وجّه الدبلوماسي الفلسطيني السوري السابق، والمقرّب من دوائر صنع القرار في موسكو، رامي الشاعر في مقال بصحيفة “زافترا” الروسية، انتقادات شديدة اللهجة للنظام السوري وكيفية تعاطيه مع الأزمة السورية وبالأخص الجولة الأخيرة من اجتماعات اللجنة الدستورية في جنيف.
واتهم الشاعر في مقاله النظام السوري بممارسة الألاعيب السياسية والتحايل والمماطلة والالتفاف على جهود المجتمع الدولي على حساب معاناة الملايين من السوريين. وقال: “بعد فشل الجولة الخامسة لاجتماع الهيئة المصغّرة للجنة الدستورية في جنيف، لم يعد خافياً على أحد أن القيادة في دمشق تتعمّد عرقلة سير عمل اللجنة، والمماطلة في محاولة لكسب الوقت والالتفاف حول إرادة المجتمع الدولي، دون الوضع في الاعتبار أي متغيرات وتطورات في المشهد السياسي الإقليمي والدولي والوضع الاقتصادي وحتى الوبائي، الذي طرأ على البلاد والعباد طوال هذه الأعوام”.
واعتبر الشاعر أنه على رئيس النظام السوري بشار الأسد استقبال المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسن، وقال: “نحن الآن في انتظار التقرير الذي سيرفعه المبعوث الأممي إلى الأمين العام للأمم المتحدة، وآمل أن يضع التقرير يده على حقائق الأطراف التي تتحمل تبعات إفشال أي تقدم في مسار صياغة الدستور، وأتمنى أن يطالب بيدرسون في تقريره بإجراءات جدّية تجاه تلك الأطراف. فليس من المعقول ألا تستقبل دمشق، بل الرئيس الأسد شخصياً، المبعوث الشخصي للأمين العام لهيئة الأمم المتحدة. لا أدري أي مهام بالنسبة للرئيس السوري يمكن أن تسبق لقاء كهذا في ظروف يموت فيها شعبه من الجوع والبرد والمرض”.
ووجه الشاعر انتقادات لاذعة إلى أسلوب تعاطي النظام السوري مع المقررات الدولية والالتفاف عليها بحجة “السيادة الوطنية” و”تضحيات الجيش السوري” ووصفها بأنها “شعارات فارغة من المضمون في سياق ما يحدث في سوريا”.
وأضاف “ما الحاجة إلى وطن دون مواطنين؟ بل ما الحاجة إلى وطن يطحن مواطنيه بدعاوى ربط السيادة الوطنية بمحددات داخلية وخارجية تستند إلى استقلالية القرار الوطني ورفض الاحتلال والضغوطات الخارجية”.
وانتقد الدبلوماسي المقرب من وزارة الخارجية الروسية تعاطي النظام مع موسكو وتوقعات دمشق أن تنفتح واشنطن عليها وتتعامل مع حكومة النظام مع قدوم الإدارة الأميركية الجديدة، وقال: “هناك انطباعاً لدى قيادة النظام أن روسيا سوف تبقى داعمة للنظام إلى ما لا نهاية ولهذا السبب لاتتجاوب مع جهود موسكو والأمم المتحدة في تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2254”.
وحول توقعات النظام بفتح صفحة جديدة مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، قال: “بعض شطحات الأفكار تذهب إلى أن مجرد إشارة من دمشق لواشنطن باستعداد الأولى للتخلي عن الحليف الروسي لصالح دور أميركي، سوف يجعل الأميركيين يفكّرون جدياً في إمكانية دعم النظام في دمشق والحفاظ عليه دون المساس به. من هنا تبدو بعض التسريبات بشأن اتصالات سرية بين دمشق وواشنطن وتل أبيب من خلال وسطاء مشبوهين منطقية”.
ودعا الشاعر النظام السوري إلى “المشاركة بالحل السياسي للانتقال نحو سوريا جديدة، بحسب قرار مجلس الأمن رقم 2254، إلى جانب طرف آخر في المقابل، أساسي هو الآخر، ويمثل ما يزيد عن نصف الشعب السوري، ويجب أيضاً أن يشارك في بناء سوريا الجديدة”.
وقال إن النظام يتجاهل حقيقة أن “حوالي 10 ملايين سوري يعتبرون الأتراك والأميركيين حلفاء للمعارضة، ضامنين لأمنهم، ولهم دور في إنقاذهم من الإرهابيين، وليسوا محتلين كما تقول دمشق”.
وأضاف أن “غالبية ضباط الجيش السوري الحر، من الضباط الذين انشقّوا عن النظام، لهم رؤيتهم لبناء سوريا جديدة، ويرون كذلك أن النظام على شكله الحالي، المستمر منذ نصف قرن، ليس مستداماً أو قابلاً للحياة. لذلك فعلى دمشق أن تعي أن المسؤولية التي تقع على عاتق النظام الذي يمثّل الشعب السوري رسمياً، أن يرقى لدوره كطرف أساسي في الحل”.
وقال في ختام مقاله إن الحل في سوريا لن يأتي سوى بدفع عملية الحوار السوري في جنيف، وتفعيل عمل اللجنة الدستورية، ودعم الجهود التي يبذلها بيدرسن، مضيفاً أنه “على دمشق أن تدرك أن كل القضايا الأخرى التي يتذرع بها النظام بشأن (تحرير البلاد من الاحتلالين التركي والأميركي)، ومصير إدلب، وحتى الوضع الهش في جنوب البلاد الخاضع لسلطات دمشق، والمعرّض للانفجار في أي لحظة، لن تحلّ سوى بعملية الانتقال السياسي، وفقاً لقرار مجلس الأمن المذكور، والذي ينص على تعديل أو تغيير دستوري تليه انتخابات بمشاركة الجميع وبإشراف الأمم المتحدة”.
رامي الشاعر:
- ولد رامي الشاعر عام 1955 في فلسطين.
- حصل على تعليم عسكري عالي ودكتوراه في التاريخ العسكري في موسكو.
- في عام 1975 ، أثناء الصراع الفلسطيني ، تم إرساله إلى روسيا كملحق عسكري لإقامة علاقات دبلوماسية.
- من 1983 إلى 1986 كان سفيرا لفلسطين في الاتحاد السوفيتي وكان يعتبر الممثل الشخصي لياسر عرفات.
- في عام 1992 حصل على الجنسية الروسية ، لكنه احتفظ أيضًا بالجنسية الفلسطينية.
- في أكتوبر 1996 ، بموجب مرسوم صادر عن رئيس الاتحاد الروسي ، حصل على وسام الصداقة في مايو 2015 – وسام الشرف.
- قبل 20 عامًا ، أسس نادي الصيد الدبلوماسي في زافيدوفو ، حيث يجتمع دبلوماسيون من أكثر من 25 دولة. يتعرفون على التقاليد الروسية والشتاء الروسي.
- في عام 1995 انتقل إلى منطقة كوناكوفسكي ، حيث أنشأ بعد ذلك بعامين مركز الفروسية “الفارس” (المترجم من العربية – “فارس”).
- كمتخصص في تسوية الشرق الأوسط ، فهو مشارك في حل المشكلة السورية.