توفى سفير النظام السوري السابق في الأردن، اللواء بهجت سليمان، في دمشق، متأثرا بمضاعفات فيروس كورونا.
ويعد سليمان أحد كبار ضباط الأمن لدى النظام السوري، إذ شغل منصب رئيس الأمن الداخلي سابقا.
وكان يرقد في مشفى تشرين العسكري منذ نحو أسبوع.
وسليمان عمل سفيرا لدمشق في عمان قبل سنوات، قبل أن تعتبره وزارة الخارجية شخصاً غير مرغوب فيه، وتطلب منه مغادرة البلاد في أيار/ مايو عام 2014، بسبب “إساءاته المتكررة” بحق المملكة ومؤسساتها الوطنية.
من هو بهجت سليمان ؟
من مواليد مدينة اللاذقية 1949، متخرج من الكلية الحربية بحمص باختصاص علوم عسكرية.
حاصل على ماجستير قيادة وأركان من كلية القيادة والأركان السورية، ويحمل شهادة دكتواره في الاقتصاد السياسي منذ عام 1982 من رومانيا.
قائد سرية وكتيبة وفوج ولواء دبابات في الجيش السوري، وشارك في حرب تشرين عام 1973 كقائد سرية دبابات في القطاع الشمالي.
كان سليمان، الضابط العلوي، قريباً من حافظ الأسد، شأنه شأن باقي الضباط المنتمين للطائفة العلوية، لكن أدواره داخل العائلة الحاكمة لم تكن كالباقين. روي الكثير من القصص حول علاقته بحافظ. ويقول مقربون من النظام إنه كان قريباً لدرجة أن الأسد أولاه مهمة تهذيب أولاده فرافقهم حتى في أصغر التفاصيل.
وقدم سليمان الدعم لبشار الأسد، حيث يعتقد أنه لعب دوراً بارزاً في تمكينه من الحكم، بعد وفاة والده. وشغل منصب سفير النظام السوري في عمّان منذ 2009، وطردته الأردن عام 2014، وبررت ذلك بسبب إساءاته المتكررة للأردن، إذ قالت وسائل إعلامية أردنية حينها إن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني غضب من حضور سليمان حفل استقلال المملكة ال68 وتوجهه للسلام عليه.
وكان سليمان قال إن طرده من الأردن جاء بسبب غضب الملك من تواجده في الاحتفال، قائلاً في تصريحات تلفزيونية سابقة: “توجهت لمصافحته وقلت له كل عام وأنتم بخير، علمت بعدها أنه استدعى رئيس المراسم ووزير الخارجية وقال لهم، ماذا يفعل هذا السفير هنا؟”.
وكان سليمان احتج على السلطات الأردنية على خلفية استضافة عمّان مؤتمر “أصدقاء سوريا” ومطالبتها بنشر صواريخ باتريوت على حدودها مع سوريا، وعقد اجتماعات في سفارة النظام بعمّان بغية التحريض على الأردن ودول عربية.
ولم يستقبله رئيس النظام السوري بشار الأسد بعد طرده من عمان، ولم يتم تعيينه في أي موقع رسمي بعدها.
تولى سليمان العديد من المناصب الأمنية والعسكرية بعد تخرجه من الكلية الحربية بحمص، اختصاص علوم عسكرية. وشارك في حرب تشرين عام 1973 كقائد سرية دبابات في القطاع الشمالي وتسلم منصب قائد سرية وكتيبة وفوج ولواء دبابات في الجيش السوري.
وتقلد منصب أمن السرايا التابعة لرفعت الأسد في منطقة المزة بدمشق، وكان ضابطًا بالكتيبة التي يقودها رفعت الأسد في الثمانينات.
كما تسلم رئاسة “الفرع 251” في إدارة المخابرات العامة 1998، ثم حصل على ترقية بعد أشهر إلى رتبة لواء، ونقل من الفرع في 2005 بعد تعيينات أمنية في سوريا.
ويحظى أبناء سليمان، حيدرة ومجد بنفوذ اقتصادي وتجاري واسع في سوريا، إذ يدير مجد مجموعة “يو جي” أو المجموعة المتحدة للنشر والإعلان والتسويق التي تتبع لها مجموعة من المجلات والمنشورات الإعلامية في سوريا.
وذكرت تقارير إعلامية أن أحد أبناء السفير السابق كان على متن الطائرة السورية التي أجبرتها تركيا على الهبوط في أراضيها وتفتيشها بعد تقارير أفادت أنها كانت تحمل أسلحة إلى النظام السوري.
وكان بهجت سليمان أحد أبرز المطلوبين بتقرير المحقق الدولي ديتليف ميلييس في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري.