عزلة العشب في الحديقة ..لـ: محمد دالاتي

محمد دالاتي
كاتب و شاعر سوري

1

مثل غصن يقاطع غصنا،

وعصفور يهجر شجره،

مثلي حين لا يبقى

سوى جدران وراحلين،

مثل المحبة تنام وحيدة

وأحبة ينتظرون،

مثل يدي أمي وهي تخبرني

أساطيرها عن قدرة الشجر

على سماع الهمس

كي أصمت وأخبئ أسراري ،

جلست في كل المحطات

أرقب العربات

وهي تدحرج عزلتي.


2

كنا في انتظار الأغاني ،

كي تأتي قبل ايلول

أو معه،

ليكون ثمة كلام عن الموت

والحب،

الأغاني التي تأخرت

حتى ان الخريف توقف

عن المجيء

وقضم نفسه

بين الفصول،

نعيش الآن على الرائحة،

التي تأتي بما نحب

ولا نحب،

أيتها الروائح

روائحهم،

لطفا بنا

هذه السنوات.


3

مالها هذه النافذة،

لا تنطفىء اضواؤها؟

تنفتح على عالم رحب

وتبقى تفكر بالداخل

صامتة،

لعل سرها الذي لاتبوح به

هو حب قديم لا يمر،

أو حادث مؤسف في الداخل

المليء بالكتمان،

اوذكرى حفلة بهيجة

مضت ولم تعد ثانية

فاربكت البيت،

او ربما ان من تحبمر امامها

ولم يلتفت.

4

ما معنى أن أكتب عنكَ؟

هذا يعني انك ستهرع

إلى البئرلجلب الماء

عندما تراني احترق.

تقولين:

ذلك البئر

ما أعمق صمته،

ورغم ذلك يجذبك


الضجيج.


الغلاف للفنان الضوئي : كمال أوغلي

يقول محدّثي :
لمّا تخرج الكلمة للعلن …فلا سلطة لك عليها …
كل يرميها بسهم عينه ..

 

ماهر حمصي

إبداع بلا رتوش
إشترك في القائمة البريدية