قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن على الغرب التراجع عن دعم منظمة “بي كا كا” الإرهابية، مشيرًا أن جيش بلاده حيّد 42 إرهابيا خلال المرحلة الأولى من عملية “مخلب النسر-2”.
جاء ذلك في كلمة الإثنين، لدى مشاركته في المؤتمر السابع لـ”حزب العدالة والتنمية” في ولاية ريزة، شمال شرق تركيا، غداة العثور على جثامين 13 مواطنًا قتلوا برصاص المنظمة الإرهابية شمالي العراق.
وتمنى أردوغان الرحمة للجنود الأتراك الثلاثة، والمواطنين الـ13، الذين استشهدوا على يد عناصر “بي كا كا” الإرهابية، خلال عملية “مخلب النسر-2” التي أطلقها الجيش التركي لاجتثاث جذور المنظمة من منطقة غارا شمالي العراق.
وأوضح أن بعض الضحايا الأبرياء كانوا أسرى لدى المنظمة الإرهابية، قبل 5 أعوام، وعدد آخر منذ 6 أعوام، مضيفا “فكرنا مليا طوال هذه المدة وبذلنا جهدا كبيرا لإنقاذ هؤلاء المواطنين من قبضة إرهابيي بي كا كا، في منطقة غارا شمالي العراق”.
ولفت إلى أن بلاده أطلقت عملية عسكرية في هذا الإطار لإنقاذ مواطنيها، بالتعاون والتنسيق بين وزارة الدفاع، ورئاسة الأركان، والشرطة، والاستخبارات الوطنية.
وبيّن أن الجيش التركي تمكن من تحييد 42 إرهابيا من “بي كا كا”، أثناء تدمير أوكارهم ومغاراتهم فوق رؤوسهم خلال المرحلة الأولى من عملية “مخلب النسر-2”.
وأشار إلى أن حزبه اقترح فتح تحقيق حول استشهاد المواطنين الأتراك وإطلاع البرلمان التركي على كافة حيثيات المجزرة، إثر إطلاق ممثلي المنظمة الإرهابية في البرلمان (إشارة إلى حزب الشعوب الديمقراطي)، أكاذيب كثيرة في هذا الصدد، لداعميهم وشركائهم الدوليين.
وأكد على ضرورة قطع الطريق أمام ممثلي المنظمة الإرهابية، وإطلاع الرأي العام على الحقيقة، متسائلا “لكن هل سيفهم الغرب ذلك!”.
وخاطب الرئيس التركي الولايات المتحدة قائلا: “كنتم تزعمون أنكم لا تقفون بجانب (بي كا كا) و(ي ب ك) و(ب ي د)، لا شك بأنكم تدعمونهم وتساندونهم، مع الأسف رأينا ذلك منذ البداية”.
وأردف أن واشنطن “قدمت آلاف الشاحنات المحملة بالدبابات والذخيرة إلى المنظمة الإرهابية في شمال العراق، ودفعتها لمحاربة الأمن التركي”.
وأضاف: “لن نتغاضى عن ذلك بعد اليوم، إن كنتم تريدون استمرار علاقات التحالف معنا على صعيد المجتمع الدولي وحلف الناتو، فعليكم التعامل بصدق وشفافية معنا، والتراجع عن الوقوف بجانب الإرهابيين، والوقوف بجانب تركيا”.
وشدد على أن القوات المسلحة التركية انتقمت لمواطنيها وجنودها، في واحدة من أصعب المناطق الجغرافية في العالم، وتمكنت من تحييد 53 إرهابيا، بينهم 51 قتيلا (في مجمل العملية).
وأضاف: “كل من يقدم الدعم لمنظمة بي كا كا الإرهابية أو يؤيدها أو يتعاطف معها يداه ملطختان بدماء المواطنين الأتراك الـ13 الذين قُتلوا في (منطقة) غارا (شمالي العراق)”.
وتابع قائلا: “كافة وسائل التواصل الاجتماعي التي تحولت إلى أجهزة دعائية للمنظمات الإرهابية مسؤولة عن مقتل الأبرياء الـ 13”.
