أردوغان: الإنسانية رسبت في امتحان المهاجرين

أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن الإنسانية رسبت في امتحان التعامل مع أزمة المهاجرين.

جاء ذلك في كلمة لأردوغان خلال مشاركته بمؤتمر عن الهجرة، الإثنين، نظمته جامعة “9 أيلول” في ولاية إزمير غربي تركيا.

وقال أردوغان: “الإنسانية لم ترسب (في امتحان المهاجرين) بالبحر المتوسط فقط بل في بحر إيجه ونهر مريج أيضا”.

ولفت إلى أن الذين استقبلوا بضع مئات من اللاجئين لأغراض دعائية لا يتحملون مسؤولياتهم حيال هذه الأزمة المتعلقة بأرواح البشر.

وأضاف أردوغان: “تقاسمنا خبزنا مع اللاجئين في حين وضعتهم دول إمكاناتها المادية أضعاف إمكاناتنا بمعسكرات اعتقال”.

وأوضح أن الاتحاد الأوروبي قدم 3 مليارات يورو لليونان من أجل 100 ألف طالب لجوء، بينما تخلى عن مسؤوليته تجاه 4 ملايين مثلهم في تركيا.

واشار إلى نزوح ملايين الناس عن ديارهم سنويا لأسباب مختلفة كالحروب والاضطرابات والجفاف والإرهاب والفقر.

وأوضح أردوغان أن عدد المهاجرين حول العالم وصل إلى 272 مليون مهاجر، في حين بلغ عدد النازحين 80 مليونا، فيما ناهز عدد اللاجئين 28 مليونا.

وتابع أن هذه الأرقام تعني أن نحو 3 بالمئة من سكان الأرض يواصلون حياتهم كمهاجرين.

كما لفت أردوغان إلى مصرع نحو 30 ألف مهاجر في البحر المتوسط خلال الفترة الماضية، جلهم من الأطفال والنساء.

وأردف أن الرمال الحامية للصحراء الكبرى في إفريقيا تحولت إلى مقبرة لآلاف المهاجرين.

كما أكد أن المآسي الانسانية في بحر إيجه لا يمكن نسيان أي منها، وفي مقدمتها مأساة الطفل السوري “إيلان” الذي قذفت الأمواج بجثته إلى شاطئ البحر، بعد غرقه (عام 2015).

وأضاف: “نتذكر جيدا كيف تم إغراق بشكل متعمد قوارب هؤلاء المظلومين الذين تحدوا الأمواج العاتية في رحلاتهم التي انطلقوا فيها بأحلام كبيرة”.

وأشار أردوغان إلى وقوع نحو 9 آلاف حادثة إرغام للمهاجرين على العودة نحو المياه الإقليمية لتركيا في بحر إيجه (من قبل اليونان).

– الدول النامية تتحمل العبء الرئيسي في ملف المهاجرين

وشدد على أنه مهما اشتكت الدول الغربية باستمرار من أعباء الهجرة، فإن العبء الرئيسي يقع على عاتق الدول النامية.

وأوضح أن نحو 85 بالمئة من اللاجئين حول العالم لا تتم استضافتهم من قبل دول ثرية، بل من قبل دول ذات إمكانات أقل بكثير.

ولفت الرئيس أردوغان إلى أن أرقام المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تظهر جليا هذه الحقيقة.

وأوضح أن 39 ألفا و500 لاجئ فقط تم توطينهم في 25 دولة غربية من أصل مليون و440 ألف لاجئ ينتظر التوطين في دول أخرى، في أنحاء العالم، خلال 2020.

وأشار إلى أن تركيا بمفردها تستضيف نحو 4 ملايين لاجئ، وأن الذين كانوا ينصحونها بفتح حدودها أداروا ظهورهم للاجئين وأغلقوا حدودهم.

– القوات اليونانية تمارس الظلم بحق اللاجئين و”فرونتكس” تشارك في الانتهاكات

وأشار الرئيس أردوغان إلى تعرض اللاجئين لظلم صارخ على يد قوات الأمن اليونانية على الحدود مع تركيا.

ولفت إلى مشاركة الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل (فرونتكس) في تلك الانتهاكات.

وأوضح الرئيس أردوغان أن تركيا الواقعة على مفترق طرق القارات والثقافات لطالما استقبلت المهاجرين على مر العصور.

وأضاف: “فتحنا أبوابنا لملايين الناس المظلومين والمضطهدين بسبب معتقداتهم وألوانهم وثقافاتهم خلال آخر 500 عام، وفي مقدمتهم اليهود الفارين من محاكم التفتيش (الإسبانية)”.

كما استشهد باستقبال تركيا لمئات الآلاف من أكراد العراق إبان حرب الخليج الأولى.

وأكد أن بلاده لم ترجع أي أحد قصد حدودها بسبب دينه أو مذهبه أو ثقافته.

ونوه أن تركيا استقبلت ملايين السوريين منذ بدء الحرب في بلادهم، عملا بروح المهاجرين والأنصار، وأوفت مجددا بمسؤوليتها التاريخية.

