السودان: قتلى في مظاهرات جديدة ضد الانقلاب العسكري

أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية عن مقتل سبعة أشخاص في تظاهرات ما أطلق عليه مليونية 17 كانون الثاني/يناير، التي خرجت في العاصمة الخرطوم، ليرتفع عدد قتلى التظاهرات التي تشهدها البلاد إلى 71 شخصا.

أكدت لجنة أطباء السودان المركزية عن مقتل سبعة مدنيين في مظاهرات ضد الحكم العسكري. وقالت اللجان، في بيان عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) اليوم الاثنين (17 يناير/كانون الثاني 2022): “سقوط عشرات الإصابات الحرجة بالرصاص الحي وسواه من أدوات القمع”.

وقد انطلقت ظهر اليوم بولاية الخرطوم تظاهرة مليونية السابع عشر من كانون الثاني/يناير التي دعت لها تنسيقيات لجان المقاومة بالولاية، والتي تأتي في إطار جدول زمني وضعته تلك اللجان فى المدن الثلاث مطالبين بالحكم المدني، حسبما أفادت وكالة الأنباء الرسمية (سونا).

وأطلقت قوات الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين الذين حملوا الأعلام السودانية وكانوا في طريقهم إلى القصر الرئاسي في وسط العاصمة. وتسببت قنابل الغاز في وقوع إصابات بالاختناق بين المتظاهرين وبعضهم أصُيب بجروح ناجمة عن عبوات الغاز، على ما أفاد صحافيو فرانس برس.

كما استخدمت قوات الأمن القنابل الصوتية وخراطيم المياه لاجبار المتظاهرين على التراجع وهو ما نجحت به لاحقا. وحدثت مطاردات من الأمن للمحتجين وتوقيف المارة في الشارع، حسب مراسل فرانس برس. وامتد اطلاق قنابل الغاز من قبل قوات الشرطة إلى حي بحري شمال الخرطوم حيث تجمع الآلاف للمشاركة في الاحتجاجات.

وأفاد شهود عيان بأن بعض المتظاهرين رفعوا صورا للمغني والملحن السوداني الراحل مصطفى سيد أحمد الذي عُرف بالأغاني الثورية بالتزامن مع الذكرى الـ26 لوفاته. 

وتأتي الاحتجاجات في وقت كان من المتوقع أن يصل إلى العاصمة وفد أميركي على رأسه المبعوث الأميركي للقرن الإفريقي ديفيد ساترفيلد ومساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون الإفريقية مولي في. وتهدف الزيارة الأميركية إلى دعم مساعي الأمم المتحدة الأخيرة لحل الأزمة السياسية في السودان و”تسهيل انتقال مدني جديد إلى الديموقراطية”.

وقبل زيارة السودان، يلتقي الوفد الأميركي في العاصمة السعودية “أصدقاء السودان”، وهي مجموعة تطالب بإعادة الحكومة الانتقالية في البلاد بعد الانقلاب العسكري.

والأسبوع الماضي، أعلن ممثل الأمم المتحدة في الخرطوم فولكر بيرتس رسميا إطلاق مبادرة يجري بمقتضاها لقاءات ثنائية مع الأطراف المختلفة قبل الانتقال في مرحلة تالية الى محادثات مباشرة أو غير مباشرة بينها.

ورحب مجلس السيادة السوداني بمبادرة الأمم المتحدة واقترح إشراك الاتحاد الإفريقي، بينما أكد ائتلاف قوى الحرية والتغيير المناهض للانقلاب بأنه سيقبل بالمبادرة إذا كان الهدف هو حكم مدني.

وعطّل الجنرال عبد الفتاح البرهان في 25 تشرين الأول/أكتوبر الماضي استكمال انتقال السلطة إلى المدنيين عبر اعتقال رئيس الوزراء عبدالله حمدوك وغالبية القادة المدنيين وتعليق عمل مجلس السيادة.

ومنذ ذلك الحين، يكثف الناشطون السودانيون المطالبون بحكم مدني ديموقراطي احتجاجاتهم في موازاة تصاعد العنف من قبل قوات الأمن بحق المتظاهرين ما أسفر حتى الآن عن مقتل 71 متظاهرا على الأقل وسقوط مئات الجرحى، كما تعرضت 13 امرأة على الأقل لحوادث اغتصاب.

بيد أن السلطات الأمنية تنفي بانتظام استخدام الذخيرة الحية في مواجهة الاحتجاجات، واتهمت بعض المتظاهرين بعدم التزام السلمية في المسيرات والتسبب في مقتل ضابط وإصابة عشرات أفراد الأمن.


يقول محدّثي :
لمّا تخرج الكلمة للعلن …فلا سلطة لك عليها …
كل يرميها بسهم عينه ..

 

ماهر حمصي

إبداع بلا رتوش
إشترك في القائمة البريدية