حتى في الأوقات الأكثر مرحا، يشكّل الأشخاص السامون صعوبات نفسية وضغطا على المحيطين بهم. بالإضافة، إلى استنزاف الطاقة. ويجهل هؤلاء الأشخاص حجم الضرر الذي يلحقونه بالصحة النفسية للآخرين.
قال تقرير موقع “ماري كلير” (Marieclaire.ru) في نسخته الروسية إن اكتساب القدرة على بناء تواصل صحي مع جميع أنواع الشخصيات مهم، إلا أنه من غير المجدي تخصيص وقت أو جهد للأشخاص السامين. بدوره، يقول هانس هانسن مؤسس الشركة الإسكندنافية بيلاو يوور بالت “الناس إما يلهمونك أو يستنزفونك، لذلك اختر المحيطين بك بعناية”.
وتوصل الباحثون بجامعة “فريدريش شيلر” في ألمانيا مؤخرا إلى نتيجة مخيبة للآمال مفادها أن التواصل مع السامين يتسبب في حدوث رد فعل خطير بالجسم. فعلى سبيل المثال، تسبب القسوة أو متلازمة الضحية أو التصرف بشكل غير لائق من قبل السامين توتر خلايا دماغ المحيطين بهم.
وقد يؤدي الإجهاد المستمر بسبب ذلك إلى تعطيل عمل الخلايا العصبية في قرن آمون، وهي منطقة الدماغ المسؤولة عن التفكير والعاطفة والذاكرة. وبعد مرور أسابيع على هذه الحالة، يصعب منع تلف الخلايا العصبية، ومع استمرار الإجهاد لأكثر من شهر، يزداد خطر تدمير الخلايا بالكامل.
وتساعد مهارات إدارة الإجهاد، والقدرة على التحكم في العواطف، على التعامل مع السلبية، لذلك من المهم التعرف على أنواع الأشخاص السامين الأكثر لفتا للانتباه.
الثرثرة
يستمتع السامون عند مناقشة مصائب الآخرين أو الأخبار السيئة، بشكل عام، من خلال التركيز على التجارب السيئة للآخرين، ويزيد الشخص الثرثار من احترامه لذاته.
في المقابل، يعتقد خبراء علم النفس الإيجابي بوجود عدد كبير من الناجحين الذين يجب أن تتعلم منهم لتحقيق أهدافك، بدلا من قضاء الوقت بالحديث عن إخفاقات الآخرين. تقول السيدة الأولى الأميركية السابقة إليانور روزفلت “العقول العظيمة تناقش الأفكار، والعادية تناقش الأحداث، أما الصغيرة فتناقش الأشخاص”.
الضحية
غالبا ما يتعاطف المرء مع السامين، ويحاول مساعدتهم، غير أنه سرعان ما يعدل عن قراره، مدركا أن مشاكل هذا النوع من الأفراد لا تنتهي. ومن الغريب أن المرضى أنفسهم لا يريدون انتهاء الصعوبات التي يواجهونها، معتقدين أنها مصدر متعة لهم وتلوّن حياتهم. وكقاعدة عامة، يتجنب الضحايا تحمل أي مسؤولية شخصية. كما تذكرهم صورتهم الخاصة بشخصيات الأعمال الدرامية والروايات الشهيرة.
وفي كتابه “ما أتحدث عنه عندما أتحدث عن الجري” يقول هاروكي موراكامي “الألم أمر لا مفر منه، أما المعاناة فخيار شخصي”.
الانتقاد
لا يوجد أحد مثالي، وغالبا ما يعتمد الجميع على تقييم موضوعي أو رأي صديق بشأن مسألة ما. لكن في حال تركيز أحدهم على انتقاد جميع أعمالك باستمرار، والبحث عن النقائص فيها والإشارة إلى عيوبك، فهذا سبب كاف لمراجعة أفكارك.
تقول المعالجة النفسية أماندا ستيمان “يجد المنتقد أخطاء في كل ما تفعله تقريبا، ويشير في أول فرصة إلى أوجه القصور الخاصة بك ليس بغاية المساعدة، بل لأجل خلق شعور بالذنب لديك، ويشعرك أنك أنت المشكل، لا سلوكك”.
الأناني
يُبقي الشخص الأناني على مسافة بينه وبين الجميع، ولا يرى حاجة له لافتعال أي نوع من التواصل العاطفي، ويعتبر الناس مجرد أداة لزيادة تقديره لذاته.
المتلاعب
بأسلوب خاص، يسلب المتلاعبُ وقت المحيطين به وطاقتهم ومواردهم، دون مراعاة الاحتياجات الشخصية.
لهذا الصدد، يقول الأخصائي النفسي ريان كيلي “تشعر بالراحة بصحبة هؤلاء الأشخاص، مما يعطيك فرصة للشعور بالحب، ولكن حين لا يحتاجونك يُشعرونك بأنك عديم الفائدة”.
الرجل الإعصار
يتسم هؤلاء بالعجز عن السيطرة على المشاعر، والسلوك غير العقلاني، وقد يلومونك على جميع مشاكلهم. إلى جانب ذلك، يعرف هؤلاء بالهستيريا المطلقة، ومن الصعب تجنب التواصل معهم، وخلال محادثاتك معهم سوف تشعر أنك مصدر بؤسهم، مما يعزز شعورك بالذنب، وهذا ما يحتاجون إليه.
القاضي
يشبه هذا النوع من الشخصيات السامة، قليلا، الشخصية المنتقدة، وتختلف عنها في أخذ جميع الانتصارات والهزائم بعين الاعتبار. وكلما حققت نجاحا ما سارعت في إعادة تذكيرك بأخطاء الماضي.
الصديق القديم
يحلم الجميع بعلاقة صداقة تدوم طويلا، لكن الواقع بعيد كل البعد عن أحلام الطفولة، ونادرا ما تستمر العلاقات فترة طويلة بسبب عوامل عديدة ومختلفة. يقول المعالج النفسي كورت سميث “في حال أدركت أن صديقك القديم يثقل كاهلك بمشاكله، ولا يكلف نفسه عناء مساعدتك، ويتحدث فقط عن نفسه، فقد حان الوقت لإعادة التفكير في علاقتك معه”.
آخر الدواء..
قد يقودك الأشخاص السامون إلى الجنون بسبب تصرفاتهم غير المتوقعة وسلوكهم اللاعقلاني. في المقابل، عليك النأي بنفسك والتعامل معهم كما لو كنت تجري بحثا علميا.
بهذا الصدد، ذكر ترافيس برادبري مؤلف كتاب الذكاء العاطفي أن “الحفاظ على مسافة عاطفية يتطلب اليقظة، لن تكون قادرا على الابتعاد عن المتلاعب إذا لم تدرك الوسائل التي يعتمدها في الضغط عليك. في كثير من الأحيان، تجد نفسك في مواقف يكون فيها من الضروري إعادة التفكير وحتى تغيير خطة العمل بشكل كبير”.
إن وضع حدود في التعامل مع الشخص السام، ومعرفة وقت وكيفية التعامل معه، يجعلك تتحكم في الفوضى العاطفية الناتجة عن الحديث معه، فضلا عن الحفاظ على المزاج الجيد.