أوبزيرفر: مشجعون من اليمين المتطرف يثورون على المالك الإماراتي لنادي “بيتار القدس”

Beitar Jerusalem La Familia fans hold up a banner before a Uefa play-off against AS Saint-Étienne in 2016. Photograph: Ahmad Gharabli/Getty

نشرت صحيفة “أوبزيرفر” تقريرا لمراسليها في القدس أوليفر هولمز، وكويك كيرزنباوم، كشفا فيه عن وجود حالة من الرفض داخل القطاع المتشدد من مشجعي نادي بيتار القدس ضد المالك الخليجي الجديد.

وهددت هذه المجموعة بالمقاطعة وعقد احتجاجات خلال تدريبات الفريق بعد شراء شيخ من أبو ظبي حصة 50% من أسهم النادي المعروف بكراهيته للعرب، وعادة ما يهتف مشجعوه بـ”الموت للعرب”. وقال الكاتبان إن النادي يواجه أزمة بعد الاتفاق الذي وقّعه مالك النادي موشيه حجيج، مع الشيخ حمد بن خليفة آل نهيان الذي أصبح يملك نصف أسهم النادي.

ويعد بيتار القدس النادي الوحيد من نوادي الدرجة الأولى في إسرائيل الذي لم يلعب له أي لاعب عربي. ونقلت الصحيفة عن موار الفراش وهو مشجع موالٍ للفريق: “أدت الصفقة إلى تخلي المشجعين عن النادي”. وفي الوقت الذي يدعم فيه الفراش الصفقة التي يأمل أن تعطي النادي نفس النجاح الذي حققه النادي البريطاني مانشستر سيتي، الذي اشتراه أحد أفراد العائلة الحاكمة في أبو ظبي، إلا أنه يشعر أن مجموعة متشددة داخل النادي قد لا تقبل بالصفقة. وقال: “سمعته العنصرية لم تأت من العدم”.

وقبل أسبوع من اللقاء التدريبي الأول منذ الإعلان عن الصفقة، اتُهم عدد من المشجعين الذين يعرفون بالعائلة أو “لافاميليا” بكتابة شعارات بذيئة على جدران النادي ضد حمد بن خليفة، وقالت الشرطة التي يعمل عناصر منها بالسر، إنها اعتقلت أربعة أشخاص.

وقال عنصر في “لافاميليا” رفض الكشف عن هويته أو نقل كلامه حرفيا، إن الصفقة لم تهدد “يهودية” النادي فقط، بل والقدس نفسها.

وكانت الصفقة أول ثمار التطبيع الدبلوماسي بين الإمارات وإسرائيل، اللتين وقعتا اتفاقية رسمية. وتبع ذلك اتفاقيات بين إسرائيل ودول عربية أخرى هي البحرين والسودان والمغرب.

وفي مكالمة هاتفية، قال موني باروش، المدير التنفيذي للنادي، إن الصفقة هي “الطريقة الصحيحة لنشر السلام… وهي فرصة جيدة للنادي وكرة القدم الإسرائيلية… كما أنها فرصة جيدة لإنهاء العنصرية بين أقلية من المشجعين”.

Sheikh Hamad bin Khalifa Al Nahyan, right, and his son Mohamed with Moshe Hogeg, Beitar’s owner, at the signing of the deal. Photograph: EPA

وفي إعلان نُشر على موقع نادي بيتار، قال الشيخ حمد إنه سيستثمر 70 مليون جنيه استرليني في النادي على مدى العقد المقبل. وقال حجيج (39 عاما) الذي اشترى النادي عام 2018 في رسالة إلى “أوبزيرفر” إنه والشيخ حمد (50 عاما) “يريدان تقديم صورة للعالم أن المسلمين واليهود بإمكانهم عمل أشياء جميلة معا وتلهم الأجيال المقبلة”.

ولكن الصفقة قد لا يكون لها علاقة بالتعايش أو النادي نفسه بقدر ما هي محاولة من الإمارات لبناء رأسمال سياسي مع الحليف الجديد، إسرائيل وداعميها في واشنطن. فمن بين داعمي النادي عدد كبير من أعضاء النخبة السياسية، وعلى رأسهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. أما الرئيس الإسرائيلي الحالي رؤوفين ريفلين فقد كان مديرا له.

وفي تصريح أفرح بالتأكيد الحكومة الإسرائيلية، أشار فيه إلى القدس، المدينة المتنازع على وضعها مع الفلسطينيين بعاصمة إسرائيل. وفي الوقت الذي اعترف فيها الرئيس دونالد ترامب بسيادة إسرائيل على القدس، إلا أن معظم العالم يدعم حق الفلسطينيين في عاصمة لهم على القسم الشرقي منها. وسواء أدى التقارب الدبلوماسي إلى تغير عميق في النادي، إلا أن الشيخ حمد قال إن النادي مفتوح لكل المواهب من كل الأديان والأعراق.

لكن لاعب كرة قدم نيجيري اسمه محمد علي انضم إلى النادي عام 2004 ولكنه تعرض للتحرشات العنصرية وقام بترك النادي بعد فترة قصيرة. وبعد أعوام وقّع النادي عقدا مع لاعبيْن مسلمين من الشيشان وتعرضا للشتائم وهما في الملعب وتم حرق مكاتب النادي. وكان الحادث محلا لفيلم وثائقي صور عام 2015 “طاهر للأبد” وواجه عددا من المشجعين بالعنصرية.

وقالت مايا زينشتين التي أخرجت الفيلم، إنها تعرضت لتهديدات بالقتل من مشجعي النادي، لدرجة أنها طلبت من أمها الاختفاء. وقالت: “بدأت برسائل على فيسبوك، وجاء في واحدة: الفيلم المقبل سيكون عن جنازتك”.

ولكن الفيلم كشف كما تقول زينتشتين عن واقع العنصرية داخل النادي: “أعتقد مشجعي بيتار ليسوا عنصريين.. وكلهم شاهد الفيلم… والأفلام لا تغير كل شيء ولكنك بحاجة للناس والنظر إلى أنفسهم والشعور بالخجل”.

وساعد الفيلم على تشكيل مجموعة أطلقت على نفسها “الأغلبية الصامتة” التي تهتف بشعارات ضد لافاميليا أثناء المباريات.


عن صحيفة “أوبزيرفر” البريطانية ، للاطلاع على الموضوع الأصلي اضغط هنا

يقول محدّثي :
لمّا تخرج الكلمة للعلن …فلا سلطة لك عليها …
كل يرميها بسهم عينه ..

 

ماهر حمصي

إبداع بلا رتوش
إشترك في القائمة البريدية