فنون الحرية الشكل والمعنى … لـ: حسان عزت

حسان عزت
شاعر سوري

فنون الحرية
وفنون العسكرة والإبادة
اللامع والخادع
من فنون الحرية وعناق الوجود
إلى فنون التأبيد والإبادة واللون الواحد..
وليس كل ما يلتمع ذهبا..

المعنى متحوّلٌ والشكلُ خدّاع..
متى صار الشكل معنى أي هما للقول وللفن تجاوز الشكلُ نصابَه إلى التحولاتِ في عناق المعنى، وعانقَ لحظاتِ الزمنِ الثلاثَ إلى لحظة المطلق الرابعة..
وفيها الزمن اللا يحد بشكل ومعنى.. لأن الزمن والجسد والمكان في مطلق واحد.
وأعني هنا اللا شكلانية وغلبة الروح والمعنى على النوع البراني المجرد..

وعلى النقيض من ذلك متى صار المعنى شكلا..أي متى صار الشكل هدفا وخضع له المعنى قصر المعنى وتحول جلدا ميتا لشكل لاروح فيه..
ومتى صار المعنى شكلا تخلى المعنى عن بريق الأزمان وشُكِمَ بالأرسان.
بل سُدّ على الحال بالمحال، وخرس الكلام عن المقال. لأن المعنى خالد والأشكال تفنى..
ولأن المعنى المطلوب تحوّلاً وقع في النصب المغلوب وانكتمت الظلال في المحال فلا مقال ولا اعتمال والاحساس في المعنى…

من عانى ويعاني إلى معنى جسد وشعور يطمح إلى خلاص ومعنى اي تحول إلى مطلق حرية من أسر معاناة إلى توق وجود خلاق ومبدع خارج الأسر والقيود..
أي خارج الشكل المسبق والقالب النموذج..
أي بما هو تفاعل خلاق بين حاجة ومعرفة وعلم وفهم واستيعاب إلى فضاء مبدع على غير ماعُرفَ واستُعْمِلَ واستقر وتكرّر..
وهنا لا يعود فصل بين الطائر المحلّق وجناحيه وفضائه المضيء
ولا بين شكل ومضمون لأن التحليق هو فضاء ضوء وروح من ديدن الروح وجدل مستمر بين الجسد والمعنى في تحدٍّ الفناء والموت.


لكن ما العمل عندما يكون الشكل متحولا والمعنى متحولا..؟
بعملية تبطين وذئبية سياسة باطنية مدعية ومخادعة كما حال أنظمة الطغيان والاستبداد والقتل..
وهي أنظمة متحالفة مع الموت وحليفةً للعدم..
بل هي والظلام العمائي على صعيد واحد ؟؟
لاشك أنها في عناق مطلق معاد للحياة والوجود والحرية..
مطلقٌ ولكنّه عدميٌّ ومديد.. وكل مايصدر عنها من فنون فاشية إبادية بوعي وقصدية فهي فنون شكلاني عسكرية اولا، وذات بعد واحد.. واحد ينطلق من أيديولوجيا التأبيد والإبادة والعسف على الحرية والطبيعة والحياة..


يسألونك عن الروح…
في تجليات الشكل والمعنى


يقول محدّثي :
لمّا تخرج الكلمة للعلن …فلا سلطة لك عليها …
كل يرميها بسهم عينه ..

 

ماهر حمصي

إبداع بلا رتوش
إشترك في القائمة البريدية