طالبت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي الخميس، بعزل الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، من منصبه فورا، بموجب التعديل 25 بالدستور.
وقالت بيلوسي في تصريحات صحفية إن “ترامب شخص شديد الخطورة، وينبغي ألا يستمر في المنصب”، مؤكدة أن الديمقراطيين يضغطون من أجل مساءلة ترامب.
ويواجه ترامب دعوات متزايدة لعزله، واستقالات بين أعضاء فريقه بالبيت الأبيض، وذلك عقب اقتحام أنصاره مبنى الكونغرس الأربعاء، تزامنا مع مصادقة مجلسي النواب والشيوخ على فوز الرئيس المنتخب جو بايدن.
وأعلنت وزيرة النقل الأمريكية إلين تشاو الخميس، استقالتها بعد أحداث اقتحام مبنى الكونغرس، وقالت إن “استقالتها ستكون سارية اعتبارا من يوم الاثنين المقبل”.
وقالت الوزيرة إن الهجوم “أصابها باضطراب شديد، وبطريقة لا يمكن معها أن تقف متفرجة”.
وعلى الرغم من أنه لا يتبقى لترامب سوى 13 يوما في السلطة، فقد خرجت دعوات عدة بإقصائه من المنصب إحداها لزعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ وأخرى لعضو جمهوري بمجلس النواب.
وأفاد مصدر مطلع لـ”رويترز” بأن أعضاء إدارة الرئيس الجمهوري وحلفاءه، بحثوا تفعيل مادة في الدستور الأمريكي لعزله من منصبه.
وفي غضون ذلك، قرر عدد متنام من معاوني الرئيس الاستقالة من مناصبهم، ومن بينهم ميك موليفاني، المبعوث الخاص لأيرلندا الشمالية، ومستشاره للشؤون الروسية رايان تولي.
ومن ناحية أخرى، قالت شركة فيسبوك، وهي منصة رئيسية لترامب في مجال التواصل الاجتماعي على الإنترنت، إنها ستحظر منشوراته لحين تنصيب الرئيس الديمقراطي المنتخب بايدن في 20 كانون الثاني/ يناير.
ودعا زعيم الديمقراطيين بمجلس الشيوخ تشاك شومر نائب الرئيس مايك بنس إلى عزل ترامب بموجب التعديل الخامس والعشرين من الدستور الأمريكي، الذي يسمح لأعضاء الإدارة بإقصاء الرئيس إذا بات غير أهل للمنصب. ودعا عضو جمهوري واحد على الأقل و19 ديمقراطيا في مجلس النواب إلى اتخاذ نفس الإجراء.
وقال شومر في بيان، إن “ما حدث في مبنى الكونغرس الأمريكي أمس هو تمرد ضد الولايات المتحدة بتحريض من الرئيس (..)، لا ينبغي للرئيس البقاء في السلطة ليوم واحد بعد ذلك”.
وأضاف قائلا: “إذا رفض نائب الرئيس وكذلك الحكومة التحرك، فإنه ينبغي للكونجرس الانعقاد لمساءلة الرئيس بغية عزله”.
وكان مجلس النواب الذي يقوده الديمقراطيون قد ساءل ترامب في كانون الأول/ ديسمبر 2019 بشأن اتهامات بإساءة استغلال السلطة، وعرقلة عمل الكونغرس، بعدما ضغط الرئيس على أوكرانيا للتحقيق مع بايدن، لكن مجلس الشيوخ الذي كان يقوده الجمهوريون صوت في فبراير 2020 لصالح إبقائه في المنصب.
ودعا العضو الجمهوري بمجلس النواب آدم كينزنجر إلى تفعيل التعديل الخامس والعشرين من الدستور لإقصاء ترامب من السلطة.
وقال كينزنجر في مقطع مصور على تويتر “كل المؤشرات تدل على أن الرئيس أصبح منفصلا، ليس فقط عن مهام منصبه أو حتى عن القسم الذي أداه، وإنما عن الواقع ذاته”.
غير أن مصدرا مطلعا على الوضع قال إن مسعى تفعيل التعديل الخامس والعشرين سيراوح مكانه على الأرجح. فمعظم الجمهوريين في الكونجرس لم يظهروا اهتماما يذكر بالضغط على الحكومة للتحرك في هذا الاتجاه.
أما عضو مجلس الشيوخ الديمقراطية إيمي كلوبوشار فقالت إنه ينبغي لإدارة ترامب أن تكون مستعدة للتحرك، إذ من المحتمل أن يثير ترامب مزيدا من القلاقل فيما تبقى من فترته.
وقالت كلوبوشار لشبكة (سي.بي.إس) “من الأفضل أن يكونوا مستعدين للقيام بذلك إذا استمر (في السلطة) لأنه لا يمكن أن يكون لديك رئيس يقود تمردا ضد حكومة بلدنا”.
وكان ترامب تعهد في بيان في الصباح الباكر “بانتقال سلس” للسلطة قبل تنصيب بايدن، في إعلان يرجع في جانب منه إلى رغبته في منع مزيد من أعضاء فريقه من الاستقالة. غير أن ترامب واصل تكرار مزاعمه الزائفة بسرقة الانتخابات منه.
ولم يندد كذلك بالعنف الذي تفجر بعدما حث أنصاره أمس الأربعاء إلى الزحف نحو مبنى الكونجرس خلافا لمناشدات أعضاء كبار في إدارته.
وقال تشاد وولف القائم بأعمال وزير الأمن الداخلي “أناشد الرئيس وجميع المسؤولين المنتخبين التنديد بالعنف الذي وقع الأربعاء”.
وذكر كين كوسينيلي، نائب وولف، لفوكس نيوز أن العمل جار على إقامة سياج جديد حول مبنى الكونجرس بحيث يكون جاهزا قبل تنصيب بايدن.
ومثل الهجوم على مبنى الكونغرس تتويجا لخطاب ترامب وحلفائه التصعيدي المثير للانقسام، على مدى شهور قبل انتخابات الثالث من نوفمبر تشرين الثاني، إذ كرر الرئيس مزاعم بتزوير الانتخابات وحث أنصاره على مساعدته في تحويل خسارته إلى فوز.
وحطم مثيرو الشغب النوافذ وحاصروا قاعة مجلس النواب بينما كان المشرعون بداخلها وراحوا يطرقون بابها، وعمد ضباط الأمن إلى وضع قطع الأثاث خلف الباب وأشهروا أسلحتهم قبل أن يساعدوا النواب وآخرين على الفرار.
بدوره، طلب مكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي) من الأمريكيين، تقديم معلومات عن كل من شارك في الفوضى التي قتل فيها أربعة أفراد.