قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أمام قمة دول الخليج العربية يوم الثلاثاء إنه ينبغي التعامل مع البرامج النووية والصاروخية للخصم القديم إيران “بشكل جدي” وفعال، وذلك وسط جهود عالمية لإحياء الاتفاق النووي مع طهران.
وأضاف الأمير محمد، متحدثا قبل جلسة مغلقة لقمة مجلس التعاون الخليجي، أن الرياض التي بدأت محادثاتها المباشرة مع إيران تدعم حل الصراع من خلال الحوار.
جاءت القمة بعد نحو عام من إنهاء الرياض لمقاطعة استمرت ثلاث سنوات ونصف لقطر كانت قد قطعت أوصال مجلس التعاون الخليجي، وفي وقت يتزايد فيه التنافس الاقتصادي داخل التكتل المنتج للنفط.
وأكدت كلمة ختامية، تلاها نايف الحجرف الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، أهمية تضافر جهود دول الخليج لمواجهة التهديدات وتجنب النزاعات الإقليمية والدولية.
وقال “الدول الأعضاء في مجلس التعاون لدول الخليج العربية تعتبر أن أي اعتداء على أي منها هو اعتداء عليها كلها وأي خطر يتهدد إحداها إنما يتهددها جميعا”.
واستأنفت السعودية ومصر العلاقات الدبلوماسية مع الدوحة لكن الإمارات والبحرين لم تفعلا ذلك بعد غير أن أبوظبي سعت لمد الجسور.
كانت الدول الأربع التي شاركت في المقاطعة قد اتهمت قطر بدعم متشددين إسلاميين والتدخل في شؤون دول الخليج العربية المجاورة، ونفت الدوحة هذه الاتهامات.
وأقر أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية الأسبوع الماضي بأن هناك مجالات تحتاج لبعض الوقت لكنه أكد عودة التعاون الخليجي إلى مساره الصحيح.
وقام ولي عهد السعودية بجولة في دول الخليج قبيل القمة استهدفت تأكيد التضامن في الوقت الذي تسعى فيه القوى العالمية لإحياء الاتفاق النووي مع إيران وسط حالة من عدم التيقن في الخليج بشأن الدور الأمريكي في المنطقة.
وتنخرط السعودية وإيران في تنافس على مد النفوذ في المنطقة والذي تجسد في الحرب الدائرة في اليمن وفي لبنان حيث أثار صعود نفوذ جماعة حزب الله المدعومة من إيران التوتر في علاقات بيروت مع دول الخليج.
وتتعامل الرياض وأبوظبي مع إيران لاحتواء التوتر إذ تخشيان من طموحات طهران النووية وبرنامجها الصاروخي ومد نفوذها في المنطقة.
وقال الحجرف للتلفزيون السعودي قبيل القمة إنه يتعين على إيران “تقديم مؤشرات لحسن النية والكف عن كل ما يزعزع أمن واستقرار المنطقة”.
وابتعدت الإمارات والسعودية عن السياسات الخارجية المتشددة، التي دفعتهما للتدخل في اليمن وقيادة المقاطعة لقطر، باتباع نهج أكثر تصالحا في إطار تنافسهما على جذب الاستثمارات الأجنبية وكسب الرئيس الأمريكي جو بايدن في صفهما.
وتحركت أبوظبي بوتيرة أسرع لمد الجسور مع إيران وتركيا إلى جانب التعامل مع سوريا بعد أن أقامت علاقات رسمية مع إسرائيل العام الماضي.