طوال السنوات الماضية وأنا أقاطع حفلات الإئتلاف الوطني، ومناسباتهم المقامة، خلال زياراتهم الى العاصمة الأمريكية واشنطن.
لأسباب موضوعية يعرفها بعض من سمحت له الفرص بالاطلاع على نصوص سابقة شديدة الوضوح بالموقف الشخصي من أداء الإئتلاف ورموزه المتكررة، الشبيهة بالنظام.
خالفت هذه المرة قاعدتي السابقة، بعد دعوة الصديق العزيز أيمن عبد النور، رئيس “منظمة سوريون مسيحيون من أجل السلام”.
حصل في هذا اللقاء بعض اللمحات الخاطفة التي تؤكد ما رميت اليه ونوهت عنه، فيما سبق، سأدعه في ختام هذا النص فهناك برأيي الأهم :
كل دقيقة تمر على هذه العصابة المتآكلة في دمشق .. هناك جريمة او مجزرة تُرتكب او طفل يموت او اسرة تفنى او مدينة او قرية تُهجر ..
لم اقرأ في التاريخ عن جريمة بشرية مروعة مثلما أراد المشغل الروسي بالتشاركية والتواطىء مع المنظومة الأممية ان تحصل بهذا الترويع منذ الحرب الكونية. هذه المنظومة التي لم تقدم للكارثة السورية سوى معسول الوعود، ونَزَعَتْ لأن تترك شعبا بأكمله يواجه الموت والتشرد دونما رحمة ..
وتحولت المطالب السياسية بالخلاص، الى مطالب إنسانية، مع استمرار بقاء الدور الوظيفي المدمر للوريث الأسد الى مدى غير معلوم حتى اليوم. على خلفية مجزرة بشرية من نوع مختلف، آثارها بعيدة المدى ارتكبت دون أي روادع قانونية دولية، سيكون لها تداعيات خطيرة بالتغيير الديمغرافي المتسارع وتوطين فئات طائفية متأخرة ومجهولة على الأرض السورية..!!
فالإصرار على الحرب العبثية المدمرة بهذه الصور المقززة، تحت شعار كاذب لمكافحة الاٍرهاب..وما يحصل في وقائع جديدة على الأرض بإعادة انتاج الإرهاب، قد ازال مدنا وبلدات وقرى بأكملها في خطوط محددة من مقاطعات كاملة، يجعل من الاستحالة بتحقيق التوازن الانساني بين اطياف وفئات المجتمع السوري في مستقبل القادم من الايام ..
وكان ذلك اخطر افرازات العقل المخرب الذي صمم هذه المأساة البشرية الهائلة .. بهذه الهندسة الاستراتيجية الجرمية التي تمت تهيئتها في غرفة مظلمة.
ومحال نسج خيوط مثل هكذا جريمة كبرى في ذهن شخص بمدركاته العقلية المحدودة مثل ذهنية بشار الأسد الغارق بتفاصيل مفردات اللغة، وبيع الثروات السورية، أو رهنها بين حماته الروس والإيرانيون، التي تخفي خلفها المصالح الإسرائيلية، ثمنا لبقائه في قصره.
“ذهنية بشار الاسد لا ترقى للتخطيط، ولكن يمكن الاستثمار جيدا في غبائه بتكوين مجتمع طائفي متجانس كما يرغب”.
هذا ما صرح الي به أحد أصدقاء أبيه، من الساسة القدماء في لقاء تم في العاصمة الأمريكية واشنطن.
لقد راهن الأسد على تركيبة المجتمع السوري، مع وجود انقسام عرقي بين عرب وأكراد، وطائفي بين سنة وعلويين، أضافة الى الشرائح الإجتماعية المسيحية، التي لعب النظام الأمني مع الكهنوت المسيحي على أوتار تخوفاتها، التي قدمها اليه على طبق من دماء، أدوار مشبوهة للتنظيمات الإسلامية والجهادية، يُشتَم منها روائح الاستخبارات التي سهلت ظهورها.
بينما يتم اقتسام الوطن السوري بين اللاعبين الدوليين والإقليميين على الأرض، كما حصل ويحصل اليوم.
فما الذي فعله الإئتلاف ويفعله اليوم في العاصمة الأمريكية:
تمحورت مطالب الإئتلاف من الإدارة الأمريكية، بمطلب أساسي، هو أن لا يطغى الملف الإنساني و دخول قوافل المساعدات، على ملفات أخرى في مقدمتها، ملف المعتقلين، والقرار الأممي 2254 والقاضي بتشكيل هيئة حكم انتقالي.
