قال في بيان “وردت تقارير مؤسفة عن رفض الشرطة وعناصر الأمن الأوكرانيين السماح لنيجيريين بالصعود على متن حافلات وقطارات متوجّهة إلى الحدود بين أوكرانيا وبولندا”.

من جهتها، نفت سفيرة بولندا لدى نيجيريا يوانا تارناوسكا الاتهامات بالتعامل مع الأفارقة بشكل غير منصف. وقالت لوسائل إعلام محلية “يحصل الجميع على معاملة متساوية. يمكنني أن أؤكد لكم أن بحوزتي تقارير تفيد بأن بعض المواطنين النيجيريين عبروا الحدود إلى بولندا”.

من جانبه أكد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا “أنه صدرت التعليمات لقوات الحدود الأوكرانية بالسماح لجميع الأجانب بالمغادرة. وتعهد بالتحقيق والرد بسرعة”.  

في غضون ذلك، قالت وزيرة خارجية غانا شيرلي ايوركور إن الطلاب من غانا لم يواجهوا مشاكل في مغادرة أوكرانيا. وفي رد على سؤال لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) نفى مسؤولون بولنديون الاتهامات اليوم، ووصف متحدث تقارير مواقع التواصل الاجتماعي بأنها محض “هراء”.


يقول محدّثي :
لمّا تخرج الكلمة للعلن …فلا سلطة لك عليها …
كل يرميها بسهم عينه ..

 

ماهر حمصي

إبداع بلا رتوش
إشترك في القائمة البريدية