وصف المندوب الفرنسي الدائم لدى الأمم المتحدة نيكولا دو ريفيير العملية السياسية في سوريا بأنها تحولت إلى “مزحة” تصطدم بـ “تعنث” دمشق، فيما بات الفقر والعوز مسيطراً على حياة السوريين في البلاد.
في لقاء أجرته معه صحيفة الشرق الأوسط وصف”دو ريفيير” بشار الأسد بأنه رجل متعنت، قائلا: إذا كان اعتقد بشار 100 بالمئة أنه مع حلفائه الروس والإيرانيين سيحققون نصراً عسكرياً في البلاد فهم مخطئون، مضيفاً أن الحل السياسي الحقيقي يمكن أن يقود إلى إعادة إعمار سوريا.
وحول تكرار التجربة السورية في أوكرانيا، بيّن المندوب الفرنسي الدائم أن الوضع بسوريا يختلف عما يحدث في أوكرانيا فالدول الغربية اتخذت خياراً مخيباً للآمال للغاية عام 2013 عندما قررت عدم الرد بعد الهجوم الكيماوي على ضواحي دمشق، ويجب ألا يحدث هذا مرة أخرى.
ولفت “دو ريفيير” إلى أنه لا يرى أي تقدم كبير في سوريا سواء على المسار السياسي أو المسار الكيماوي أو حتى على صعيد وصول المساعدات الإنسانية، مؤكداً أن الدول الغربية إذا لم تمارس موسكو ضغوطاً على نظام أسد فلا يمكنها الاستمرار في تقديم الإغاثة الإنسانية للأبد، ويجب التوصل لحل سياسي وتقاسم السلطة بدرجة معينة.
وأضاف أن بلاده تدعم المبعوث الأممي الخاص “غير بيدرسن” لكن اللجنة الدستورية والعملية السياسية القائمة حالياً في جنيف أصبحت مجرد مزحة (في إشارة منه إلى عدم جديتها من قبل نظام أسد)، موضحاً أنه إذا كان الأسد وحلفاؤه متأكدون أنهم عن طريق الحل العسكري سيسيطرون على البلاد ويجعلون المعارضة تستسلم فهم مخطئون.
وحول نظرته المستقبلية للوضع في سوريا قال المندوب الفرنسي الدائم: إن الصورة ليست جيدة جداً لأن كل شيء قد تم تدميره، مؤكداً استعداد العديد من الدول الغربية للانتقال إلى المرحلة التالية وخاصة فيما يخص إعادة الأعمار لكن النظام متعنت تماماً ما يدعو للإحباط، فالأوروبيون لن يضطروا للتعامل مع هذا الوضع الذي خلقه النظام بلا ضمان واصفاً الأمر بالسخيف.
وحول وجود الميليشيات الإيرانية ودعمها للأسد ضد المدنيين ذكر المندوب الفرنسي أنه لا يتوقع أن يتغير الموقف الإيراني كثيراً في سوريا على المدى القصير، لكن إذا كان هناك استئناف للاتفاق النووي مع طهران فيمكن عندها بحث القضايا الإقليمية في الشرق الأوسط، سواء من سوريا أو العراق واليمن ولبنان وغيرها من النقاط الساخنة.