طعن النائب البريطاني المحافظ ديفيد أميس حتى الموت الجمعة، بينما كان يعقد لقاء مع ناخبيه في دائرته في اعتداء أثار “صدمة” و”حزن” المملكة المتحدة وفق تعبير رئيس الوزراء بوريس جونسون.
وذكرت وسائل الإعلام المحلية أن النائب البالغ 69 عاما والذي كان عضوا في حزب المحافظين بزعامة رئيس الوزراء بوريس جونسون ومدافعا شرسا عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، تلقى عدة طعنات في الكنيسة الميثودية التي كان يستقبل فيها مؤيديه.
وأكدت الشرطة المحلية هوية الضحية وأعلنت وفاة النائب، وقالت إن “فرق الطوارئ عالجته، لكنه توفي على الفور”، وأوضحت أن رجلا يبلغ 25 عاما اعتقل للاشتباه في ارتكابه جريمة القتل.
وأضافت الشرطة أنه تم العثور على سكين في مكان الحادث، مؤكدة أنها لا تبحث عن “أي شخص آخر” بعد اعتقال المشتبه به. وحدثت الوقائع التي تذكر باعتداءات سابقة وتطرح تساؤلات حول أمن النواب، بعيد الظهر حسب الشرطة في عنوان يطابق مكان الكنيسة الميثودية.
My next constituency surgery will be taking place on Friday 15th October at Belfairs Methodist Church, 251 Eastwood Road North, Leigh-on-Sea, SS9 4NG.
— Sir David Amess MP (@amessd_southend) October 12, 2021
To book an appointment please email amessd@parliament.uk or call 020 7219 3452 pic.twitter.com/aHhxWPrXXi
وعهدت التحقيقات حول الاغتيال إلى شرطة مكافحة الإرهاب، وفق ما أعلن مساء الجمعة قائد الشرطة المحلية بن جوليان هارينتون خلال مؤتمر صحافي. وكان أميس يعقد لقاء أسبوعيا روتينيا مع ناخبين في دائرته في “كنيسة بيلفيرز الميثودية”، في بلدة لي-أون-سي الصغيرة، وفق ما أعلن سابقا على تويتر.
وجاءت ردود الفعل السياسية فورا في بلد، لم ينس بعد اغتيال النائبة المؤيدة لأوروبا جو كوكس في وسط الشارع عام 2016، قبل أسبوع من الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، من قبل أحد مؤيدي النازيين الجدد.
وأعرب رئيس الوزراء بوريس جونسون في كلمة متلفزة عن “الصدمة والحزن الشديد اليوم لرحيل النائب ديفيس أميس، الذي قُتل خلال فترة عمله النيابي في إحدى الكنائس بعد قرابة 40 عامًا من الخدمة” لناخبيه وللمملكة المتحدة.
وكتبت رئيسة الوزراء السابقة عن حزب المحافظين تيريزا ماي على تويتر” “يوم مأسوي لديموقراطيتنا”، بينما نكست الأعلام في البرلمان ومقر رئاسة الوزراء في داونينغ ستريت.
وفي كتاب نُشر في تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي أشار فيه إلى مقتل جو كوكس، قدر ديفيد أميس أن المخاوف بشأن سلامة النواب جاءت “لإفساد التقاليد البريطانية في أن يتمكن الناس من مقابلة نوابهم”.
وقالت وزيرة الداخلية بريتي باتيل إن “الأسئلة تُطرح بحق بشأن أمن المسؤولين النواب في بلادنا”، مشيرة إلى أنها ستجيب عليها “عندما يحين الوقت”.
وأعلن رئيس مجلس العموم ليندساي هويل الذي انضم إلى تكريم الرجل “المخلص لعائلته والبرلمان ودائرته الانتخابية”، عن مراجعة للإجراءات الأمنية المتعلقة بالبرلمانيين.
وتظهر أرقام الشرطة زيادة في الاعتداءات على البرلمانيين، فقد أشارت عام 2019 إلى زيادة بنسبة 126 بالمئة بين عامي 2017 و2018 وزيادة بنسبة 90 بالمئة في الأشهر الأربعة الأولى من عام 2019. وأعلن العديد من النواب المنتخبين عن تعرضهم لتهديدات بالقتل في سياق النقاشات حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
من جهتها، أكدت مؤسسة “جو كوكس” أن “جميع النواب يستحقون أن يكونوا آمنين”. وأضافت أن “العنف والشتائم أمر غير مقبول” و”يعرض للخطر الناس وأسرهم” وكذلك “الديموقراطية”.
وفي اتصال مع وكالة فرانس برس، قال بول غاردينر وهو حلاق يبلغ 41 عاما ويقع صالونه على بعد 250 مترا من الكنيسة، إنه رأى قوة كبيرة للشرطة وسيارة إسعاف في الموقع ومروحيات.
وأضاف “كنت أقود سيارتي إلى وظيفتي وأوقفتها حوالى الساعة 12,30 ظهرا وكان هناك الكثير من رجال الشرطة ورأيت ضابطا يحمل سلاحا”.
وفي عام 2010، تعرض النائب العمالي ستيفن تيمز للطعن عدة مرات لكنه تعافى في النهاية من إصابات كان من يمكن أن تودي به.
وفي كانون الثاني/يناير 2000، أصيب النائب الديموقراطي الليبرالي نايجل جونز وقتل مساعده على يد رجل بحوزته سيف أثناء لقائه مؤيديه في شلتنهام بغرب إنكلترا.
وأعرب الزعيم السابق لحزب المحافظين إيان دنكان سميث عن قلقه بشأن سلامة البرلمانيين. وكتب على تويتر “عندما لا تكون في مكتبك وفي مكان عام فهذا يعني أنه لا يمكن أن تتخذ الإجراءات الأمنية التي يُنصح باتخاذها”.