منذ آذار ٢٠١١ تحدثت السلطة الحاكمة و أبواقها عن مصطلحات مختلفة و بكل مرحلة من مراحل الصراع السوري بدايةً بين السلطة الحاكمة من جهة و الشعب من جهة أخرى ، و إن مصطلح الأزمة التي تكرر مراراً على أسماعنا في إنكار واضح لجدية الحراك و الانتفاضة الشعبية بوجه السلطة و فسادها و تجاوزاتها و استبدادها و تسلطها ، ما هو إلا تقزيم و تجاهل لمطالب الملايين من السوريين للتحول الديمقراطي نحو بلد تسوده الحريات و العدالة و الكرامة الإنسانية .
مر على أسماعنا عبارات كثيرة يتم تمريرها استخباراتياً عن طريق الإعلام الرسمي الموجه للتأثير على رأي المواطن السوري .
و عند اتساع رقعة الاحتجاجات و على امتداد الأرض السورية ، تحول المصطلح المستخدم من الأزمة إلى المؤامرة و من ثم و بعد شهور قليلة الى مصطلح المؤامرة البترو دولار ، لنصل بعدها إلى مصطلح المؤامرة الكونية .
لم يجف ريق أبواق النظام و حلفائهم حتى اتحفونا بمصطلح الحرب على الإرهاب تماشياً مع توجيهات الحليف الروسي و الإيراني للتغطية على جرائم الحرب و الانتهاكات و إستخدام الكيماوي و تدمير المدن و تهجير المواطنين العزل من مدنهم و قراهم .
و في السنة الأخيرة و بعد العقوبات الأميركية الأحادية الجانب بما يسمى قانون قيصر ، بدأ الإعلام الرسمي و بالحديث عن الحصار الاقتصادي و الأزمة الاقتصادية .
أي و بعد انتصار نظام الاستبداد عسكريًا اذا صح القول ( وحسب إعلامه ) و رغم أن الجغرافية السورية تسيطر عليها حالياً عدة دول و الكثير من الميليشيات و وجود النظام ما يزال رمزياً كسلطة حاكمة مجردة من الصلاحيات فقرارها روسياً و إيرانياً .
يتحفنا أبواق النظام كل يوم بعبارات الأزمة الاقتصادية الخانقة ، إذ أنه ممنوع الحديث عن الانهيار اقتصادي ، يرون أن الأزمة الحالية هي مضارية تجار و تهريب أموال و نمو ما يسمى الليبرالية المستحدثة أو الليبرالية الحديثة و هذا المصطلح الابداعي الأخير الذي توصلت إليه استخبارات النظام بتوجيهات من رأس النطام !!
ما يعيشه السوريون ليس أزمة بل كارثة
المواطن السوري البسيط لا وقت لديه لمشاهدات هذه التحليلات الموجهة ، هو يقضي يومه كاملاً بالتنقل بين أدوار الخبز و الغاز و المازوت و الجمعيات الاستهلاكية براتب شهري لا يكفي سوى للخبز .
ما يعيشه السوريون اليوم هو ليس بإزمة بل كارثة و كارثة إنسانية ، بسبب ما اقترفته هذه السلطة الحاكمة عنوةً بحق شعبها من جرائم و تنكيل و تجويع و تهجير و اعتقال .
الدولار الأميركي على أبواب الخمسة آلاف ليرة قريباً ، و رأس النظام أعلن بالفم الملآن منذ أيام ، أنه عاجزاً على إيجاد الحل لهذا الوضع الاقتصادي فأموال الدولة بالكاد تكفي لتحريك آلياته العسكرية و طائراته في حربهم المجنونة و اللاشرعية بحق الشعب السوري .
كما و أنه بحاجة للأموال حالياً لحملته الانتخابية لتجديد و لاية رئاسية و على جماجم السوريين و مستقبلهم .