مجموعة السبع تتخذ موقفا موحدا لمنع الحرب بين روسيا وأوكرانيا

سعت مجموعة الدول السبع لأغنى دول العالم لإثناء روسيا عن غزو أوكرانيا، وشكلت جبهة موحدة للتحذير من العواقب الوخيمة لأي خطوة مثل هذه وحثت روسيا على العودة إلى طاولة التفاوض.

وتستضيف بريطانيا اجتماعا لوزراء خارجية المجموعة في مدينة ليفربول بشمال إنجلترا بحضور وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ونظرائه من فرنسا وإيطاليا، وألمانيا واليابان وكندا.

ويجيء الاجتماع وسط قلق غربي من مطامح الصين العسكرية والاقتصادية واحتمال فشل المحادثات الرامية لمنع إيران من مواصلة السير في طريق يقود إلى إنتاج أسلحة نووية ومن حشد روسيا قوات على حدود أوكرانيا.

ووصفت مسؤولة كبيرة بالخارجية الأمريكية محادثات اليوم بأنها “مكثفة” وقالت إنه لا يزال يوجد مسار دبلوماسي لمنع تصعيد التوتر مع روسيا.

وأضافت أنه إذا اختارت روسيا “ألا تسلك ذلك المسار، فستكون هناك عواقب وخيمة وتكلفة باهظة ردا على ذلك، ومجموعة السبع متحدة تماما في هذا الشأن”.

ولهذا الغرض، اعلنت الحكومة الاميركية أنها ستوفد مساعدة وزير الخارجية المكلفة بشؤون أوروبا كارين دونفريد إلى أوكرانيا وروسيا بين الاثنين والأربعاء، سعيا إلى إحراز “تقدم دبلوماسي يضع حدا للنزاع في دونباس” بشرق اوكرانيا، وذلك “عبر تنفيذ اتفاقات مينسك”.

ووقعت هذه الاتفاقات عام 2015 لإنهاء النزاع الذي كان اندلع قبل عام في هذه المنطقة الأوكرانية بين قوات كييف وانفصاليين موالين لروسيا، لكنها بقيت حبرا على ورق.

غير أن المسؤولة الاميركية نبهت إلى أنه اذا قررت روسيا “عدم انتهاج هذا المسار” الدبلوماسي “فستكون هناك عواقب شديدة وثمن كبير لدفعه، ومجموعة السبع موحدة تماما على هذا الصعيد”.

وأضافت “ليس فقط الدول التي كانت في القاعة بل عدد أكبر من الدول الديموقراطية ستنضم إلينا لتدفيع (روسيا) الثمن”.

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن أبلغ بدوره نظيره الروسي فلاديمير بوتين بأنّ روسيا ستتعرّض “لعقوبات شديدة، بينها عقوبات اقتصاديّة”، في حال حدوث تصعيد عسكري ضدّ أوكرانيا.

وحثت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس مجموعة السبع في الجلسة الافتتاحية للمحادثات على التحدث بصوت واحد.

وقالت في بداية الاجتماع “نحن بحاجة للدفاع عن أنفسنا أمام التهديدات المتزايدة من عناصر معادية، وعلينا أن نتحد بقوة للوقوف في وجه المعتدين الذين يسعون لتقييد أواصر الحرية والديمقراطية”.

وتقف أوكرانيا في قلب أزمة في العلاقات بين الشرق والغرب إذ أنها تتهم روسيا بحشد عشرات الآلاف من قواتها استعدادا لحملة عسكرية محتملة على نطاق واسع.

وتنفي روسيا التخطيط لأي هجوم وتتهم بدورها أوكرانيا والولايات المتحدة بالقيام بتصرفات من شأنها زعزعة الاستقرار، وتقول إنها بحاجة إلى ضمانات أمنية لحمايتها.

وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك للصحفيين “نحن بحاجة لاتخاذ كل ما من شأنه أن يعيدنا للحوار”. وستتولى ألمانيا الرئاسة الدورية لمجموعة السبع من بريطانيا العام القادم.

وستوفد واشنطن كارين دونفريد، مساعدة وزير الخارجية وكبيرة دبلوماسييها لشؤون أوروبا، إلى أوكرانيا وروسيا في الفترة من 13 إلى 15 ديسمبر كانون الأول للاجتماع مع كبار المسؤولين الحكوميين.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان “ستؤكد مساعدة الوزير دونفريد أنه يمكننا إحراز تقدم دبلوماسي بشأن إنهاء الصراع في منطقة دونباس من خلال تنفيذ اتفاقات مينسك دعما لصيغة نورماندي”.

وقالت تراس للصحفيين قبل المحادثات إن اجتماع مجموعة السبع “يدور حول إظهار الوحدة بين الاقتصادات الكبرى ذات الأفكار المماثلة، وسنكون أقوياء إلى أبعد حد في موقفنا ضد العدوان… فيما يتعلق بأوكرانيا”.

وتدعو بريطانيا، بصفتها الرئيس الحالي لمجموعة السبع، أعضاءها إلى أن يبدوا قدرا أكبر من الصرامة في دفاعهم عما تسميه “العالم الحر”. وتركزت المناقشات على روسيا والصين وإيران طوال اليوم. ومن المقرر صدور بيان عن نتيجة المحادثات غدا الأحد.

ومن المتوقع أن يشمل بيان الأحد نداء مشتركا إلى إيران بالحد من برنامجها النووي واغتنام تغتنم فرصة المحادثات الجارية في فيينا

وتتهم واشنطن والاوروبيون وكييف موسكو منذ بضعة أسابيع بالاستعداد لغزو محتمل لأوكرانيا، الأمر الذي ينفيه الكرملين.


وكالات

يقول محدّثي :
لمّا تخرج الكلمة للعلن …فلا سلطة لك عليها …
كل يرميها بسهم عينه ..

 

ماهر حمصي

إبداع بلا رتوش
إشترك في القائمة البريدية