كان لقاء الإئتلاف بالأمين العام للمنظمة الصورية المدعوة بالأمم المتحدة غوتيرش، اعلى شخصية، (لاحول لها ولا قوة) قُدِرَ للوفد من شرح أهداف ومتطلبات الزيارة، دون الحصول على أي وعود مختلفة عن السابق تتعلق بقضايا الإغاثة التي تُسرق عادة من قبل عصابات النظام، واشباهه في المناطق المسماة محررة، وتباع أو تُهَرَب ولا تصل الى مستحقيها بشهادات الاتصالات شبه اليومية التي قُدِرَ لي توثيقها مع ناشطين في الداخل السوري طوال سنوات.
كما التقى وفد الإئتلاف بنائبين من الكونغرس الأمريكي أحدهما فرنش هيل والآخر تيم بورتشيت وهما من الداعمين للثورة السورية بحسب أعضاء الإئتلاف، إضافة الى جلسة حوار أقامها جويل ريبورن وهو نائب مساعد وزير الخارجية الأسبق، والمنسق الخاص بالملف السوري لدى الخارجية الأمريكية خلال إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب. (اعرفه شخصيا وقد استقال من منصبه مع قدوم إدارة الرئيس بايدن).
ربما التقى الوفد شخصيات أخرى، ولكن ما أود الإشارة اليه أن كل هذه الأسماء الأمريكية، غير مجدية ولا مفيدة في شرح ما تم شرحه سابقا من الجالية السورية الأمريكية، في لقاءات شَهِدُت بعضها مع أعضاء الكونغرس الأمريكي، إضافة الى أنها غير مؤثرة، ولا فاعلة رسميا، وغالبيتها تندرج في الصف الثالث والرابع من تسلسل القرار الأمريكي الحالي الذي يقوده الرئيس الديمقراطي جو بايدن، وريث ذات المدرسة الذهنية، التي سلمت سورية والعراق الى حكم العمائم في طهران مقابل صفقة باراك أوباما خمسة + واحد والقاضية برفع العقوبات عن طهران، للحد من مشروع التسلح النووي الإيراني.
سالم المسلط رئيس الائتلاف مع مراسلة صحيفة المونيتور الامريكية إليزابيث هاجيدوران | |
---|---|
كل هذه اللقاءات لا يمكنني الحكم عليها، حكم قيمة، إلا بما خبرته في السابق، من لقاءات شبيهة، واطلاعي على عدد غير محدود يصل الى الآلاف من وثائق الخارجية الأمريكية، التي افرج عنها، في ملفات تاريخية سابقة تتعلق بالشأن السوري، وترتيب (دكاكين) البيع في كل الشرق الأوسط، قبل افتتاح المزاد الأخير الذي يرعاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأجيره الأسد لبيع سورية كخردة مفككة، مع الدول الإقليمية، والمجتمع الدولي …غير المكترث إلا بالتصريحات الخجولة بين الفينة والأخرى بينما مشاريع أنابيب نقل النفط والغاز على قدم وساق تسير مع إعادة انتاج الأسد عربيا على الأقل في المدى المنظور.
ما يهمني إنسانيا ووطنيا ويهم شرائح عريضة من السوريين المهجرين، أن يكون هناك إنجازا ما، على وقائع الأرض السورية. ولا أعتقد برأيي أن هذه اللقاءات والحرتقات السياسية يمكنها أن تؤدي الى نتائج ملموسة وحقيقية، في انقاذ الشعب السوري من كارثته المحققة، والتي ساهم بها من تنطع لتمثيل السوريين، منذ بداية تشكل الإئتلاف في العام 2012 ومنذ ذلك التاريخ مُنِحَ الأسد فرصا امتدت لسنوات، كان يتمناها لكسب الوقت، سياسيا وعسكريا، واستعادة نوع هزيل من الشرعية الدولية الداعمة سرا، أمام الفوضى الدموية، التي أُريد لها أن تكون بهذه الصورة الجنونية، على خلفية مشاهد كاريكاتورية للمفاوضات ولجانها الدستورية.
هذا ما سبق أن كتبت عنه وصرحت به عشرات المرات … مع شخصيات من رؤساء الإئتلاف مرت بواشنطن والتقيتها بصور خاطفة.
لقد فشل الإئتلاف في تشكيل قيادة بديلة تتمتع بالإحترام والإقناع أمام المجتمع الدولي، الذي نافق طويلا في قضية السوريين، وبقي كل فرد في الإئتلاف رهين أجندات دول تدعمه أو تحركه، وكانت سببا أكيدا في الخيبات المتلاحقة.
لذلك كنت دائما أشعر بالاشمئزاز من مجريات الأحداث المتراكمة، دون أي بارقة أمل حقيقي بتغير المشهد قيد أنملة، الذي تحول الى كارثة بات ثقلها يهدد بتلاشِ وطن السوريين أمام أعينهم بمئات الصور الفادحة من الميوعة السياسية والغباء، الى درجة لا يمكنني تخيل الذهنية التي باتت تدير هذا الملف حتى اليوم، إلا أن أشتعل غيظاً وغضباً مثل بقية السوريين المهجرين. مع استدامة بيع الأوهام بلا أدنى إحساس بالمسؤولية الكبرى.
