ألقِ سلاحَكَ … لـ: حسان عزت

حسان عزت
شاعر سوري

ألْقِ سلاحَكَ

وعُدْ إلى بَيْتِكَ أيُّها الرّاعي

الّذي سَهِرَ طَويلاً

ونطَرَ في الجِبالْ

وتحطّمَتْ أحْلامُه معَ الغيومِ

وهو يَحملُ الطلاءَ الوليدةَ ويَحمِيها بِصَدْرِهِ

عدْ إلى بَيتِكَ

الذئبُ الذي بَقرَ بطونَ أغْنامِكَ أصابَتْهُ الصّاعِقَة

والصليبُ الذي شَربَ من دمِ المسيحِ أطْعَمُوهُ للنّارْ

والعاصِفَةُ الّتي رَوّعتِ القريَةَ أكَلَتْها النّجُوم 

ألقِ سِلاحَكَ أيُّها الشّاب

أزْهارُ النّرجسِ ملأتِ الرّبا

وعيونُ الصّبايَا ضَحِكَتْ لِلّوزِ

لقدْ ارتَدَيْنَ أثْوابَ الرّبيعِ بَاكِراً بعدَ سُمُومِ الشّتاءِ

الشّتَاءُ بِصَقِيعِه بِثُلوجِهِ  بمطرِ المَزَاريبِِ وارْتِجافِ الحاسّةِ 

ألقِ ستْرَتكَ أيُّها العاشِقُ

فقَدْ نضجتْ عناقيدُ العِنَبِ والنّواطِيرُ ثَمِلُوا حتّى نَامُوا

وهناكَ يتلألأُ لكَ وجْهُ صَبيّةِ الشّبّاكِ بِطيورِ الأمَلِ وَوَرْدَةٍ لمْ تُقْطَفْ

الأملُ هُوَ أنْتَ بِقَلْبِكَ المَخْطوفِ

وانتَ تُسرعُ في الطّريقِ

    تحتَ مَطرٍ بعيدٍ

  في مَحَطّاتٍ مُحْتَشِدة

بِعينينِ ظامِئَتينِ

وقلبٍ على جْنَاحِ الخَطَرْ

ألقِ سِلاحَكَ أيُّها المَجْنونُ وتعالَ وَدِيعاً كَحَمَلِ الرّاعِي

ولاتنسَ أنّ لكَ قرونَ الأيّلْ

الوَردةُ هيَ الوردةُ

وأنتَ كالعُصفُور البَرْدان


يقول محدّثي :
لمّا تخرج الكلمة للعلن …فلا سلطة لك عليها …
كل يرميها بسهم عينه ..

 

ماهر حمصي

إبداع بلا رتوش
إشترك في القائمة البريدية