بحضور دبلوماسي..لقمان سليم عاد إلى حديقته

وقفتَ وما في الموتِ شكٌ لواقفٍ …….  كأنك في جفنِ الردى وهو نائم

هذا البيت الشعري للمتنبي سيبقى محفوراً على ضريح الناشر والمعارض اللبناني لقمان سليم، الذي اغتيل الخميس الماضي في جنوب لبنان، بعد زيارة إلى بيت أحد أصدقائه.

الجنازة التي تأخرت أسبوعاً، حصلت في حديقة منزله في الغبيري، حيث أصر سليم على البقاء في الضاحية الجنوبية لبيروت، التي تعتبر منطقة نفوذ أمني لـ”حزب الله” الذي كان سليم من أشد معارضيه.

لفت في مراسم التشييع، تأدية صلوات مسيحية وإسلامية، وحضور سفراء وشخصيات سياسية وإعلامية ودينية من مختلف الطوائف وأفراد العائلة والأصدقاء.

بعد الصلوات، ألقت والدة الفقيد سلمى مرشاق كلمة العائلة، توجهت فيها إلى الشباب اللبناني بالقول: “إن كنتم تريدون وطناً، عليكم أن تستمروا بالمبادئ التي استشهد لقمان من أجلها وأن تقتنعوا بها. الحمل ثقيل عليكم، إقبلوا فكرة الحوار ومنطق العقل لخلق وطن يستحقه لقمان. ابتعدوا عن السلاح الذي لا يفيدنا فقد أضاع ابني”، مبدية استعدادها “للمساعدة في تأسيس بلد يليق بالشعب اللبناني ويليق بلقمان”.

Mother of Lokman Slim, a Shi’ite publisher and activist, is pictured during a gathering to pay tribute to him, one week after he was found dead in his car, in Beirut, Lebanon February 11, 2021. REUTERS/Mohamed Azakir

وقال السفير الألماني أندرياس كندل: “التقيت لقمان مرتين فقط والمرة الأخيرة في هذه الحديقة، ومن ثم تناولنا العشاء في هذا المنزل. خسارته هي خسارة شخصية لي، أعزي زوجة الفقيد ووالدته وشقيقته وشقيقه. نتذكر لقمان من خلال أعماله وإنجازاته، التي شاركته فيها عائلته، فأغنت الثقافة في هذا البلد من خلال المعارض والأعمال المسرحية”. ودعا إلى عدم نسيان ما حصل الأسبوع الماضي، مشدداً على “ضرورة معرفة الحقيقة والحاجة إلى تحقيق شفاف”.

من جهتها، توجهت السفيرة الأميركية دوروثي شيا إلى عائلة سليم وأصدقائه بأشد عبارات التعزية، مؤكدة أنها “فخورة أن تقف اليوم بينهم لإيصال تعاطفها معهم بشكل شخصي”. وقالت: “لقد خسرنا وصعقنا بفقدان شخصية عظيمة بسبب هذا العمل الوحشي غير المقبول والذي لن ننساه”.

وأضافت: “اليوم أنا حزينة مثلكم، وسفارتي التي أمثلها وأعضاؤها تشاركني هذا العزاء والحزن”، مثمنة دور الراحل في “خدمة شعب لبنان وحريته التي يجب ألا تخضع للخوف ولا للعنف”.

وشددت على “ضرورة الوصول إلى حقيقة من ارتكب هذه الجريمة الشنيعة”، وتعهدت “بالاستمرار في دعم المؤسسات التي أنشأها”، مبدية الفخر بهذه العملية التشاركية. وأكدت: “ذكراه ستخلّد فينا وسنستمر في إطلاق رؤيته”.

وقالت السفيرة السويسرية مونيكا كيرغوز: “من لا يعرف تاريخ لقمان سليم، لن يفهم الحاضر ولن يعرف كيف يخطط للمستقبل، سويسرا خسرت صديقاً وسنحرص على أن العمل الذي كان يقوم به سيتواصل”. وأشارت إلى أن لقمان وزوجته بدآ كتابة تاريخ لبنان منذ 5 سنوات، وأن سويسرا شريكة معهما من خلال دعمهما”.


يقول محدّثي :
لمّا تخرج الكلمة للعلن …فلا سلطة لك عليها …
كل يرميها بسهم عينه ..

 

ماهر حمصي

إبداع بلا رتوش
إشترك في القائمة البريدية