بالمقابل شهدت شبانا وشابات، وناشطين وناشطات في واشنطن وعواصم دول الشتات، يعملون بصمت وتضحية حقيقية لوقر آذان العالم بما حصل ويحصل في سورية، ويحققون انتصارات لافتة خصوصا في الملفين الجرمي والحقوقي.
كل ما ورد يؤكد المرة تلو الأخرى، ما سبق أن دونته عشرات المرات في نصوص صارخة وقاسية، عن أداء الإئتلاف، الذي لن يخرج عن اطار الدبلوماسية الناعمة ونشر الصور مع المسؤولين الأمريكيين والأوربيين، ولاحقا مع الروس ثم الإيرانيين، كما أتوقع في المستقبل القريب، للبقاء أطول مدة ممكنة في المشهد الدولي السياسي الفاشل .. (يمكن ملاحظة صفحات أعضاء الإئتلاف وقراءة الصور وما تم الإعلان عنه بالنصوص المرفقة).
فموقف الإدارة الأمريكية منشغل اليوم في قضايا أخرى بعيدة عن الملف المأساوي السوري، خصوصا أن زيارة الوفد، كانت خلال تداعيات انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، وبالأساس هذه الإدارة مع الإدارة التي سبقت سابقتها، كانت بالأصل متراجعة بخطوات واضحة، عن الملف السوري، وان لم يتم الإعلان عن ذلك صراحة، بل كانت التصريحات الفارغة من أي محتوى حقيقي، تصب في بازار الدول الإقليمية، والتغول الروسي الإيراني، وما فرضته الغرف المغلقة من وقائع على الأرض، أرجحت أن الإدارة الأمريكية كانت ظاهريا تهتم بموضوع دعم الأكراد لمحاربة التنظيمات الجهادية والإرهابية، بذات أدواتها، الى حين ابرام صفقة على وشك أن تظهر ملامحها قريبا، مع تركيا، بملف المساومة على امارة ادلب، مع انهاء الوجود العسكري للتنظيمات الكردية في شمال شرق سورية. حيث من المتوقع قيام مجزرة جديدة سبق ارتكابها على دفعات، في ادلب بحجة سيطرة الفصائل الإسلامية المتشددة، وفي مقدمتها تنظيم النصرة، كما أن ملف تدمير تنظيم داعش لم ينتهِ تماما، وعودة بعض خلايا داعش للظهور في المشهد القادم المتوقع، سيمنح الروس والإيرانيون ورقة جديدة لاستطالة المرحلة المأساوية القادمة.
خصوصا لمن يدرك أهمية انتهاء المعاهدة الدولية الشهيرة، التي أجبرت تركيا على توقيعها، في لوزان العام 1923، والتي ينتهي العمل بموجبها في العام 2023 أي بعد عام ونيف، يُحتمل فيها أن تتغير الخارطة الحالية لسورية كما يتوقع بذلك محللون، أو لعلها تغيرت، وما قد يتبعها من تداعيات على مجمل الشرق الأوسط.
لمحات خاطفة على هامش اللقاء:
–عندما اقترب أعضاء الوفد بالإجراء البروتوكولي المعتاد في هكذا لقاءات بالتحية، قام الصديق أيمن عبد النور بعملية التعريف على أسماء البعض، وكنت أعرف بعضهم، وصادف ان السيد أنس العبدة همّ بمصافحتي وبجانبه السيد سالم المسلط رئيس الإئتلاف، حين قلت جادا بأنني كنت ولازلت قاسيا بقلمي على رموز إئتلافكم…!!
-كانت زوجتي بجانبي دائما لضبط ايقاعي النفسي من الإنفلات في هكذا مناسبات عامة عندما مرت احدى المدعوات الواثقات جدا من أصباغها وألوان فستانها الفاقع عند مصافحتي، وهي تشير بإصبعها الي باصطناع .. قائلة: “سمعت بك” (……) !!
– خلال الحوارات الجانبية الذي دارات، لم إخفِ ضيقي من التصريح علنا حول قضايا ارتزاق البعض وانغماس بعضهم الآخر في قضايا فساد مالي، لم يعمد أي من الرئاسات السابقة للإئتلاف، على تقديم بيانات مالية عملا بأي تنظيم سياسي، ثوري أو حتى شركة مساهمة للتحاصص على الإيرادات.
-بيّنت للبعض مدى كاريكاتورية تبادل الكراسي بين أنس العبدة ونصر الحريري خلال العام الماضي، وأن مثل هكذا ممارسات ستتكرر في المستقبل، باعتبارها مدرسة سياسية بعثية أسدية عريقة بوضع الغراء على مقعد الكرسي قبل الجلوس عليه.
