اتهمت منظمة “Aegean Boat Report” في تقرير نشرته أمس الخميس، السلطات اليونانية بإلقاء القبض على 25 مهاجرا بينهم 17 طفلا، بعد وصولهم إلى جزيرة ليسبوس اليونانية، والتعامل معهم بعنف قبل نقلهم إلى أحد موانئ الجزيرة وإجبارهم على الصعود إلى قارب وتركهم وسط البحر باتجاه السواحل التركية.
في تقرير مرفق بصور وتسجيلات صوتية، اتهمت منظمة غير حكومية السلطات اليونانية بإيقاف 25 مهاجرا بينهم نساء وأطفال، ووضعهم على متن قارب باتجاه السواحل التركية، رغم أن هؤلاء المهاجرين كانوا في إحدى قرى الجزيرة حين ألقي القبض عليهم
This group, including the 17 young children, were arrested on #Lesvos, beaten and abused before being set adrift on the open sea by uniformed Greek operatives.#Pushbacks are illegal and a violation of their #humanrights.https://t.co/zGQrjMKmlB@Refugees @YlvaJohansson https://t.co/aWs2UCqOhJ
— Aegean Boat Report (@ABoatReport) January 13, 2022
بعد ظهر يوم الأحد 9 كانون الثاني/يناير، وصل قارب يحمل 25 شخصا إلى جزيرة ليسبوس، ونزلت المجموعة التي كان بينها 17 طفلا وخمس نساء، في شمال شرق الجزيرة المقابلة للسواحل التركية.
اختبأت المجموعة في الغابات خوفا من الشرطة، وتواصلوا حوالي الساعة الخامسة مساء مع منظمة “Aegean Boat Report” غير الحكومية والتي توثق حالات صد المهاجرين من قبل السلطات وتقدم الدعم لطالبي اللجوء. لكن لم يكن بالإمكان أن يقترب أي من المتطوعين إلى موقعهم لأن السلطات اليونانية تمنع مساعدة أي شخص دخل بطريقة غير قانونية إلى اليونان. فأمضى المهاجرون ليلتهم في الغابات رغم البرد.
في الصباح بدأت المجموعة بالتوجه نحو أقرب قرية أملا بإيجاد المساعدة. وفي الوقت نفسه، حاولت المنظمة التواصل مع السلطات وإعلامهم بأن هذه المجموعة تنوي طلب اللجوء وبحاجة للمساعدة، لكن دون الحصول على أي رد. ونشروا رسالتهم الموجهة إلى السلطات على مواقع التواصل الاجتماعي.
#Greece: 25 #RefugeesGr arrived in #Lesvos yesterday & were announced to the authorities, @Synigoros & @UNHCRGreece, by Aegean Boat Report. We urged UNHCR & the Ombudsman to mediate directly to ensure their #HumanRights will be respected.#StopPushBacks pic.twitter.com/gRZ8e9pULB
— Aegean Boat Report (@ABoatReport) January 10, 2022
حوالي الساعة الحادية عشرة صباحا، أبلغ المهاجرون المنظمة أن الشرطة عثرت عليهم. “ثم فُقدت جميع الاتصالات مع المجموعة، وانقطعت الشبكة عن جميع الهواتف، وكل ما كان بإمكاننا فعله هو الانتظار آملين أن يُنقلوا إلى أحد المخيمات. لكن هذا لم يحدث. ولم تسجل منشآت ليسبوس دخول أي وافدين جدد في ذلك اليوم أو في الأيام التالية”.
أجبروا الجميع على النزول والانتقال إلى قارب، لم يكن فيه حتى محرك
وعلمت المنظمة عبر السكان المحليين، أن سيارة شرطة (مدنية لا يظهر عليها أي رمز يدل على أنها تتبع للشرطة)، كانت تجوب المنطقة وفيها أربعة رجال يرتدون زيا موحدا ولديهم أسلحة. قال أحد اللاجئين إنه عندما عثر الضباط عليهم، حاول بعضهم الفرار. لكن العناصر “أطلقوا أربع طلقات نارية لإجبارهم على التوقف. كان الجميع خائفا للغاية، وكان الأطفال يبكون”.
بحسب المنظمة، “يعرف سكان ليسبوس أن هذه المركبات المدنية تستخدمها الشرطة السرية، ويركبها عسكريون مكلفون بمهمة من السلطات اليونانية لمطاردة اللاجئين”.
نقلت هذه السيارة المهاجرين إلى ميناء حيث كان يوجد 14 رجلا مسلحا ويرتدون أقنعة. صادروا ممتلكات المهاجرين وأجبروهم على الصعود إلى قارب نقلهم إلى سفينة أكبر، تقول المنظمة إنها تابعة لخفر السواحل اليوناني. وقال أحد المهاجرين إن الشرطة أخبرتهم أنهم في طريقهم إلى العاصمة اليونانية أثنيا. لكن بعد ساعات عدة من الإبحار، توقفت السفينة في وسط البحر، “أجبروا الجميع على النزول والانتقال إلى قارب، لم يكن فيه حتى محرك. وأولئك الذين رفضوا أو لم يتحركوا بالسرعة الكافية تم رميهم في القارب”.
وقالت المنظمة وفقا للمعطيات التي جمعتها وبيانات المواقع التي أرسلها المهاجرون لهم، إن خفر السواحل اليوناني نقل هذه المجموعة لمسافة تزيد عن 200 كيلومتر في البحر لجعل قاربهم ينجرف إلى المياه التركية. “كان اتجاه الرياح في تلك الليلة شمالي غربي، ولو تركوا المهاجرين في قارب قبالة ليسبوس حيث كانوا، لأعادتهم الرياح إلى المياه اليونانية”.
ي حوالي الساعة العاشرة يوم 10 كانون الثاني/ يناير، “ترك خفر السواحل اليوناني المجموعة تنجرف في قارب. وبعد ساعة واحدة، عثر عليهم خفر السواحل التركي”. ونقلت السلطات التركية المهاجرين إلى مركز استقبال.
كان العديد من بينهم مصابين برضوض وجروح. “تعرض صبي يبلغ من العمر 16 عاما للضرب على وجهه، وجرح عينيه وفمه، وأصيب آخر بكدمات في ظهره بعد تعرضه للضرب. أظهرت فتاة صغيرة ذراعها، وهي مليئة بالكدمات بعد أن داس عليها أحد الرجال الملثمين على متن سفينة خفر السواحل اليونانية”.
ويتهم العاملين في حقوق الإنسان، اليونان باستخدام العنف وأساليب غير قانونية ضد المهاجرين، لكن الحكومة اليونانية تنفي ذلك، وتؤكد أنها لا ترتكب تلك الانتهاكات.