تظاهر عشرات الآلاف من السودانيين مجددا ضد الحكم العسكري رغم الإغلاق الأمني. وسقط عدد من القتلى والجرحى كما ذكرت مصادر إعلامية أن السلطات أطلقت الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع لتفريق آلاف تجمعوا عند القصر الرئاسي.
قالت لجنة أطباء السودان المركزية إن قوات الأمن السودانية قتلت بالرصاص أربعة محتجين أثناء احتجاجات في أنحاء البلاد الخميس (30 كانون الأول/ديسمبر 2021) نظم خلالها عشرات الألوف من المحتجين مسيرات مناهضة لحكم الجيش.
وأطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت في حين سار المحتجون في الخرطوم ومدينتي أم درمان وبحري المجاورتين باتجاه القصر الرئاسي. وقالت لجنة أطباء السودان المركزية إن أربعة محتجين قتلوا برصاص قوات الأمن، منهم ثلاثة على الأقل في أم درمان.
واليوم هو الخميس الحادي عشر الذي يشهد احتجاجات كبيرة منذ انقلاب 25 تشرين الأول/ أكتوبر الذي شهد عزل رئيس الوزراء عبد الله حمدوك قبل إعادته إلى منصبه. ويطالب المتظاهرون بألا يكون للجيش دور في الحكومة خلال فترة انتقالية تنتهي بإجراء انتخابات حرة.
وقال شاهد من رويترز إن قوات الأمن واجهت المحتجين على بعد نحو كيلومترين من القصر في وسط العاصمة، مضيفا أنه كان هناك تواجد أمني كثيف في المنطقة. وقال شاهد آخر من رويترز إن المحتجين تعرضوا كذلك للغاز المسيل للدموع في مدينة بحري قرب جسر مغلق يربطها بالعاصمة.
ووسط انقطاع خدمات الاتصالات أُغلقت معظم الجسور المؤدية إلى الخرطوم في حين أُغلق اثنان منها على الأقل بحاويات. وشوهد حاجز أمني للجيش بعربة مدرعة عند أحد الجسور المفتوحة. وردد محتجون هتافات تؤكد استعدادهم للتضحية بحياتهم من أجل التخلص من حكم الجيش.
ويوم السبت الماضي وصل محتجون مناهضون للحكم العسكري إلى منطقة قريبة من القصر الجمهوري في العاصمة رغم إطلاق الغاز المسيل للدموع بكثافة وانقطاع وسائل الاتصالات. وانقطعت خدمات الإنترنت والهواتف المحمولة على ما يبدو اليوم الخميس أيضا في الخرطوم.
ولم يتسن للعاملين في رويترز إجراء أو استقبال أي مكالمات محلية أو دولية، وذكر مصدر في شركة للاتصالات أن الهيئة القومية للاتصالات أصدرت أمرا بقطع خدمات الإنترنت. ونجح البعض في نشر صور على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر محتجين في مدن أخرى عديدة بينها بورسودان وزالنجي وكسلا.
وقالت لجنة أطباء السودان المركزية إن أكثر من 200 شخص أصيبوا بجروح خلال احتجاجات يوم السبت الماضي ستة منهم بالرصاص الحي. وقالت اللجنة إنها سجلت 48 حالة وفاة في الحملة الأمنية على المحتجين على الحكم العسكري منذ أكتوبر/تشرين الأول.
كما وجهت وزارة الصحة السودانية (في الحكومة التي أقالها البرهان ضمن قرارات الانقلاب) نداء الى “الأطباء والكوادر الطبية بالتوجه إلى مستشفى الأربعين بأم درمان لإسعاف المصابين جراء العنف المفرط واستخدام الرصاص الحي تجاه المتظاهرين”.
وفضلا عن التصدي العنيف للمتظاهرين، هاجمت السلطات السودانية مكتب قناتي “العربية” و”الحدث” في الخرطوم، بحسب ما قالت قناة العربية على تويتر مؤكدة أن “الأمن السوداني اقتحم مكتب العربية والحدث في الخرطوم واعتدوا على أفراد الطاقم وأطلقوا الغاز المسيل للدموع داخل المكتب”. وأكدت القناة أن “عددا من أفراد طاقمي العربية والحدث نقلوا الى المستشفى”.
كما أعلنت قناة “الشرق” السعودية أن “السلطات السودانية منعت مراسلة الشرق في الخرطوم سالي عثمان من استكمال التغطية” أثناء ظهورها في بث مباشر من العاصمة السودانية.
وأعاد مجلس السيادة السوداني هذا الأسبوع صلاحيات الاعتقال والاحتجاز والمصادرة لجهاز المخابرات.