أول زيارة بابوية للعراق: التصدي لآفة الفساد والعنف والتطرف ولسوء استعمال السلطة

توجه البابا فرنسيس الجمعة من كاتدرائية سيدة النجاة في العراق التي استهدفت في 2010 باعتداء تخللته عملية احتجاز رهائن انتهت بمقتل 53 شخصا، إلى المسيحيين قائلا “نجتمع اليوم في كاتدرائية سيدة النجاة هذه، ونتبارك فيها بدماء إخوتنا وأخواتنا الذين دفعوا هنا ثمن أمانتهم للرب، غاليًا”.

ويلتقي البابا في الكنيسة الواقعة في العاصمة العراقية أساقفةً وكهنة ورهبانًا وراهبات ومعلمي تعليم مسيحي ومسؤولين علمانيين في الكنيسة. وكان التقى فور وصوله إلى بغداد الرئيس العراقي برهم صالح.

ورحب صالح، الجمعة، بالبابا فرنسيس واصفاً إياه بـ”الضيف العزيز الكريم” في العراق

التصدي لآفة الفساد

وعقب وصوله إلى العاصمة العراقية، دعا البابا فرنسيس إلى وقف “العنف والتطرف والتحزبات وعدم التسامح”، مشددا على ضرورة “التصدي لآفة الفساد” و”تقوية المؤسسات”و “سوء استعمال السلطة وكل ما هو غير شرعي”، وقال “لكن ذلك لا يكفي”. وتابع “ينبغي في الوقت نفسه تحقيق العدالة، وتنمية النزاهة والشفافية، وتقوية المؤسسات المسؤولة عن ذلك”، وذلك بعد أكثر من سنة على خروج العراقيين بعشرات الآلاف الى الشارع محتجين على الطبقة السياسية الفاسدة في نهاية 2019.

وقال البابا “إنني ممتن لإتاحة الفرصة لي لأن أقوم بهذه الزيارة الرسولية، التي طال انتِظارها”، مضيفا “أنا ممتن لأنني استطعت أنْ آتِي إلى هذه الأرْض، مهد الحضارة، والمرتبطة ارتباطا وثيقًا، من خلال أبِينا ابراهيم والعديد من الأنْبِياء، بِتاريخ الخلاص والتقَاليد الدينية الكبرى”. وأضاف البابا “كفى عنفا وتطرفا وتحزبات وعدم تسامح! لنعطي المجال لكل المواطنين الذين يريدون أنْ يبنوا معا هذا البَلَد، في الحوار، وفي مواجهة صريحة وصادقة وبناءة”.

الضحايا الأبرياء للهمجية المتهورة

وتوقف البابا فرنسيس في كلمة ألقاها في القصر الرئاسي في بغداد خلال لقائه صالح عند معاناة الأيزيديين، الأقلية التي تعرضت خلال سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على أجزاء واسعة من العراق، لاضطهاد كبير، قائلا “لا يسعني إلا أن أذكر الأيزيديين، الضحايا الأبرياء للهمجية المتهورة وعديمة الإنسانية”، وأضاف “لقد تعرضوا للاضطهاد والقتل بسبب انتمائهم الديني، وتعرضت هويتهم وبقاؤهم نفسه للخطر”.

وفي ظل تدابير أمنية مشددة، تنقل موكب البابا وحده في طرق فارغة بسبب الحجر الإلزامي الذي فرضته السلطات خلال الأيام الثلاثة التي ستستغرقها زيارته للوقاية من كوفيد-19.

ووضع البابا البالغ من العمر 84 عاما والذي تلقى اللقاح ضد فيروس كورونا في الفاتيكان قبل أسابيع، كمامة، مشددا على أهمية “أن نخرج من زمن المحنة هذا”، زمن الجائحة، “أفضل ممّا كنا عليه من قبل، أن نبني المستقبل على ما يوحّدنا وليس على ما يفرّق بيننا”.

نقاط يجب أن تعرفها

  • الزيارة غير مسبوقة إذ لم يزر العراق سابقاً أي حبر أعظم عبر التاريخ بعدما ألغى الرئيس العراقي السابق، صدام حسين، زيارة البابا يوحنا بولس الثاني في العام 2000 بطريقة مفاجئة.
  • بندكتوس السادس عشر، الذي قاد كاثوليك العالم من 2005 إلى 2013، لم يقم بأي خطوة تجاه بغداد.
  • الزيارة تأتي أيضاً في وقت يشهد العراق ارتفاعاً كبيراً في أعداد الإصابات بفيروس كورونا، حيث تخطت السبت الفائت الخمسة آلاف في يوم واحد، وهو رقم قياسي، فيما تفرض السلطات إغلاقاً تاماً يتزامن مع الزيارة.
  • يشهد العراق توترات أمنية. وهذه الحالة شبه مستمرة منذ سقوط نظام صدام حسين في 2003، ولكنها تأججت في السنوات الأخيرة بعد انتشار تنظيم الدولة الإسلامية وتوسع الدور الإيراني في بلاد ما بين الرافدين.
  • سيكتفي جزء كبير من العراقيين بمشاهدة البابا من خلال شاشاتهم التلفزيونية، للسببين الأمني والصحي.
  • سيستخدم البابا، كما العادة، على الأرجح سيارة مصفحة في تنقلاته على طرق أعيد تأهيلها خصيصاً استعداداً للزيارة، بالإضافة الى مروحية وطائرة خاصة للتنقلات البعيدة سيعبر خلالها فوق مناطق لا تزال تنتشر فيها خلايا لتنظيم الدولة الإسلامية الذي أعلنت القوات العراقية الانتصار عليها وتحرير العراق منه منذ 2017.

يقول محدّثي :
لمّا تخرج الكلمة للعلن …فلا سلطة لك عليها …
كل يرميها بسهم عينه ..

 

ماهر حمصي

إبداع بلا رتوش
إشترك في القائمة البريدية