سألني أحد الأصدقاء لماذا مارس المثقفون السوريون الصمت على الأخطاء والفساد منذ عام 1963 ، وكان جوابي له :
إنها ثقافة الخوف التي زرعها حُراس الصمت في عقولنا أكثر من نصف قرن ، ووضعوا لها عشرات الفلاتر من تعدد الجهات الرقابية والوصائية على عقل المبدع السوري ،
ولو استعرضنا عدد المبدعين ومستوى نتاجهم الإبداعي منذ عام 1963 حتى الآن ، لاكتشفنا هذا الكم الهائل من الضحالة والمستوى الهابط لكثير من أدعياء الأدب والإبداع الذين أدخلهم مايعرف باتحاد الكتاب إلى صفوفه مع حرمان كثير من الأسماء المبُدعة من عضويته ،
وأعتقد ان الوسط الثقافي السوري يتذكر ماجرى للأديب والصحفي المعلم المرحوم جلال فاروق الشريف خلال إحدى الدورات الانتخابية لإتحاد الكتاب العرب الذي كان أحد مؤسسيه ..عندما لم يلتزم بالقائمة الحزبية .
وتم فرض عقوبة عليه بتنزيل عضويته الحزبية من عضو عامل إلى نصير كما رواها ذات مرة الأديب الراحل عبد النبي حجازي ، مع أن المرحوم الشريف كان أحد مؤسسي الحزب عام 1947 .
إضافة لفتح باب التنسيب لإتحاد الكتاب لكل كتبة (بريد القراء) في الصفحات الثقافية لأسباب انتخابية تضمن بقاء رئيس الإتحاد المزمن (ع-ع-ع) وورثته.
وبقيت الأسماء المبدعة خارج الإتحاد وبعضها حقق حضورا متقدما على الساحة الثقافية العربية ونالوا جوائز عربية وعالمية هامة !