يهدمونَ حضارة تنامت طبيعيا
ليقيموا مدن الرقميات والريبوت..
هل تباد حضارتنا التي قامت على الكلمة والبيان والفلسفة والفنون والعمران؟؟
الرقمية والإعماء..
من نحن الآن؟؟
كل مانراه في كوكبنا الآن من خراب وحروب ودمار ومركز وسيطرة على مقدرات الأرض والشعوب.
ماهو إلا تجلّ للهيمنة الكبرى من دول القرار، على بقية شعوب الأرض والأرض كلها..
وإعادة رسم خرائط ودول توابع وتحكم ، وقواعد إرهاب وسيطرة واستتباع.. تطويع وتعويم..
ولن تتم سيطرة العماويين
أصحاب حضارة الهدم والتسارع الآن إلا بتدمير الكلمة وقواها ممثلة في آداب وفنون وبيان، وتفكير طبيعي وإنساني، سبقت وأسست السبق والحضارة والعمران.. بالكلمة أولا على الأرض..
ومن ثمّ يقومون بتدمير الروح العظيم الفاعل والمؤثر والمتجذر في البشر، والذي لم تنته فعاليته ولا ثبت فشله أبدا .. وهو المتمثل بأساطير وجدان، وحب إنساني، وأديان، وفنون وفلسفات رقي وطهران، وعمران، وحرية.. وكل ذلك بالكلمة المعروفة ، التي قدستها الحضارات والفلسفات والأديان، وجعلت لها الصدارة في التعبير والتغيير وثورات المصير ..
وجاءت حضارة الرقميين والعماء لتقزمها وتمسخها وتبيد كل آلياتها ونظمها وقوانين إنتاجها وإبدائعها وسيادتها..
كيف وبأي أفعال ووسائل؟
يتم ذلك بإثارة رعب الكوكب والبشر بكل وسائل الخبر والإعلام والفضائيات والميديا.. بقضية أو مشكلة كبرى مهددة للبشر والأنظمة.. كالإرهاب.. والكورونا.. والحروب أو أو..
ويبدأ الضخ بتسويد نظم التكنولوجيا على البشر وضبط البشر بقوانين ردع وباضطهاد .. وضغوطات حاجات استهلاك ومعاش..
وربط مصير كل ذلك (بالدين الجديد) المتمثل (بالدولار، والبنوك، والصرف، والتحويل، والتمويل، وربط الدول وخطط البناء والنمو للشركات الكبرى والدول بأرقامه وتوفره، وسيولته..) وبجعل كل الدول توابع لمن يتحكمون بالدين الجديد، والمحرك الجديد للبشر.
أي بتتبيع البشرية لأرباب ومراكز آلهة الدين الجديد الدولار.. والارتباط بهم وبسياساتهم. وأحلافهم ومعاهداتهم، كما وتتم بآليات الهدم للأنظمة ولبني الحضارات القديمة. بالطرق والوسائل البرمجية والرقمية، وتسريع آليات العمارة البرمجية والرقمية، وهيمنة القوانين الظالمة من جهة أخرى والمتحكمة .. وبتسييد آليات وقوانين السرعة والتسارع.. برفع البناء وإقامة المدن الجديدة المغرية، وسرعة وتسارع هدمها، بعد إنجازها واستهلاَكها تسارعيا.. قبل الاستهلاك الطبيعي والزمن الكلاسيكي لها.
من نحن ومن هم البشر ؟؟
ومن هي البشرية الآن لدى مراكز الهيمنة والسيطرة وتوابعها سوى أرقام.. ادخلوا إلى أي مؤسسة عولَمة أو كولنيال في مدينة كبرى نيويورك.. لندن.. بون.. تاويان.. وغيرها في شرق أو غرب..
هل ترون بشراً طبيعيين يضحكون ويتصرفون بطلاقةٍ وعفوية وسيماء تعاطف بشري معروف ؟؟؟..
وقد دمرت الروابط الإنسانية وبرزت العلاقات المصلحية، والنفعية والاستهلاك..
ومن يتأمل ألعاب الأطفال التي يروجون لها وتصدر وتوضع بين أيدي أطفال العالم وأطفالنا يرى حقيقة مانقول وتتضح له آليات هذه السياسة الَمعادية للبشرية وللحضارات كلها إن كان يستطيع التحليل والربط والجدل العليم ..