حذر ممثل اليونيسف في سوريا من أن الحرب لا تقضي على حاضر أطفال سوريا فحسب، لكنها تهدد مستقبلهم أيضا، مشيرا إلى أنه بعد 10 سنوات، ترك النزاع 90% من الأطفال السوريين في حاجة إلى المساعدة.
وفي تصريحات من دمشق أدلى بها أثناء مشاركته عبر تقنية الفيديو في مؤتمر صحفي عُقد في جنيف، قال بو فيكتور نيلوند، ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة في سوريا، إن أزمة ثلاثية من العنف والبؤس الاقتصادي وجائحة كـوفيد-19 دفعت بالعائلات إلى حافة اليأس.
وأضاف قائلا: “ماذا يعني ذلك من الناحية العملية؟ هذا يعني على سبيل المثال أن عائلتين من كل ثلاث أسر تبلّغان بأنهما لا تستطيعان تلبية احتياجاتهما الأساسية”.
أعباء متزايدة والأطفال يدفعون الثمن
بحسب اليونيسف، وضعت جائحة كوفيد-19 عبئا إضافيا هائلا على الأطفال وأسرهم. وقال المسؤول الأممي إن الجائحة أثّرت على الاقتصاد، مع ارتفاع متوسط سعر السلة الغذائية بأكثر من 230% العام الماضي.
كما أثرت الجائحة على النسيج الاجتماعي للمجتمع: “هذه العوامل مجتمعة تزيد بشكل كبير من المخاطر بالنسبة للفتيان والفتيات ونراهم يلجأون إلى آليات التأقلم السلبية”.
وأشار إلى زيادة تزويج الأطفال، وإلى اضطرار العديد منهم للخروج للعمل – بعضهم لا تتجاوز أعمارهم 7 أعوام. إضافة إلى ذلك، يعاني أكثر من نصف مليون طفل دون سن الخامسة في سوريا من التقزم نتيجة سوء التغذية المزمن، بحسب وكالات الأمم المتحدة. وتضاعف عدد الأطفال الذين ظهرت عليهم أعراض الاضطراب النفسي والاجتماعي عام 2020 حيث استمر تعرّضهم للعنف والصدمة والصدمات.
أكثر من 12 ألف طفل بين قتيل وجريح
قال بو فيكتور نيلوند، إن ما يقرب من خمسة ملايين طفل ولدوا في سوريا على مدى السنوات الماضية، وإن مليون طفل آخر ولدوا لاجئين في الدول المجاورة لسوريا، “وهؤلاء هم ملايين الأطفال الذين لا يعرفون سوى الموت والنزوح والدمار”.
وفقا لليونيسف، منذ عام 2011، تم التحقق من مقتل أو إصابة ما يقرب من 12 ألف طفل في سوريا، “أي طفل واحد كل ثماني ساعات على مدار السنوات العشر الماضية. كما نعلم جميعا، هؤلاء الأطفال الذين تمكنت الأمم المتحدة من التحقق من أنهم قتلوا أو أصيبوا، ومن المرجح أن تكون الأرقام الفعلية أعلى من ذلك بكثير”.
وفقا للبيانات التي تم التحقق منها، بين عامي 2011 و2020، تم تجنيد أكثر من 5,700 طفل في القتال – بعضهم لا تزيد أعمارهم عن 7 سنوات. وفي الفترة نفسها (2011-2020) تعرّضت أكثر من 1,300 منشأة تعليمية وطبية للهجوم، بما في ذلك الأشخاص الذي يعملون هناك.
وأضاف نيلوند: “يواجه التعليم الآن واحدة من أكبر الأزمات في التاريخ الحديث. هناك حوالي 3.5 مليون طفل خارج المدرسة، 40% منهم فتيات”.
1.4 مليار دولار لإنقاذ الأطفال
ذكّر المسؤول الأممي بأن الوضع في شمال غرب سوريا مقلق بشكل خاص، حيث لا يزال ملايين الأطفال نازحين، إذ فرت عائلات كثيرة من العنف عدة مرات، بعضها يصل إلى سبع مرات بحثا عن الأمان. يعيش هؤلاء في خيام وملاجئ ومبانٍ مدمرة أو غير مكتملة البناء.
ودعا ممثل اليونيسف في سوريا إلى إعادة دمج الأطفال المرتبطين بالجماعات المسلحة، وخاصة في شمال شرق سوريا، في المجتمعات المحلية، كما دعا إلى إعادة أطفال الرعايا الأجانب بأمان إلى بلدانهم الأصلية.
وشدد نيلوند على أن المنظمات الإنسانية بحاجة ماسة إلى التمويل لتقديم المساعدة لأطفال سوريا. وتناشد اليونيسف الحصول على 1.4 مليار دولار لاستجابتها الإنسانية داخل سوريا والدول المجاورة لعام 2021.