ولفت الرئيس أردوغان إلى استقبال تركيا لعشرات الآلاف من أكراد كوباني (عين العرب) الذين لجأوا اليها من سوريا، عندما هاجم تنظيم داعش الإرهابي مدينتهم الواقعة بريف محافظة حلب شمالي سوريا، وأشار إلى أنهم مازالوا في تركيا.

ونوه أن تركيا لم تغلق أبوابها في وجه الأكراد القادمين اليها، كما أنها فعلت الشيء ذاته بالنسبة للعرب القادمين من حلب.

وشدد أن تركيا فتحت أبوابها للاجئين سواء كانوا من المسلمين أو المسيحيين أو الإيزيديين أو السريان وغيرهم .

وفي السياق، انتقد أردوغان الولايات المتحدة قائلا: “هؤلاء لا يكترثون بقضية الدفاع عن اللاجئين، وهمهم مختلف، هم لايزالون مع الإرهاب والإرهابيين”.

ولغت إلى تصريحات أحد الجنرالات الأمريكيين بشأن وقوف واشنطن إلى جانب تنظيم “ي ب ك/ ب ي د” الذراع السوري لمنظمة “بي كا كا” الإرهابية.

وأكد أردوغان أن دعم واشنطن لإرهابيي “ي ب ك/ ب ي د” شمالي سوريا، لا يتماشى مع علاقة التحالف القائمة بين تركيا والولايات المتحدة في إطار حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وشدد على مضي تركيا في مكافحتها للإرهاب في كل مكان.

ونوه أن تركيا حالت دون حدوث موجة هجرة كبيرة، من خلال تطهيرها لمناطق شمال سوريا من الإرهابيين.

ولفت أردوغان إلى عدم ايفاء (الغرب) بالكثير من وعوده لتركيا فيما يتعلق بدعم النازحين السوريين.

وأوضح أن زعماء معروفين (لم يسمهم) لم يلتزموا بوعودهم فيما يخص المساهمة ببناء مساكن مؤقتة من الطوب للنازحين السوريين في محافظة إدلب (شمال غربي سوريا) وفي الشمال السوري.

ولفت إلى أن تركيا استكملت بناء 52 ألف مسكن من الطوب في المنطقة.

وأشار الرئيس أردوغان إلى أن الاتحاد الأوروبي لم يرسل كافة المبلغ الذي تعهد به لصالح اللاجئين في تركيا بموجب اتفاق 18 مارس/آذار 2016، والبالغ 6 مليارات يورو، رغم مرور كل هذا الوقت.

– تركيا تقف سدا أمام ارتكاب مجازر محتملة بسوريا

ولفت إلى أنه حتى وسائل الإعلام الدولية باتت تقر في الآونة الأخيرة بحقيقة أن تركيا الدولة الوحيدة التي وقفت إلى جانب اللاجئين السوريين.

وأشار إلى أن الوجود العسكري لتركيا شمالي سوريا، يعد الحائل الوحيد أمام ارتكاب مجازر محتملة في المنطقة.

ولفت إلى عودة 420 ألف لاجئ من تركيا وحدها إلى المناطق التي حررتها من الإرهاب شمالي سوريا.

وأعرب عن ثقته بأن عمليات العودة ستزداد مع كل تقدم في جهود الحل السياسي بسوريا، وتعزيز أجواء الاستقرار والطمأنينة فيها.

– لن نسمح بزعزعة أجواء الأمان من قبل إرهابيي “ي ب ك”

وأشار الرئيس أردوغان إلى أن “تنظيم ي ب ك/ بي كا كا” صعد في الآونة الأخيرة اعتداءاته الإرهابية التي تستهدف المناطق الآمنة شمالي سوريا، لافتا إلى أنها أسفرت عن مقتل عشرات المدنيين الأبرياء، بينهم أطفال، في غضون شهر.

وشدد على أن تركيا لن تسمح إطلاقا بزعزعة أجواء الأمان والطمأنينة التي أرستها في مناطق بشمالي سوريا.

وأضاف: “مثلما دمرنا أوكار الإرهابيين دون الاكتراث لما يقوله الآخرون، سنتخذ خطوات في مناطق أخرى حال استمرت الاعتداءات”.

من ناحية أخرى، شدد الرئيس أردوغان على ضرورة النظر لظاهرة الهجرة التي وجدت على مر التاريخ، من منظور أوسع.

وتابع : “ما جرى في إطار سوريا أظهر أن تشييد الجدران ومد الأسلاك الشائكة على الحدود وإغراق قوارب المهاجرين ليس حلا”.​​​​​​​

كما استنكر الرئيس أردوغان استقطاب العقول نحو الدول المتقدمة بشكل لا أخلاقي.

وقال: “ليس من السلوك الأخلاقي استقطاب الكفاءات الذين أهلتهم الدول النامية بموارد شحيحة من خلال تشجيع هجرة العقول وإغلاق الباب أمام المحتاجين”.

وأكد أن مثل هذه السياسات من شأنها مفاقمة المشاكل التي تسبب الهجرة وحدوث موجات جديدة من المهاجرين.​​​​​​​


وكالة الأناضول

يقول محدّثي :
لمّا تخرج الكلمة للعلن …فلا سلطة لك عليها …
كل يرميها بسهم عينه ..

 

ماهر حمصي

إبداع بلا رتوش
إشترك في القائمة البريدية