قمة بين بايدن وبوتين: بلا أحضان ولم تكن عدائية

اتفق الرئيسان الأمريكي بايدن والروسي بوتين في القمة التي جمعتهما في جنيف على استئناف محادثات الحد من التسلح وعودة سفيري البلدين بعد سحبهما في وقت سابق. الرئيسان قالا إن الاجتماع بينهما كان بناء وخلا من المشاعر العدائية.

في أول قمة “براغماتية” بينهما اليوم الأربعاء (16 يونيو/ حزيران 2021)، اتفق الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الروسي فلاديمير بوتين على استئناف محادثات الحد من التسلح وعودة سفيري البلدين إلى واشنطن وموسكو بعد سحبهما في وقت سابق هذا العام.

استمرت القمة التي عقدت في فيلا “لا غرانج” المطلة على بحيرة في جنيف أقل من أربع ساعات، وهو وقت أقل بكثير مما قال مستشارو بايدن إنه كان متوقعا.

وتصافح بوتين وبايدن لدى وصولهما قبل دخول القاعة. ورفع بوتين إبهامه في مؤشر على الرضا للصحفيين لدى مغادرته الفيلا التي أجريت فيها المحادثات قبل أن يستقل سيارته الليموزين.

وبسبب تحديد مواعيد منفصلة للمؤتمرات الصحفية، فقد خلت الأجواء من المرح الذي صاحب اجتماع بوتين بالرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في 2018.

وقال بوتين الذي كان أول من تحدث إلى الصحفيين، إن الاجتماع كان بناء وخلا من المشاعر العدائية وأثبت رغبة الزعيمين في فهم بعضهما البعض. وأضاف أن روسيا والولايات المتحدة تتشاطران المسؤولية عن الاستقرار النووي وستجريان محادثات بشأن التغييرات المحتملة لمعاهدة ستارت الجديدة للحد من التسلح.

لكنه لم يبد رغبة تذكر في تقديم تنازلات بشأن عدد من القضايا، رافضا بواعث القلق التي أبدتها واشنطن بشأن اعتقال المعارض أليكسي نافالني وتنامي الوجود العسكري الروسي قرب الحدود الشرقية لأوكرانيا، وتلميح واشنطن بأن قراصنة من روسيا مسؤولون عن سلسلة من الهجمات الإلكترونية في الولايات المتحدة.

بعد ذلك عقد الرئيس الأميركي جو بايدن مؤتمرا صحافيا وصف فيه النقاشات التي جمعته مع بوتين بأنها “إيجابية”، لكنه حذّر نظيره الروسي من أن واشنطن لن تتسامح مع أيّ تدخل في الانتخابات الأميركية. 

 وأضاف قال بايدن في مؤتمره الصحافي عقب القمة الثنائية في جنيف إن “نبرة اللقاء برمته… كانت جيدة وايجابية”، مضيفا “أوضحت أننا لن نتسامح مع محاولات انتهاك سيادتنا الديموقراطية أو زعزعة انتخاباتنا الديموقراطية وسنرّد” في حال حصل ذلك. 

ومع انطلاق القمة قال بوتين وهو يجلس بجانب بايدن “سيادة الرئيس أود أن أشكرك على مبادرتك باللقاء اليوم…العلاقات الأمريكية الروسية شهدت تراكم الكثير من القضايا التي تتطلب الاجتماع على أعلى المستويات”. في المقابل قال بايدن إنهما سيحاولان تحديد مجالات التعاون والمصالح المشتركة. وأضاف “من الأفضل دائما أن نلتقي وجها لوجه”.

وذكر مسؤولون أن الجولة الأولى من المحادثات، التي ضمت بايدن وبوتين ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، استمرت قرابة ساعتين. واستؤنفت المحادثات بعد فترة استراحة وانضم إليها عدة مسؤولين. 

وتتدهور العلاقات بين موسكو وواشنطن منذ سنوات، لا سيما بعد أن ضمت روسيا شبه جزيرة القرم في عام 2014 من أوكرانيا وتدخلت في سوريا عام 2015 واتهامات الولايات المتحدة، التي نفتها موسكو، بالتدخل في انتخابات 2016 التي أتت بدونالد ترامب إلى البيت الأبيض.

وزاد الوضع سوءا في مارس/ آذار عندما قال بايدن إنه يعتقد أن بوتين “قاتل”، مما دفع روسيا لاستدعاء السفير أنتونوف من واشنطن للتشاور. واستدعت الولايات المتحدة سفيرها في أبريل نيسان. وقال بوتين اليوم إنه راض عن تفسير بايدن للتصريح.


يقول محدّثي :
لمّا تخرج الكلمة للعلن …فلا سلطة لك عليها …
كل يرميها بسهم عينه ..

 

ماهر حمصي

إبداع بلا رتوش
إشترك في القائمة البريدية