تصعيد خطير للنظام وروسيا على الشمال السوري…المنشآت الطبية والمرافق الحيوية تحت القصف

صعّدت قوات النظام وروسيا قصفها الجوي والصاروخي على الشمال السوري بشكل خطير، الأحد 21 آذار، مستهدفة منشأة طبية، وعددا من المرافق الحيوية الأخرى، في ريفي حلب وإدلب، مخلفة قتلى وجرحى مدنيين وخسائر مادية كبيرة، ما ينذر بكارثة إنسانية قد تكون الأسوأ في حال استمراره، ويثبت أن النظام وروسيا مستمران بسياسة العقاب الجماعي للمدنيين في ظل الصمت الدولي وغياب المحاسبة.

ارتكبت قوات النظام مجزرة بقصفها مشفى مدينة الأتارب الجراحي بريف حلب الغربي، صباح اليوم الأحد 21 آذار، راح ضحية المجزرة 7 مدنيين بينهم طفل وامرأة وجرح أكثر من 15 آخرون، بينهم 9 من كوادر المشفى (5 أطباء و3 ممرضين وفني) فيما خرج المشفى عن الخدمة نتيجة الاستهداف المباشر بقذائف المدفعية، وما تزال حصيلة القتلى غير نهائية لوجود حالات حرجة بين المصابين، وعملت فرق الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) على إخلاء مشفى الأتارب الجراحي، جرّاء القصف، ونقلت المصابين إلى مراكز طبية في المنطقة.

وتعرض المشفى نفسه للاستهداف خلال الحملة الأخيرة بشهر شباط 2020 حيث استهدف الطيران الحربي المشفى ما أدى لمقتل شاب نازح في المدينة كان على طريق المشفى.

وتعتبر مدينة الأتارب من أكبر المدن بريف حلب الغربي وتعرض أكثر من 30 % من المباني فيها للتدمير جراء القصف الممنهج، وبلغ عدد سكانها قبل الهجمة العسكرية الأخيرة للنظام وروسيا مطلع عام 2020، 65 ألف نسمة، منهم 25 ألف نازح من مختلف المناطق السورية، وعاد منهم بعد وقف إطلاق النار والهدوء النسبي الذي تشهده المدينة أكثر من 50 ألف مدني.

أسفر قصف قوات النظام السوري لمستشفى في إدلب عن مقتل 6 مدنيين بينهم طفل

ويأتي الاستهداف للمشفى في وقت يعاني فيه الشمال السوري نقصاً كبيراً في الكوادر والمنشآت الطبية، نتيجة للحملات العسكرية المتتالية، ووسط معاناة مستمرة بسبب جائحة كورونا، يعتبر هذا الاستهداف استمراراً لسياسة النظام وروسيا الممنهجة باستهداف المنشآت الطبية والمشافي، والتي تسببت بشكل مباشر حرمان المدنيين من خدماتها، دون أدنى اعتبار للقيم الإنسانية ولما يمر به العالم من كارثة حقيقية (تفشي جائحة كورونا) الأمر الذي يوجب حماية الكوادر الطبية والمشافي بدل قصفها.

وتم توثيق أكثر من 566 هجوم على مرافق طبية منذ 2011 وحتى شهر شباط 2020 بحسب منظمة “أطباء من أجل حقوق الإنسان”، كان نظام الأسد إلى جانب حلفائه من الروس والإيرانيين المسؤولين عن الغالبية العظمى من تلك الهجمات.

وبعد ساعات من مجزرة مشفى الأتارب، شنَّ الطيران الحربي الروسي غارات جوية على عدة مناطق بريف إدلب، ما أدى لمقتل مدني وإصابة أخر، إذ استهدفت 4 غارات جوية معملاً للإسمنت، ومحطتي وقود، وكراجاً للسيارت الشاحنة في منطقة معبر باب الهوى الحدودية والتي تضم عدداً من المنشآت الحيوية.
وأدى هذا الاستهداف لحرائق ضخمة وأضرار مادية بمواد مستوردة كانت محملة في تلك الشاحنات ، كما تم استهداف بقذائف مدفعية كازية ومركز توزيع وقود جنوب بلدة سرمدا دون تحقيق إصابات .

وامتدت الغارات الجوية الروسية إلى ريف إدلب الجنوبي حيث شنت غارتين على حرش القياسات في محيط قرية بسنقول على الطريق الدولي حلب اللاذقية غرب مدينة أريحا، فيما استهدف قصف مدفعي أطراف مدينة أريحا وقرى الرامي وبينين وسرجة بجبل الزاوية.

كما استهدف قوات النظام وروسيا بصاروخ أرض ـ أرض أطراف المخيمات في منطقة صلوة شمالي إدلب عصر الأحد 21 آذار، ما أدى لإصابة مدني بجروح خطرة، ونفوق عدد من المواشي.

وخلال الفترة الماضية استهدف قوات النظام وروسيا منطقة الحراقات في قرية ترحين شرقي الباب وسوق المحروقات في قرية الحمران جنوبي جرابلس، حيث

استهدفت قوات النظام وروسيا بصواريخ بعيدة المدى محملة بقنابل عنقودية منطقتي الحمران وترحين في 5 آذار ما أدى لمقتل 4 مدنيين بينهم متطوع بالدفاع المدني السوري، إصابة 42 آخرين وخسائر مادية كبيرة جداً، كما أصيب مدنيان، مساء يوم الأحد 14 آذار، إثر قصف قوات النظام وروسيا بصواريخ أرض ـ أرض تحمل قنابل عنقودية، قرية الحمران شرقي حلب بالتزامن مع قصف مماثل على قرية ترحين بالريف نفسه سبب حرائق كبيرة في بمصافي تكرير الوقود البدائية.


الدفاع المدني السوري

يقول محدّثي :
لمّا تخرج الكلمة للعلن …فلا سلطة لك عليها …
كل يرميها بسهم عينه ..

 

ماهر حمصي

إبداع بلا رتوش
إشترك في القائمة البريدية