ليس شعراً وإن شبّه لهم ….لـ: حسان عزت

حسان عزت
شاعر سوري

لعلّ المداخلاتِ النقديةَ الشاعرةَ تكونُ أعلى من اللوحاتِ والقصائدَ عندَ بعضِ اللاعبين كتابةً>
فتغطّي على ضعفِ الموهبةِ الشّعريةِ وسحريّتَها فنحسبُ قصائدَ التجريد الباردِ قصائدَ إبداعٍ.

وشتّان بين النقدِ وبينَ الشعر، فعموم النقاد المجيدين في العالم الذين اشتهروا نقاداَ لم يملكوا من مواهبِ الشّعرِ والفنّ المبدعِ إلّا المخادعةَ، لأنّهم في النقد فكرا وتنظيرا وتصنيفا وتعريفا،
بل منهم من يطرحُ وصايا ليتخذَها الشعراءُ، أقصد العشاقَ، أقصدُ المجانينَ غايةً وسبيلاً..
وهيهاتَ هيهاتَ لأنّ الشّعر لايمشي ولا يقومُ على السّككِ، والمسبقاتِ بل على مداراتِ الكواكبِ والنجومِ..
والنقاد الأوصياء يشبهون من ينصبُ السككَ والقواعدَ لتمشي عليها قطاراتُ الخرضةِ والفحمِ والنفايات..
في الوقت الذي بقيَ شعراءُ العبقريّةِ والإبداعِ في الشعريّةِ الساحرةِ والمدهشة..
وأبداً أبداً….
كلّ مالا لَوْعةَ فيه..
كلّ مالا غَوىً حرّاقا من مشاعرَ ورؤيا فنّ، لن يكونَ قصيدةً أو لوحةً فنيْةً وإن شبّه لهم.. أمّا التجريد، والرصفُ العقليّ المتزيي بشكلٍ فمرجعهُ اللوغاريتمات وكروكياتُ الهندسة الزاحفة للزحافيات، وما كيلُ المديحِ لأشباهِ الشّعرِ والفنّ ( ولما لبسَ جلدَ غيرِه) إلّا دليلَ المجاملةِ، من باب اللطفِ أو المداهنةِ ومن باب الإيحاء بالمعرفة، والخبرة، والذّوق..
ولا يغرّنّك الفيس بوك عن خبرتِك وذوقكَ فهو للسابلةِ والعابرةِ وصعاليكِ الكارِ.
وإن مرّ به الكبار مرور الطريق.

للشاعر وديع سعادة قصّاص أثرِ الغيابِ والغائبين، ولأمثاله ينحني الورد.


يقول محدّثي :
لمّا تخرج الكلمة للعلن …فلا سلطة لك عليها …
كل يرميها بسهم عينه ..

 

ماهر حمصي

إبداع بلا رتوش
إشترك في القائمة البريدية