تسير الأمور من سيء إلى أسوأ في مخيم كارا تيبي المؤقت للنازحين في جزيرة ليسبوس اليونانية. ونشر السكان صوراً على حساب Now_you_see_me_moriaعلى تطبيق انستغرام، تظهر فيها أعمدة من تتصاعد فوق الخيام البيضاء الخاصة باللاجئين، وتظهر امرأتان وهما تطلبان المساعدة.
النص المصاحب للصورة يقول “حريق آخر في مخيم موريا الثاني في ليسبوس، احترقت خيمتان. هذه ليست المرة الأولى، ولن تكون الأخيرة، لأن الحكومة لا تهتم باللاجئين”.
لا يستخدم سكان مخيمي موريا وكارا تيبي تطبيق إنستغرام فحسب، بل يستخدمون أيضاً منصة إلكترونية أخرى تسمى Now You See Me Moria للفت الانتباه إلى وضعهم المزري. ونظراً لعدم السماح للمصورين وأطقم التلفزيون من الخارج بالوصول إلى هناك، فإن هذه الصور ومقاطع الفيديو حالياً، هي الطريقة الوحيدة للحصول على معلومات حول شكل الحياة داخل المخيمات.
تحمل سكان المخيم انخفاضاً مفاجئاً وغير متوقع في درجات الحرارة، تزامن مع تساقط الثلوج على جزيرة ليسبوس. وتسبب هبوب رياح شديدة في تطاير أقمشة الخيام، وحالت التربة الطينية بالجزيرة دون تجفيف المياه، وتحولت المعسكرات إلى مكان موحل.
في 17 فبراير/ شباط، نشرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في اليونان تغريدة قالت فيها: “موجة برد تجتاح اليونان، ويعيش الآلاف من اللاجئين وطالبي اللجوء في خيام أو ملاجئ مؤقتة في جزر ساموس وخيوس وليسبوس، في ظل درجات الحرارة المنخفضة والرياح الجليدية في ظروف محفوفة بالمخاطر”.
Αs a cold spell sweeps across Greece, thousands of refugees and asylum-seekers living in tents or makeshift shelters on the islands of Samos, Chios and Lesvos face freezing temperatures and icy winds in precarious conditions. 1/2 pic.twitter.com/22HGBBPnus
— UNHCR Greece (@UNHCRGreece) February 17, 2021
يعيش حوالي 15000 نازح حالياً في عدد قليل من الجزر اليونانية، نصفهم يستقر في كارا تيبي بجزيرة ليسبوس. وتم إنشاء الموقع المؤقت بعد حريق دمر معظم مخيم موريا في أيلول/ سبتمبر 2020. وتقع كارا تيبي على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وهذا هو السبب في أن سكانها يتعرضون بانتظام للعواصف والفيضانات.
داخل هذا المخيم يعيش حوالي 2500 قاصر. ومنذ حريق موريا، لم يعد يُسمح لسكان المخيم بإعداد وجباتهم بأنفسهم. وبدلاً من ذلك، تولى العسكر اليوناني مسؤولية إمدادهم بالطعام. كارا تيبي محاطة بسياج من الأسلاك الشائكة وتحت المراقبة المستمرة، فقد تم فرض إغلاق صارم لاحتواء انتشار فيروس كورونا.
“الخيام التي غمرتها المياه، والمراحيض والحمامات قليلة جداً، ولا تتوفر هناك أي حماية من العواصف والأمطار: يُظهر مخيم اللاجئين الذي تم إنشاؤه حديثًا في جزيرة ليسبوس اليونانية سياسة اللاجئين الفاشلة في أوروبا”، وفقًا لمنظمة الإغاثة الكاثوليكية الألمانية، التي ساعدت في تركيب دورات المياه وتوزيع وجبات الطعام والبطانيات وتقديم دروس اللغة الإنجليزية والاستشارات النفسية.
وتقول المنظمة إن المخيم – المصمم لاستيعاب ما يصل إلى 10000 شخص – غير مناسب لسكن حتى 7000 شخصاً يعيشون هناك حالياً. وتضيف أنه بصرف النظر عن عدم كفاية المرافق الصحية، لا يوجد مصدر موثوق للغذاء والماء.
شاركت إيزابيل شياني، مراسلة محطة WDR الألمانية مؤخراً مقطع فيديو مروّعًا على تويتر صوره أحد السكان يظهر شاباً يتحدى المطر الغزير والريح القوية للوصول إلى مرحاض متنقل – وهو إنجاز ليس سهلاً في كارا تيبي. ولفتت إيزابيل من خلال التغريدة إلى أنه من غير القانوني تصوير مثل هذا الفيديو وإرساله خارج المخيم.
Eigentlich nix Dolles. Ein Kind muss zur Toilette. Aber es gießt.
— Isabel Schayani (@isabelschayani) February 11, 2021
Für die Toiletten und Zelte im Lager #KaraTepe #Lesvos sind #UNHCR und #UNICEF zuständig.
So etwas zu drehen und raus zu schicken – ist übrigens verboten. pic.twitter.com/ywBcPdMpUw
في 17 فبراير/ شباط نشرت منظمة هيومن رايتس ووتش تقريراً يفيد بأن أجزاء من كارا تيبي بنيت على أرض ملوثة بالرصاص. وحول هذا الموضوع علق بلقيس ويل، الباحث البارز في مجال الأزمات والنزاعات ضمن منظمة هيومن رايتس ووتش، بالقول: “بعد سبعة أسابيع من تلقي الحكومة اليونانية نتائج الاختبارات التي أظهرت مستويات الرصاص غير الآمنة، اتخذت الحد الأدنى من الإجراءات، وتستمر الآن في التقليل من المخاطر”.
في غضون ذلك، استقبلت ألمانيا عائلات لاجئين إضافية من ليسبوس. ففي الـ 17 فبراير/ شباط المنصرم، هبطت طائرة تقل 26 عائلة في هانوفر. وقالت وزارة الداخلية الألمانية إن مجموعهم يبلغ 53 بالغاً و63 طفلاً. ومنذ مارس/ آذار 2020، استقبلت ألمانيا 1677 شخصًا من ليسبوس.