طالبت عشائر درعا بترحيلها الى مكان آمن لتجنب الحرب، وذلك بعد فشل المفاوضات بين النظام والأهالي بسبب إصرار النظام على نشر حواجز عسكرية في درعا البلد، واستهداف الأحياء السكنية بقذائف الهاون.
أتى ذلك بعد جولة جديدة من المفاوضات بين اللجان المركزية وضباط النظام السوري بعد منتصف ليل الثلاثاء/الأربعاء في الملعب البلدي بمدينة درعا، انتهت من دون التوصل لأي اتفاق بين الطرفين.
ونقل تجمع أحرار حوران عن مصدر أن ضباط النظام يُصرّون على نشر حواجز عسكرية ومفارز أمنية في أحياء درعا البلد، الأمر الذي ترفضه اللجان المركزية في المنطقة، لتفشل المفاوضات من جديد.
وقالت مصادر معارضة إن فشل الاتفاق جاء بسبب إشتراط نظام الأسد دخول الآليات الثقيلة والدبابات إلى 9 مواقع عسكرية، واشترط النظام أيضاً تسليم 15 شخصاً من أهالي درعا البلد الذين لم تشملهم التسوية، 4 منهم مطلوبون بتهم تتعلق بالجرائم الالكترونية وفق زعم النظام، أو يتم تهجيرهم إلى الشمال السوري.
وجاء في بيان أهالي درعا أن “أهالي درعا كباراً وصغاراً، ما زالوا دعاة سلم ولا يرغبون بالحرب أبداً، لذلك أبرمنا خلال الأيام الماضية اتفاقاً مع النظام السوري لحقن الدماء وتأمين الأمان للناس، وحفظ كرامتهم.
وأضاف البيان “تفاجئنا صبيحة اليوم بنقض بنود الاتفاق، وباغتنا النظام باقتحام واسع لمحيط درعا البلد، سقط خلالها شهيدان مدنيان وعدة جرحى”. وتابع: “نظراً لأننا نرفض القتل لغيرنا والموت لأنفسنا وأننا التزمنا بتنفيذ بنود الاتفاق، فإننا نحن أهالي مدينة درعا نطالب بترحيلنا إلى مكان آمن لتجنب الحرب التي ستكون ويل علينا”.
وقال مراسل تجمع أحرار حوران إنّ المنطقة تمر بكارثة إنسانية قد لا تنبئ بخير في ظل الظروف الصعبة التي تواجهها العائلات فيها، في ظل غياب كبير لمقومات الحياة الإنسانية، وفقدان الأدوية وأصناف كبيرة من المواد الغذائية.
وأضاف المراسل أن ما يقارب 600 عائلة نزحت، سيراً على الأقدام من درعا البلد إلى درعا المحطة عن طريق حاجز السرايا، وهو الطريق الوحيد الآمن لهم، مشيراً أن حركة النزوح لا تزال مستمرة إلى الآن، كونه الخيار الوحيد أمامهم، بعد أن أصبح المدنيين أحد أهداف النظام العشوائية، حيث يبقى خيار النزوح و التشرد أفضل من البقاء تحت مدفعيات النظام، في وضع لا إنساني على حد تعبيرهم.
و أكد المراسل أنّ معظم النازحين من النساء و الأطفال ممن أرغمتهم الظروف على مواجهة الهجرة والنزوح، بأجسادهم الرقيقة، وهمومهم الكبيرة، الواضحة في ملامحهم المتعبة، وخصوصاً بعد أن استشهد مدنياً وأصيب أربعة أشخاص بينهم طفلين بجروح نتيجة الاستهداف العشوائي للمنازل من قبل قوات النظام أمس الثلاثاء.