فرضت وزارة الخزانة الأميركية، الخميس (28 أكتوبر/تشرين أول 2021)، عقوبات على النائب اللبناني المقرب من ميليشيا حزب الله جميل السيد ورجلي الأعمال جهاد العرب وداني خوري بشبهة الفساد والمساهمة في تقويض حكم القانون في لبنان.
وأوضحت الوزارة في بيان أنّ الثلاثة “استفادوا شخصيا من الفساد والمحسوبية المستشريين في لبنان لجمع ثروات شخصية على حساب الشعب اللبناني ومؤسسات الدولة”.
وأضاف البيان “بينما يواجه الشعب اللبناني صعوبات يومية للحصول على سلع وخدمات عامة مثل الأدوية والكهرباء المواد الغذائية في ظل أزمة اقتصادية مدمرة غير مسبوقة، يتصرّف أفراد من الطبقة السياسية اللبنانية مع محسوبين عليهم، من دون عقاب لتحقيق الثروات الشخصية وإخفائها”.
ما أوضحت السلطات الأميركية أن النائب جميل السيد المقرب من ميليشيا حزب الله، “سعى إلى الالتفاف على السياسات والقوانين المصرفية الوطنية”، و”قد ساعده مسؤول حكومي رفيع المستوى على تحويل أكثر من 120 مليون دولار إلى استثمارات في الخارج”. وجميل السيّد هو المدير السابق للمديرية العامة للأمن العام، وكان يُعد بالنسبة لكثيرين رجل دمشق الأول في لبنان في زمن الوصاية السورية.
وسُجن السيد أربع سنوات إثر الاشتباه بضلوعه في عملية اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري في العام 2005، وأطلق سراحه لاحقاً من دون توجيه أي اتهامات له.
وجاء في بيان وزارة الخزانة الأميركية “خلال تظاهرات العام 2019، وعندما تجمّع محتجون أمام منزله للمطالبة باستقالته واصفين إياه بأنه فاسد، دعا السيد السلطات إلى إطلاق النار على المتظاهرين وقتلهم”.
أما جهاد العرب المقرّب من رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سعد الحريري، فقد حاز “بسبب علاقاته السياسية الوثيقة”، عدة مناقصات بقيمة مئات ملايين الدولارات مع تضخيم الفواتير المقدمة للحكومة في مقابل “رشاوى دفعها إلى مسؤولين حكوميين”. ومن بين هذه الصفقات، عقد لمواجهة أزمة النفايات في بيروت العام 2016، إلا انه لم ينجح في تقديم حل لهذه المشكلة الكبيرة.
وأوضحت وزارة الخزانة الأميركية أن العرب حاز مناقصتين بقيمة 200 مليون دولار بعد توسطه للتوصل إلى صفقة سياسية العام 2014 تمهيدا للانتخابات. وجهاد العرب من أبرز المقاولين في لبنان، وتعهدت شركته “الجهاد للمقاولات اللبنانية” خلال السنوات الماضية مشاريع ضخمة في لبنان، قسم كبير منها بموجب عقود مع الدولة.
وتعرّض بعد بدء حركة الاحتجاجات الشعبية في لبنان في 17 تشرين الأول/أكتوبر 2019، لحملة تتهمه بالفساد. وأعلن في حزيران/يونيو إقفال جميع أعماله في لبنان، متحدثا عن “هجوم وتحريض وافتراءات” ضده وضد أفراد عائلته.
واتهمت وزارة الخزانة الأميركية داني خوري بكسب ملايين الدولارات من خلال مناقصات “مع فشله في احترام شروط هذه العقود بشكل واسع”. وداني خوري مقرّب من النائب جبران باسيل، زعيم التيار الوطني الحر وصهر الرئيس اللبناني ميشال عون. وسبق لواشنطن أن فرضت عقوبات على باسيل بشبهة الفساد أيضا.
ورأت وزارة الخزانة الأميركية أن خوري استفاد من علاقاته بجبران باسيل للحصول على عقود كبيرة. وأضافت “اتهم خوري وشركته بطمر نفايات سامة في البحر المتوسط ما أدى إلى تسميم مصائد الأسماك وتلويث شواطئ لبنان في حين فشل في إيجاد حل لأزمة النفايات”. وداني خوري هو متعهد سد بسري (جنوب لبنان) الذي ووجه بناؤه بحملة شعبية لوقفه منعا للإضرار بالبيئة في محيطه.
وبموجب العقوبات، تجمّد كل ممتلكات ومصالح الرجال الثلاثة المحتملة في الولايات المتحدة، أكانت حسابات مصرفية أو ممتلكات عقارية أو أصول أخرى على ما جاء في بيان وزارة الخزانة.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن “تفرض الولايات المتحدة عقوبات على هؤلاء الأفراد تضامنا مع الشعب اللبناني الذي يطالب منذ فترة طويلة بالمحاسبة والشفافية ووضع حد للفساد المستشري”.
وتمنع هذه العقوبات المواطنين والشركات الأميركية بما فيها المؤسسات المالية التي لها وجود في الولايات المتحدة، من التعامل معهم، ما يحد من إمكان استفادتهم من الشبكات المالية والتجارية العالمية.