نص شعري لـ: فاتن حمودي

فاتن حمودي
شاعرة سورية

صوتُ مطرٍ غزير وقبلةٌٍ دافئةٌ

الطريقُ بعيدٌ هُناك…

جبلٌ وغريبان أنا وأنتَ …

يمضي النهرُ أمامنا …

أوراقٌ صفراءُعلى الطَّريق وأصواتُ خُطواتِنا تملأُ الصَّمْتَ

شجرٌ يتعرّى لعناقٍ عاصفٍ

أنا وأنتَ ننظرُ إلى البئرِ …عميقٌ جدا الزمنُ

اليوم استعيدُ الصورَ.. أقفُ في المطبخ أنظفُ الصحونَ ..


أطهو الطعامَ وأعرف عميقا

أنني زائدةٌ عن الحاجة

أنا بعضُ كتبٍ بجانبٍ السرير أو الأريكةِ

كيفَ صِرْتُ مثلَ نساءِ”الخاني”…اللوحة التي أمامي في الصالون

أقف بينهن

وأغني الأبد

لا شوارعُ خلفيةٌ هُنَا …و لا مَدِينتي هُناك

أنا داخلَ اللوحةِ …..أقرأُ “بيسوا” واشدُ الزَّمنَ مِنْ فُصولِهِ

هشةٌ الحياةُ بما فيه الكفاية

قصيدةٌ مليئة بمن مروا

لايزالُ أحدهم على أريكته يبكي

الحزنُ يَعبرُ جسدي المليءَ بِكَ

لا تلتفتْ

أنا داخلَ اللوحةِ الآن

أنطوي على نفسي.. الكرسيُّ يُصدرُ أنينا


يقول محدّثي :
لمّا تخرج الكلمة للعلن …فلا سلطة لك عليها …
كل يرميها بسهم عينه ..

 

ماهر حمصي

إبداع بلا رتوش
إشترك في القائمة البريدية