في خطاب ألقاه في البيت الأبيض، توعّد الرئيس الأميركي جو بايدن منفّذي الهجوم الانتحاري الذي استهدف مطار كابول وأسفر عن مقتل 13 جندياً أميركياً وعشرات المدنيين الأفغان بأنّ الولايات المتحدة “ستطاردهم”.
بصوت متدهج من شدة الانفعال، توعد الرئيس الأمريكي جو بايدن بملاحقة منفذي تفجيرين عند مطار العاصمة الأفغانية كابول، واللذان أعلن تنظيم “الدولة الإسلامية” (ولاية خراسان) مسؤوليته عنهما.
ولقي 72 شخصا، من بينهم 13جنديا أمريكيا، حتفهم في هجمات وقعت بالقرب من مطار حامد كرزاي بالعاصمة الأفغانية كابول أمس الخميس، حسبما ذكرت مصادر عدة اليوم الجمعة (27 أغسطس/ آب 2021). ونقلت وكالة باجوك الأفغانية للأنباء عن المصادر قولها إن أكثر من 150 شخصا أصيبوا في الهجمات. كان المتحدث باسم طالبان، سهيل شاهين، أعلن أمس مقتل 13 وإصابة 52 آخرين، على الأقل، في الهجمات.
وقال بايدن إنه طلب من وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إعداد خطط لضرب الإسلاميين المتشددين الذين يقفون وراء تنفيذ الهجوم.
وتحدث الرئيس الأمريكي بعد ساعات من وقوع انفجارين أسفرا عن مقتل 13 جنديا أمريكيا وإصابة آخرين في أسوأ يوم يسقط فيه قتلى وجرحى للقوات الأمريكية هناك منذ عشر سنوات.
وقال بايدن في تصريحات أدلى بها في البيت الأبيض “لن نسامح ولن ننسى. وسنلاحقكم ونجعلكم تدفعون الثمن”، مضيفاً: “لقد أمرت قادتي أيضا بوضع خطط عملياتية لضرب أصول تنظيم الدولة الإسلامية وقيادته ومنشآته. سنرد بقوة ودقة في الوقت الذي يناسبنا والمكان الذي نختاره وفي اللحظة التي نختارها”.
وبدا بايدن يقاوم دموعه وقد تهدج صوته من الانفعال وهو يتحدث عن “الأبطال” الأمريكيين الذين لاقوا حتفهم. وقال “لقد كان يوما عصيبا”.
أتحمل المسؤولية
ووسط الانتقادات الشديدة التي يواجهها بايدن بسبب تطورات الوضع في أفغانستان، دافع الأخير في خطابه، عن طريقة تعامله مع أخطر أزمة خارجية للبلاد، قائلا إنها مسؤوليته في نهاية المطاف بينما ألقى بعض اللوم على سلفه الجمهوري دونالد ترامب لاتفاق 2020 الذي تفاوض عليه ترامب مع حركة طالبان.
وعندما سئل عمّا إذا كان مسؤولا عن أحداث الأسبوعين الماضيين، قال بايدن للصحفيين “أتحمل بشكل أساسي المسؤولية عن كل ما حدث في الآونة الأخيرة”.
وأضح أنه “لا يثق” في طالبان ولا يفترض أنهم “أشخاص صالحون”، لكن “لديهم مصلحة ذاتية واضحة في التعاون” ومن تمّ يعتقد أن من مصلحة الحركة “السماح باستمرار عمليات الإجلاء”.
عمليات الإجلاء
وبينما أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي للصحفيين بأن الرئيس ملتزم بانسحاب القوات إلى الموعد النهائي بعد ثلاثة أيام، يظهر بايدن في كلامه أن عمليات الإجلاء ستتواصل إلى ما بعد الموعد المذكور. وعلّل كلامه بـ “مصلحة” طالبان الحفاظ على التعاون لإجلاء المواطنين الأمريكيين والمتعاونين المحليين السابقين حتى بعد خروج القوات من أفغانستان.
وتابع بايدن أن العمل مع المجتمع الدولي هو أمر من قبيل المصلحة الذاتية بالنسبة لمسلحي طالبان بعد أن سيطروا على أفغانستان. وأضاف بايدن أن طالبان تريد الحفاظ على بقاء مطار العاصمة الأفغانية كابول مفتوحا، ولكن لن يستطيعوا القيام بذلك بدون مساعدة خارجية، كما “لا توجد” لديهم مصلحة في منع حدوث انهيار اقتصادي في أفغانستان.