من هو القاضي طارق بيطار الذي أفزع ميليشيات حزب الله و أمل

هو قاض لبناني شغل في بداياته مركز (قاض منفرد جزائي) في طرابلس منذ 2004 وحتى 2010 ثم شغل مركز مدعي عام استئنافي في محافظة لبنان الشمالية إلى 2017، وهو حاليا رئيس محكمة جنايات بيروت إضافة إلى مهمته كمحقق عدلي في انفجار مرفأ بيروت.

وينحدر بيطار صاحب الـ46 عاما، من منطقة عكار شمال لبنان، ويحظى بتقدير كبير من قبل زملائه.

ولا يظهر أن التهديدات التي تطلقها الأحزاب السياسية تؤثر في قرار بيطار أو تدعوه للتراجع، حتى بعدما هاجمه الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في أغسطس/آب الماضي، وقال إن “التحقيق مسيّس.. إما يجب أن يعمل بطريقة واضحة، أو على القضاء أن يجد قاض آخر”.

وترى عائلات الضحايا التي تبحث عن العدالة، في طارق بيطار قاضٍ صارم حريص على كشف الحقيقة في قضية يعتبرها مهمة.

وقال بيطار في مقابلة نادرة مع يومية (لوريان لوجور) اللبنانية، بعد أيام قليلة من تعيينه رئيسا للتحقيق في قضية انفجار المرفأ في فبراير/شباط الماضي إن “قضية الانفجار المزدوج في مرفأ بيروت مقدسة. هي مهمة بدءا من اليوم، وأنا ضامن لها، وعلينا واجب تجاه الضحايا للوصول إلى الحقيقة”.

وأضاف “سأذهب حيث يقودني القانون والحق، لن يوقفني شيء، لا أعرف إلى أين سيقودني التحقيق، لكنني لن أتركه ينحرف”.

في الوقت الذي يشل فيه المأزق السياسي والقضائي التحقيق في الكارثة التي خلفت 214 قتيلاً، وفقاً لعائلات الضحايا، وإصابة قرابة 6500 شخص كما دمرت عدة أحياء، انتقل هذا الملف إلى مرحلة جديدة من العراقيل التي تعترض طريق طارق بيطار في القيام بمهمته، وهي أكثر خطورة من سابقاتها، إذ تعرض القاضي لتهديد خطير.

هذا التهديد جاء على وجه التحديد من قبل مسؤول كبير في حزب الله، الحركة السياسية العسكرية القوية الموالية لإيران.

“لقد سئمنا منك، سنمضي على طول الطريق بالوسائل القانونية، وإذا لم يفلح ذلك فسوف نقتلعك”، كانت تلك هي الرسالة التي يُزعم أنه بعث بها، بحسب عدة وسائل إعلام لبنانية، رئيس جهاز الأمن في حزب الله وفيق صفا، ونقلها إلى القاضي عبر صحفي بقيت هويته سرية، كما تقول وكالة فرانس برس.

وأكد القاضي اللبناني، في 23 سبتمبر/أيلول الماضي، تعرضه لهذه التهديدات في رسالة وجهها إلى النائب العام في محكمة النقض، القاضي غسان عويدات، حسب وسائل إعلام لبنانية. وطلب عويدات من بيطار تحرير تقرير عن هذه التهديدات، التي كشف عنها لأول مرة على تويتر الصحفي إدمون ساسين، الذي يعمل في قناة LBC

وسعى بيطار إلى استجواب أحد كبار السياسيين في البلاد وهو وزير المالية السابق علي حسن خليل الذي قال إن جميع الخيارات مفتوحة للتصعيد السياسي عندما سُئل خلال مقابلة قبل أيام عما إذا كان من الممكن استقالة بعض الوزراء.

وخليل هو الذراع اليمنى لرئيس مجلس النواب نبيه بري الحليف الوثيق لحزب الله، وقال خليل لقناة الميادين إن مسار التحقيق يهدد بدفع لبنان “نحو حرب أهلية”.

وفي سبتمبر الماضي أصدر بيطار مذكرة توقيف غيابية بحق وزير الأشغال السابق يوسف فينيانوس، في حين أكد رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، عبر تويتر حينها وقوفه إلى جانب فنيانوس “مدافعاً عن نفسه وبحق ضمان القوانين المرعية الإجراء”.

وجاء إصدار مذكرة التوقيف ليؤشر إلى إمكان اتخاذ البيطار خطوة مماثلة مع رئيس الحكومة السابق حسان دياب.

وبينما سعى بيطار إلى استجواب العديد من الساسة المتحالفين مع حزب الله، فإنه لم يسع إلى استجواب أي من أعضاء الجماعة نفسها.

وقد نفى جميع المسؤولين الذين طلب بيطار استجوابهم بشأن الإهمال ارتكاب أي مخالفة.

وهاجم نصر الله قبل أيام بيطار مرة أخرى، وقال إن المحقق الرئيسي في انفجار مرفأ بيروت المدمر “منحاز ومسيًس”، ودعا صراحة إلى تغييره قائلا إنه يريد قاضيا نزيها.


يقول محدّثي :
لمّا تخرج الكلمة للعلن …فلا سلطة لك عليها …
كل يرميها بسهم عينه ..

 

ماهر حمصي

إبداع بلا رتوش
إشترك في القائمة البريدية