عرقلت الصين تمرير مجلس الأمن بيانًا يدين الانقلاب العسكري في ميانمار وفقًا لتقرير نشرته هيئة الإذاعة البريطانية أمس الأربعاء وحاول تفسير موقف بكين.
وأعلن جيش ميانمار، التي كانت تحمل اسم “بورما”، سيطرته على مقاليد الحكم بالدولة الآسيوية الاثنين الماضي واعتقل الزعيمة المنتخبة أونج سان سوتشي والمئات من المشرعين.
وقرَّر قادة الانقلاب تشكيل مجلس أعلى يدير شؤون ميانمار في المرحلة القادمة.
والتقى مجلس الأمن الدولي الثلاثاء لكنه فشل في الاتفاق على بيان مشترك بعد رفض الصين التي تملك مع 4 أعضاء دائمين حق استخدام الفيتو لإجهاض أي قرارات يتخذها المجلس التابع للأمم المتحدة.
وترى بكين أن فرض عقوبات أو ضغط دولي من شأنه أن يجعل الأمور أكثر سوءًا في ميانمار.
واستطردت بي بي سي: “لطالما قامت الصين بممارسة دور حامية ميانمار من الانتقادات الدولية حيث تعتبر هذه الدولة ذات أهمية اقتصادية بالنسبة لها كما أنها واحدة من أقرب حلفائها”.
جنبا إلى جنب مع روسيا، دافعت الصين عن ميانمار دوما في الأمم المتحدة وساندت القمع العسكري الذي يستهدف مسلمي الروهينجا.
ونقلت بي بي سي عن سباستيان سترانجو، محرر الشؤون الآسيوية بممجلة “ذا دبلومات” قوله: “يتسق الموقف الذي تتخذه بكين مع تشككها الإجمالي إزاء التدخل الدولي”.
وترفض الصين دائما الاستكارات الدولية لممارساتها القمعية ضد مسلمي الأويجور.
واستدرك سترانجو: “لكن بالرغم من الاستفادة الإستراتيجية التي تحصل عليها الصين من تهميش الغرب لميانمار، لكن ذلك لا يعني أنها سعيدة بالانقلاب لا سيما وأنها ترتبط بعلاقات قوية مع حزب “الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية” الذي تتزعمه سوتشي”.
من جانبه، قال إليوت براس-فريمان، الباحث بجامعة “ناشيونال” في سنغافورة إن الصين تنتهج سياسة خارجية في هذه الأزمة تعتمد على الدعم الضمني للانقلاب العسكري وليس التأييد المطلق.
وفسر ذلك قائلا: “تحاول بكين تصوير ما يحدث في ميانمار باعتباره شأنا داخليا وهو ما يتجلى في الإعلام الصيني الرسمي الذي يصف الانقلاب بأنه مجرد تعديلات وزارية”.
ورغم اعتقاد فريمان أن صدور بيان الإدانة الأممي لانقلاب ميانمار لم يكن سيشكل فارقا مباشرا، لكنه على الأقل كان سيمثل خطوة أولى نحو رد فعل دولي متماسك لا يبدو أنه سيتحقق عاجلًا.
من جهتها، أدانت كريستين شرانر، مبعوثة الأمم المتحدة الخاصة إلى ميانمار، الاستحواذ العسكري على الحكم في تلك الدولة.
وجاء انقلاب جيش ميانمار بعد رفض قيادته نتيجة الانتخابات العامة التي أُجريت في نوفمبر الماضي واكتسحها حزب سوتشي بينما حقق الحزب التابع للجيش نتائج هزيلة.
وقالت المبعوثة الأممية إنه لا يوجد أي غموض في تحقيق سوتشي فوزا كاسحا في انتخابات نوفمبر.
وفي ذات السياق، أدانت مجموعة السبع التي تضم كبرى الدول الاقتصادية الانقلاب وعبرت في بيان عن قلقها العميق داعية إلى عودة الديمقراطية.
وأشارت الإذاعة البريطانية إلى تزايد المقاومة والعصيان المدني في مدينة يانجون، أكبر مدن ميانمار احتجاجا على الانقلاب.
وفي عشرات المستشفيات بميانمار، قرر الأطباء والعاملون الإضراب عن العمل مطالبين بإطلاق سراح ممثلة السلطة الشرعية أونج سان سوتشي.
وارتدى الطاقم الطبي في مستشفى يانجون العام أشرطة حمراء تعبيرا عن رفضهم للانقلاب.