وكانت القوات التركية أطلقت عملية “مخلب النسر 2” في 10 فبراير/ شباط الجاري ضد الإرهابيين بمنطقة غارا، وأمس أعلن وزير الدفاع خلوصي أكار، انتهاء العملية بعد تحييد 50 إرهابيا، بينهم اثنان تم القبض عليهما أحياء.
وأشار أردوغان إلى أن المنظمة الإرهابية التي عجزت عن الصمود أمام جنود الجيش التركي “لا تعرف حدودا للدناءة”.
وشدد على أنه لا يوجد تنظيم إرهابي أو بيادق لقوات أخرى تستطيع الوقوف بوجه الجيش التركي الذي يزداد قوة عاما بعد عام.
كما أعرب عن بالغ اعتزازه بوصول الجيش التركي إلى مستوى يستطيع من خلاله تنفيذ كل أنواع العمليات بإمكاناته الخاصة.
وتابع موضحًا: “لو جمعنا مجازر منظمة بي كا كا الإرهابية بحق المدنيين في كتاب واحد، لتجاوز عدد صفحاته الموسوعات الغربية الضخمة”.
ولفت أردوغان إلى أن أنقرة متفقة مع كل من حكومتي بغداد وإقليم كردستان في شمال العراق على اجتثاث المنظمة الإرهابية من جذورها.
وأفاد أنه لم يعد بإمكان أي دولة أو مؤسسة أو كيان أو شخص مساءلة تركيا عن عملياتها في العراق وسوريا، بعد “مجزرة غارا”.
وأضاف أن أيا من قنديل وسنجار (معاقل التنظيم الإرهابي في شمال العراق)، وسوريا، لم تعد أماكنا آمنة للإرهابيين بعد الآن.
وأوضح الرئيس أردوغان أن تركيا أوشكت على القضاء على “بي كا كا” داخل حدودها، وتضيق الخناق عليها شمالي العراق.
كما لفت إلى أن بلاده مزقت الممر الإرهابي المراد تشكيله على طول الحدود السورية التركية.
وأفاد أن تركيا تطور تعاونها مع دول المنطقة والقوى الفاعلة فيها لبلورة رؤية مشتركة بخصوص محاربة الإرهاب، وأنه لن يبقى ملاذ للإرهابيين يحتمون به عما قريب.
وأكد الرئيس أردوغان أن تركيا تمتلك القدرة والعزيمة لتنفيذ “عمليات مباغتة لسحق رؤوس الإرهابيين في كل مكان”.
وأضاف: “نطور استراتيجيات جديدة لإنقاذ أشقائنا العرب والأكراد والتركمان في سوريا من نير المنظمة الإرهابية”.
كما دعا الرئيس التركي كافة الشبان المغرر بهم المنخرطين في صفوف المنظمة الإرهابية إلى الانشقاق عن هؤلاء القتلة المأجورين في أسرع وقت.
ولفت بهذا الصدد إلى أن الدولة التركية تعاملت برحمة مع كل مواطن عاد إلى صوابه بعد شعوره بالندم الخالص.
وأردف: “منذ الآن الجميع أمام مفترق طرق، إما السير جنبا إلى جنب مع تركيا ويتخذ موقفا ضد الإرهاب دون قيد أو شرط، وإما أن يكون شريكًا في جرائم المنظمة الإرهابية”.
وشدد الرئيس أردوغان على أن المجزرة الأخيرة ليست الأولى التي ترتكبها “بي كا كا”.
وأوضح أن المنظمة الإرهابية الانفصالية قتلت 30 ألف مدني بينهم أطفال ونساء منذ 1984.
ودعا العالم والرئيس الأمريكي جو بايدن إلى إدراك حقيقة هؤلاء الإرهابيين جيدا.
كما أكد على ضرورة أن يعي بايدن جيدا حقيقة منظمة غولن الإرهابية أيضا، المسؤولة عن محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا في 15 تموز/يوليو عام 2016.