أردوغان: لن نرضخ لضغوط شركات التواصل الاجتماعي

أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده لن ترضخ لضغوط شركات التواصل الاجتماعي “التي تعتبر نفسها فوق القانون فيما يتعلق بمراعاة حقوق شعبنا”.

جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال حفل توزيع جوائز الأوسكار الإعلامي لعام 2019، من قبل جمعية صحفيي الإذاعة والتلفزيون (RTGD)، في المجمع الرئاسي، الأربعاء.

وأفاد أردوغان أن شركات التواصل الاجتماعي لم تنفذ تقريبًا أيًا من قرارات المحاكم التركية بشأن التصدي للحسابات التي تمجد الإرهاب والعنف.

وتابع: “التسامح الذي أظهرته (شركات التواصل الاجتماعي) تجاه أعضاء المنظمة الإرهابية الانفصالية لم يبدوه حيال الضحايا”.

وأشار إلى أن شركات التواصل الاجتماعي لم تبذل أي جهد لإزالة ضرر من تعرضوا للأذى في مواقع التواصل الاجتماعي.

وتابع أن أسوأ ما في الأمر هو أن الشركات المذكورة “قوّضت جميع اللوائح القانونية بذريعة أنها تتدخل في الحريات”.

ولفت إلى أن الرقمنة ووسائل الإعلام الجديدة تجلب مخاطر جسيمة إلى جانب الراحة التي توفرها، لاسيما “الإرهاب السيبراني” و”الأخبار المزيفة”.

وتابع: “نواجه معلومات مضللة أكثر من أي فترة أخرى من حياتنا”.

وقال: “لن نرضخ لضغوط شركات التواصل الاجتماعي التي تعتبر نفسها فوق القانون فيما يتعلق بمراعاة حقوق شعبنا”.

وتابع: “لن نسمح بوجود مناخ تسود فيه الأخبار الكاذبة والافتراء والشتائم والتهديدات والاستفزازات تحت غطاء الحرية”.

إن شركات التواصل الاجتماعي تعتبر نفسها فوق القانون

وتطرق إلى الأحداث التي شهدتها الولايات المتحدة، مضيفا: “بالطبع، لا يمكننا تبرير أعمال العنف التي تستهدف الديمقراطية والمؤسسات الديمقراطية، لكن لا يمكننا قبول إغلاق قنوات اتصال الناس دون أي أساس قانوني”.

وفي سابقة خطيرة بالحياة السياسية الأمريكية، شهدت واشنطن، يوم 6 يناير، مواجهات بين قوات الأمن ومحتجين من أنصار ترامب اقتحموا مبنى الكونغرس، أسفرت عن مقتل 5 أشخاص بينهم ضابط شرطة، واعتقال 52 آخرين.

ولفت إلى تعرض بلاده للعديد من التعسف من قبل شركات التواصل الاجتماعي في أحداث شهدتها لاسيما “منتزه غيزي” بإسطنبول عام 2013.

واندلعت أحداث “غيزي” في 27 مايو/ أيار 2013، إثر اقتلاع بعض الأشجار من المنتزه المطل على ساحة تقسيم وسط إسطنبول، في إطار مخطط لإعادة تأهيل المنطقة. 

وتصاعدت حدة الاحتجاجات في الأول من يونيو/ حزيران من العام ذاته، وامتدت إلى مدن أخرى، رافقتها أحداث شغب، واستمرت حتى أوائل أغسطس/آب 2013.

وتابع: “مثلما لا نسمح بتواجد الإرهاب داخل حدود بلادنا، لا يمكننا القبول بالحملات الدعائية له في العالم الافتراضي”.

وهنأ أردوغان الإعلاميين الذين نالوا جوائز خلال الحفل، معربا عن شكره لهم على جهودهم المخلصة .

وتطرق إلى اعتصام الأمهات أمام مبنى “حزب الشعوب الديمقراطي” في ولاية ديار بكر جنوب شرقي تركيا، مشيرا إلى أن أولئك الأمهات هن من أكثر المتألمات من الإرهاب. 

ولفت أردوغان أن الأمهات المعتصمات كسرن جدار الخوف وكشفن الوجه الدموي لمنظمة “بي كا كا” الإرهابية.

وأكد أن كفاح بلاده المستمر ضد “قطعان القتلة” سيتوج بالنصر مع دعم الأمهات، مضيفا: “لا مكان للإرهاب والعنف في مستقبل هذه الأراضي”.

وقال: “دعكم من تقديم الدعم لأمهات ديار بكر، حاولت بعض المؤسسات الإعلامية التي تحولت إلى وكالات دعاية للإرهابيين في جبال قنديل، تشويه صورة هذا العمل البريء (الاعتصام) بالأخبار التي نشرتها”.

وأضاف: “وبالمثل، فإن ما يسمى بجمعيات حقوق الإنسان التي تقدم خدمات المحاماة الطوعية للمنظمة الانفصالية، باتت عمياء وصماء حيال صرخات أولئك الأمهات”.

وتستمر أمهات ديار بكر في الاعتصام منذ 499 يوما، وتحديدا منذ 3 سبتمبر/ أيلول 2019، حيث يتهمن “الشعوب الديمقراطي” بالضلوع في اختطاف أبنائهن وزجهم ضمن صفوف المنظمة الإرهابية.


يقول محدّثي :
لمّا تخرج الكلمة للعلن …فلا سلطة لك عليها …
كل يرميها بسهم عينه ..

 

ماهر حمصي

إبداع بلا رتوش
إشترك في القائمة البريدية