أكد تيد شيبان، المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أن الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يضمان عددا قياسياً للشباب المعوزين والأطفال ضحايا العنف الخطير في العالم.
ورغم هذا السجل المحزن، أفاد شيبان في مقابلة مع وكالة فرانس برس أن ثمة بصيص أمل شرط إقامة علاقات جديدة بين حكومات المنطقة والشباب بعد عشر سنوات على اندلاع ثورات ما سمي ب”الربيع العربي”.
تزايد الصراعات وانخفاض أسعار النفط
ورأى شيبان أنه “بعد العام 2011، تعرضت حياة الشباب ومستقبلهم للتهديد بسبب تزايد الصراعات وانخفاض أسعار النفط”. فكانت النتيجة ساحقة في منطقة تضم 124 مليون شاب بين سن العاشرة والرابعة والعشرين أي 26 % من إجمالي السكان بحسب يونيسف.
In the Middle East and North Africa, 1 in 5 children are in need of humanitarian assistance. In 2021, @UNICEFmena will continue to respond to needs of children and their families across the region. But we need help. Read our appeal: https://t.co/Us8AavLPcy pic.twitter.com/qWJ3oD8pSu
— Ted Chaiban (@TedChaiban) December 7, 2020
وقال “يحتاج اليوم 38 مليون طفل ومراهق إلى مساعدات إنسانية في هذه المنطقة، وهو أكبر عدد في العالم. والأمر نفسه ينطبق على البطالة”.
ويبلغ معدل البطالة 29 في المئة في شمال إفريقيا و25 في المئة في الشرق الأوسط. ونسبة البطالة أعلى في صفوف النساء وتبلغ 39 و41 في المئة على التوالي.
ويؤكد شيبان “بالنسبة ليونيسف، تمثل منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أكثر من 50 في المئة من إجمالي مبالغ نداءات المساعدات الإنسانية، وهي زيادة كبيرة منذ العام 2011 بسبب التدهور الاقتصادي والسياسي”. والتوقعات غير مشجعة أيضا.
تقدر اليونيسف أن عدد الأطفال الذين يعيشون ضمن عائلات فقيرة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا قد يصل إلى 60.1 مليون بحلول نهاية عام 2020، مقارنة بـ 50.4 مليون قبل بداية أزمة كوفيد-١٩.
— Ted Chaiban (@TedChaiban) November 20, 2020
لنعمل معًا على كسر دورة الفقر وجعل المنطقة والعالم مكانًا أكثر عدلًا #لكل_طفل.#اليوم_العالمي_للطفل pic.twitter.com/9nYokGSBL6
يقدر البنك الدولي في تقرير نُشر في منتصف كانون الثاني/يناير أنه يجب استحداث 300 مليون فرصة عمل جديدة بحلول العام 2050. وقال مسؤول في البنك الدولي يومها إن المنطقة بحاجة إلى “800 ألف وظيفة جديدة في الشهر” لمواجهة طلبات الشباب الداخلين إلى سوق العمل. بالإضافة إلى ذلك، فإن المنطقة مسرح لقمع وحشي.
وأكد شيبان أن “المنطقة تشهد منذ العام 2011، زيادة مطردة في العنف ضد الشباب”. وبحسب المسؤول الأممي، فإن نصف “الانتهاكات الجسيمة” البالغ عددها 28 ألفا ضد الشباب المسجلة في العالم في 2019، وقعت في سبع دول في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وتضاعفت هذه الأرقام بين العامين 2017 و2019، بحسب أرقام الأمم المتحدة. وتدرج منظمات الأمم المتحدة تحت ما يسمى ب”الانتهاكات الجسيمة” حوادث سقوط القُصّر جرحى أو قتلى وتجنيد الأطفال والعنف الجنسي والاختطاف والهجمات على المدارس والمستشفيات ومنع وصول المساعدات الإنسانية للقصر.
حرمان 40% من الطلاب في المنطقة من الدراسة
ووفقًا لجولييت توما، المديرة الإعلامية لمكتب اليونيسف الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فإن “هذه (الأرقام) ليست سوى غيض من فيض. ويبدو أن العدد الحقيقي للأطفال الذين قتلوا أو أصيبوا أعلى من ذلك بكثير”.
168 مكتب فارغ
— UNICEF MENA – يونيسف الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (@UNICEFmena) March 3, 2021
168 حقيبة مدرسية فارغة معلّقة
مدارس مغلقة تماماً لأكثر من 168 مليون طفل في العالم لمدة عام كامل تقريباً بسبب #كوفيد19
إن ’صف الجائحة‘ هذا هو رسالة إلى الحكومات: يجب أن نولي الأولوية لإعادة فتح المدارس وإعادة كل طفل إلى الصفوف المدرسية. pic.twitter.com/Fv42XbzO0o
وكدليل على ذلك، قتل 22 ألف قاصر في سوريا وحدها منذ بدء الانتفاضة 2011 ، وزاد وباء كوفيد-19 من الوضع سوءا إذ حرم 40% من الطلاب في المنطقة من الدراسة بسبب عدم وصولهم إلى التعليم عن بعد.
وقال شيبان: “علينا استخدام نظام هجين يجمع بين التعليم الوجاهي والتعلم عن بعد”.
ورغم الصورة القاتمة، أعرب شيبان عن تفاؤله. وقال “على الرغم من الاضطرابات والنزاعات المسلحة وعدم الاستقرار الاقتصادي، فإن المزيد من الأطفال باتوا يذهبون إلى المدارس ويتم تطعيمهم ضد أمراض الطفولة ويحصلون على المياه النظيفة”.