بعد منتصفِ الأرق …لـ: عمار ابراهيم عزت

عمار ابراهيم عزت
شاعر عراقي

في الساعةِ الواحدةِ بعد منتصفِ الأرقِ

كانتِ الفكرةُ أنتِ وأنا صرختُها.

دعي التفكيرَ في الاقترابِ منّي

ﻷنّي لا أشعرُ بحبِّك

الّا عندما يكونُ جحيماً مؤجّلاً.

– ليس الحبُّ أنْ تَصِلي قبلَ الآخرينَ؛

بل الحبُّ …

أنْ اظلَّ بانتظارِكِ أبداً.

– أرفضُ أن يداهمني حلمُ حُبِّكِ

كما أرفضُه إنْ صارَ واقعاً

فأنا من أمّةٍ تجهضُ الأحلامَ قبلَ الولادة.

– قد لا أجيدُ التغزّلَ بعينيكِ..

 لكنني أقرأُ تمتماتِ الاشتياقِ فيهما..

 فأعبِّرُ بفصاحةِ القبلِ.

– ما كنتُ أبحث في عينيك

عن وطنٍ بديلٍ…

 لكنّ شفتيك ..

استعجلتا توقيعَ أوراقِ لجوئي.

– أينعتْ … فقطفتُها بفمي ..

تلكَ ثمارَها الدانية

– من طولِ ما أغرتني وغرّبتني بحارُ حبّكِ

  بتُّ أستعذبُ اليابسةَ.

– هناك فرقٌ..

 بين أن تحترفَ الجنونَ حدَّ الانتحارِ

 وبين أن تعشقَ بحكمةٍ.

– لا أحتاجُ الى وحيٍ ..

لأدعوَ العاشقين الى دينِك الجديد

بل أحتاج الى فتوى ….

لأشرع حبَّك مذهباً سماويّاً

يكون فيهِ الرجالُ

 عبيداً للنساء.

– سأتمسّكُ بحبِّكِ ..

كمقعدٍ في الحكومةِ أو في البرلمان

وأرفضُ التنحّي عن منصبي كحبيبٍ، كما

سأتمردُ على قرارِ هجرِكِ لي

بإعلانِ نفسي حبيباً لولاية ثانية.

-السعيرُ الذي اصطلينا بهِ ..

أنا وأنتِ ….

كان لا يُفرِّقُ …

..

أيّنا الفرقةُ الناجية ؟!

-توضّأتُ باسمِكِ..

 فتعطّرتُ..

 فرسمْتُكِ مستلقيةً وعاريةً في محرابِكِ..

 فاشتهيْتُكِ

-على قارعةِ الحنينِ

جلسَ يستجدي شفاهَها قبلةً

فما تصدقَّتْ عليهِ الّا بالازدراء ….

“تلك حبيبتي “……. قالها ….. ورحل

……………………


يقول محدّثي :
لمّا تخرج الكلمة للعلن …فلا سلطة لك عليها …
كل يرميها بسهم عينه ..

 

ماهر حمصي

إبداع بلا رتوش
إشترك في القائمة البريدية