– كانت هناك أوامر يتلقاها الإئتلاف من بعض الدول الفاعلة في الملف السوري، دون أي اعتراض، ساهمت عن قصد أو بغير قصد في تمرير الوقت، وانعاش النظام، ومنحه شرعية سبق أن فقدها.
-فقد الإئتلاف احترام الناس، بعد تفاعل قضايا تمس النزاهة، وشهادات حية لشيكات بنكية تم تصويرها، وعقارات ومطاعم وشركات تم افتتاحها من أموال المساعدات، وهناك المئات من الصور والوثائق التي يدعي البعض أمامي امتلاكها، بمحادثات مسجلة، من تركيا والأردن والإمارات العربية والولايات المتحدة وفرنسا، واتخذ الإئتلاف وضعية تمثال أبو الهول .. الصامت عنها. وستبقى هذه التهم قائمة مالم يتم الإمساك جديا بهذا الملف وكشف أرقامه وبياناته وسجلاته، مهما تبدلت الوجوه والمناصب.
-كل ذلك أو بعضه سمعه مني بعض أعضاء الوفد، بما تحدثت به في حينه، وكنت مستعدا لمناقشته مع أعضاء الإئتلاف الذي يرأسه الوجه جديد لرئاسة الإئتلاف الشيخ سالم المسلط، والذي درس العلوم السياسية في الولايات المتحدة، أضافة الى كونه نجل شيخ عشيرة الجبور، عبد العزيز المسلط، والذي الفيته رجلا مختلفا، الى حدود دفعتني لقبول الدعوة. وعندما هممت بوداعه، اتفقنا على اللقاء مجددا في اليومين التاليين في حديث أوسع، بحضور الصديق أيمن عبد النور، والذي أبلغني بأن وفاة والدة الشيخ المسلط قد غيرت من برنامج اللقاءات.
-قلت أنني كنت مستعدا لتقديم كلمة مختصرة، تنقل اليهم صوت الناس الذي يصلني يوميا من نداءات البعض، حول النقاط التي أوردتها، وغيرها. فاقترح فورا ممثل الإئتلاف في واشنطن السيد قتيبة ادلبي أن أقدم ملاحظاتي فورا، على اسماع الحاضرين، وقام من فوره وسأل أنس العبدة بالذات (……..) كي أقدم مداخلة سريعة، بالنقاط التي سمعها مني السيد ادلبي، فطلب منه هذا الأخير أن يُغلِق علي وعلى هذا الموضوع.
تم التهامس بذلك أمامي مباشر، أذ صدف أن جلوسنا في النادي الذي أقيم فيه حفل العشاء، كان متقاربا جدا بالأمكنة.
-لذلك لم تتغير نظرتي الى ما شهدته عما سبق طوال السنوات الماضية، وكما وصفتهم بالضبط، بأنهم ليسوا أكثر من حفنة من الباحثين عن أدوار قادمة مستقبلية، يحق لهم كما يحق لغيرهم، أن يبحثوا عنها، دون تشكيك بوطنية أحد أو اتهام بلا أسانيد موثقة، كما سبق اتهامهم عشرات المرات في شهادات شركاء سابقين لهم في الإئتلاف، بقضايا خطيرة تتعلق بالنزاهة والعمل بغير صالح الناس والثورة.
ولكن ليس من حساب دمائنا وتهجيرنا وقتلنا … وهو الحساب الطويل الذي لم أحصل على جواب عليه، ولا أعتقد أن أحدا منكم قد سبق له أن حصل عليه بصور مقنعة، بعد ثماني سنوات مرت على تأسيس الإئتلاف، عام 2012 وعشر سنوات من ثورة، نصف أبطالها الحقيقيين باتوا تحت التراب ونصفهم الآخر في المعتقلات، وبقية من شعب مرمي على أطراف مخيمات الحدود، أو مهجرين في أصقاع الأرض، بينما البلاد تُنهَب طولا وعرضا … ثرواتاً وتراثاً وآثاراً وبشراً وعقولاً… وحاضراً ومستقبلاً، من أجل ثراء المافيا الدولية التي يقودها بوتين، بالتوازِ مع صفقة تقودها إدارة الرئيس الديمقراطي الأمريكي بايدن مع عمائم خامنئي يعيد فيها احياء الاتفاق النووي الإيراني، يستطيل فيها بقاء الأسد والكوارث التي تسبب بها لأطول مدة قادمة مستقطعة من دماء الناس، وعلى خلفية جبال من حطام التصريحات الأمريكية الفارغة التي أبقت كوارثها، التي تجاوزت سنوات العشر، الى أجل غير مسمى.
أو لربما الصفقة الجديدة تمت أو تكاد.. كما تدل عليها ظلالها..