رصيفانِ في أوَّلِ الشارعِ المشتَرَكْ
واحدٌ لكَ.. تلقي عليهِ اغترابَكَ، همَّكَ،
أوراقَ قصَّتِكَ.. التعبَ المرَّ، والقلقَ المستمرْ، ..، ..
واحد لي.. أمشِّطُ شَعرَ انتظاري عليهِ؛
وأطعمُهُ مِنْ شبابيَ عشرينَ حزناً، على موعدٍ لم يمرْ..
كيف يا صاحبي لم أرَكْ؟
أَكنتَ تراقبني من قريبٍ؟ تَعُدُّ الغمامَ الذي يعتريني
وتحصي الجراحَ بنظرتِكَ الجارحةْ
هل رأيتَ الغزالةَ وَهْيَ تُراوِحُ بين الكناياتِ..
وَهْيَ تُعِدُّ لقلبي الشَّرَكْ؟
أَم توقَّفتَ في وسط السَّطرِ حتى يمرَّ الغرابُ اللعينُ..
وينعجنَ الطيرُ في المعتَرَكْ؟
كان ظلُّكَ خلْفَكَ.. (طبْعُ الطبيعةِ في الراحلينَ)
وظلِّي يسابقني في القطافِ الحزينِ
وكم من ظلالٍ مضَتْ مِن هنا!
كم أناسٍ لهم وجهُنَا.. والشحوبُ، النحولُ، وذاتُ العيون، …
ومرَّتْ سنونَ من الحبر.. والفُرَصِ السانحةْ
قلتَ تأتي غداً.. فانتظرتُ (غداً) منذ ألفينِ واثنينِ
مَنْ.. ثمّ ماذا.. وما أخَّرَكْ؟
هل كتبتَ روايتَكَ الآنَ؟ أتممتَ فصلَ الحياةِ كما تشتهي
أم خشيتَ الرقابةَ، والعاذلينَ، ..؟
وأمَّا أنا فاحترفتُ الكتابةَ بالشمعِ، وابْيَضَّ رأسي،
خسرتُ الكثيرَ من الأجنحةْ
وجرَّبتُ حتى السجونَ.. ولم يُفْرِجِ الوقتُ عني
لأضحكَ يوماً كما كنتَ تطلبُ مني
..
وكان خرابٌ بحجمِ البلادِ
وكانت بلادٌ بحجم الخراب
ومرَّتْ سنونَ من الحرب والجائحةْ
وزرتُ سريرَ الفراتِ..
غريبانِ..
لم يفلحا في حصادِ الحنين
رأيتُ رصيفَكَ قد دمَّرتْهُ القذائفُ..
أمَّا رصيفي….
فلن أُخبرَكْ!