كلما أسمع أحد المعلقين الأشاوس يتحدث عن (صناديق الإقتراع) ، أشعر أن المتحدث يبشرنا باكتشاف جديد أكثر أهمية من هبوط (ارمسترونغ) على سطح القمر عام 1969 ، مع أن أحلام كل السوريين لم تكن الهبوط على القمر ، بل الهبوط على أرض بلادهم ليعيشوا فيها أحراراً يذهبون الى صناديق الإقتراع ليختاروا قيادات وطنية تمثلهم وتعمل على توفير العدالة والحرية والمساواة وتدافع عن كرامتهم وتصون أعراضهم وتحمي وطنهم .
خلال نصف قرن من حكم البعث لم يعرف فيها السوريون صناديق الاقتراع كما تعرفها شعوب العالم الحر،
والمعروف أن كل انتخابات تجري في أي بلد في العالم ، تهدف إلى إيصال وجوه وقيادات جديدة تحمل أفكار ورؤى ومشاريع تهدف إلى إحداث تغيير في حياة الناس والعمل على إسعادهم وتأمين مستقبل افضل لأولادهم.
بينما تنفرد (صناديق الإقتراع ) في سورية بميزة يصفها نفس المعلقين وبصفاقة أنها الأكثر نزاهة وحرية في العالم .
لكن لابد من الإعتراف أن هذه الصناديق حسب الوصفة البعثية للديمقراطية تتميزعن مثيلاتها في كل الانتخابات التي تجري في بلاد العالم ، بان نتائجها تكون معروفة مسبقاً قبل الذهاب إلى (صناديق الإقتراع ) ، وتكتسح فيها قوائم الجبهة الوطنية التقدمية كل (القوائم المنافسة ) ، وتحافظ على حضورها بنفس الوجوه والاسماء لعدة دورات برلمانية ! !