وصل السوري منذر النزال برفقة عائلته إلى العاصمة الإيطالية روما، يوم الجمعة، بعد أن منح حق اللجوء على خلفية ظهوره في صورة مؤثرة حازت على “جائزة العام” التي تنظمها منظمة “سيينا” الدولية للصور.
تحمل الصورة عنوان “مشقة الحياة”، وتظهر السوري منذر النزال بساق واحدة يحمل طفله مصطفى، المولود من دون أطراف سفلية أو علوية، وهي من التقاط المصور التركي محمد أصلان في الريحانية بمحافظة هاتاي التركية، على الحدود مع سورية، وفازت بصورة العام لجوائز “سيينا” الدولية للصور لعام 2021 في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقادت منظمة “سيينا” جهوداً لتحصل العائلة “المنكوبة” على حق اللجوء في إيطاليا، وفق ما أفادت به صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية يوم الجمعة.
وتمنح إيطاليا اللجوء لأسباب إنسانية، لكنها تشترط حصول اللاجئين على رعاية من منظمة محلية، لذلك، فقد قررت المنظمة غير الربحية التي تنظم مهرجان التصوير الفوتوغرافي رعاية العائلة السورية.
وتسعى العديد من الجمعيات في إيطاليا للضغط على الحكومة من أجل السماح باللجوء الإنساني، لا سيما للحالات المرضية، خاصة أنّ هناك قوانين صارمة في الاتحاد الأوروبي بدأت تتفذ على نطاق واسع ضد اللاجئين والمهاجرين.
استقلّت العائلة، المكونة من الأب والأم ومصطفى وابنتين تبلغان من العمر سنة وأربع سنوات، طائرة من أنقرة باتجاه إيطاليا.
وقال مصطفى، البالغ من العمر (6 سنوات)، مبتسماً في رسالة فيديو سُجلت قبل أن يستقل، هو وعائلته، الطائرة في أنقرة، يوم أمس الجمعة: “قادمون، شكراً”. وأضاف: “نحن نحبّ إيطاليا”.
وفقد الأب ساقه في الحرب السورية، فيما ولد ابنه من دون أطراف بسبب اضطراب خلقي ناجم عن الأدوية التي اضطرت والدته إلى تناولها بعد إصابتها بالغثيان؛ بسبب غاز الأعصاب الذي استخدم خلال الحرب.
لا تقف حدود المساعدة في إيطاليا على اللجوء الإنساني فحسب، بل أيضاً ستضمن للعائلة المعالجة الصحية، وهو ما أكده غريغوريو تيتي، مدير مؤسسة “Centro Protesi Inail” للأطراف الصناعية التي تأسست عام 1961 في شمال إيطاليا، إذ لفت إلى أنّ الأب يمكنه استعادة معظم قدرته على الحركة في غضون أسابيع قليلة.
أما في ما يتعلق بالطفل مصطفى فسيُعالج تدريجياً، بحسب تيتي، مشيراً إلى أنّ الطفل سيحتاج لعلاج طويل الأمد حتى يتمكّن من المشي أو العيش باستقلالية.
وستسعى جمعية “كاريتاس” لتأمين المنزل والاحتياجات اليومية للعائلة السورية، بحسب ما قالته مسوؤلة الجمعية آنا فيريتي.
منذ عام 2016، جلبت جمعية “Sant’Egidio” الخيرية الكاثوليكية، والعديد من الكنائس البروتستانتية في إيطاليا، أكثر من 4300 لاجئ من جميع أنحاء العالم، لا سيما من المخيمات في لبنان وإثيوبيا واليونان وليبيا.
منذ عام 2016، جلبت جمعية “Sant’Egidio” الخيرية الكاثوليكية، والعديد من الكنائس البروتستانتية في إيطاليا، أكثر من 4300 لاجئ من جميع أنحاء العالم، لا سيما من المخيمات في لبنان وإثيوبيا واليونان وليبيا.