صحفية هولندية عاشت ” أربعة فصول في دمشق “

تقول الصحيفة الهولندية “الخمين داخبلاد” الواسعة الانتشار التي أجرت حوارا مع فيرناندي فان تيتس صاحبة كتاب “أربعة فصول في دمشق”، أنه بعد ما يقرب من عشر سنوات من الحرب عادت سوريا بالفعل إلى المربع الأول فنفس النخبة لا تزال في السلطة، وإنه وهم أن اللاجئين من أوروبا يمكنهم العودة بأعداد كبيرة.   

De restanten van de Syrische plaats Douma na een lange belegering door het leger van president Assad in 2018. © AFP

ونقلت الصحيفة عن فان تيتس قولها إن “الانتفاضة بدأت على الفساد في سوريا، الآن أصبح الفساد أكبر لأنه تم إشراك نخبة أخرى فيه وهم الأشخاص الذين أصبحوا أغنياء من خلال الحرب”، 

لافتة إلى أن”البلد محطم وهناك أزمة اقتصادية كبيرة، ولقد أنهكت الحرب المدنيين السوريين”، مؤكدة أن “كل أسباب الانتفاضة ما زالت قائمة”. 

ووفقا للصحيفة كانت فان تيتس لمدة عام في سوريا “مندهشة” من الطريقة التي ينظر بها الغرب إلى الحرب ومن عجز الأمم المتحدة.  

الصحفية الهولندية فرناندي فان تيتس انتقلت الى العاصمة السورية دمشق في شهر آذار من عام 2018 وبقيت هناك لمدة عام، لكن ليس كصحفية (فهي لم تحصل على تأشيرة لهذه المهنة) بل بصفتها مسؤولة اتصالات في إحدى وكالات الأمم المتحدة للاجئين في البلاد.

كل أسباب الانتفاضة ما زالت قائمة

وعندما أعلن الأسد ما سماه “عام النصر”، رأت فان تيتس بحسب الصحيفة أن زملاءها وأصدقاءها السوريين ما زالوا يعانون فكتبت كتاباً بعد عودتها إلى هولندا عن تلك الفترة وعنونت الكتاب الذي تناولت فيه مشاهداتها في دمشق “أربعة فصول في دمشق” وصدر في شهر نوفمبر تشرين الثاني الماضي.

نظرة الغرب للحرب في سوريا

وفي مقابلتها مع الصحيفة الهولندية، ردت فرناندي فان تيتس على سؤال حول “نظرة الغرب” للحرب في سوريا وفيما إذا كانت ركزت على الإرهاب هناك فقط، قائلة “لقد فعل تنظيم الدولة أشياء مروعة، وأنا أفهم أن الغرب كان ينظر إلى ذلك بشكل رئيسي فقد ذهب أوروبيون إلى سوريا للانضمام إلى تنظيم الدولة وقاموا بهجمات في أوروبا”. 

وأضافت “لكن داعش كان أيضاً جيداً جداً في جذب الانتباه، فقد استخدموا فظائعهم كدعاية، في وقت كان الأسد وجيشه يرتكبون فيه فظائع، النظام يعذب الناس ويخفيـهم وينفذ هجمات بالغازات السامة ويرمي البراميل المتفجرة على مناطق سكنية(..) لكنهم يصمتون عن ذلك أو ينفونه”، مشيرة إلى أن “نظام الأسد تسبب في وقوع ضحايا أكثر بكثير من ضحايا داعش في هذه الحرب.. ولا يزال باقيا هناك حتى الآن”.

الأمم المتحدة ونظام الأسد

وعن رأيها بأداء منظمات الأمم المتحدة في سوريا في وقت يواصل النظام جرائمه وفيما إذا عادت من هناك بـ”خيبة أمل”، قالت الصحفية الهولندية ” نعم ولا، لا لأن المساعدة الطارئة التي تقدمها الأمم المتحدة للكثير من السوريين هم بالفعل في أمس الحاجة إليها وإلا سيكون لديهم القليل من الطعام أو لا يملكون المال لدفع الإيجار”، مضيفة “ونعم لأنني واجهت الكثير من المشاكل مع الطريقة التي تُجبر بها الأمم المتحدة على العمل هناك.. في فندقنا، كنا نأكل الكعك، وكان الناس على بعد أميال قليلة يموتون جوعاً لأن النظام منعنا من الوصول إلى المنطقة، وبالتالي لم نتمكن من تقديم المساعدة (..) هذا محبط للغاية”.

وأضافت “لا تستطيع الأمم المتحدة أن تفعل أي شيء في سوريا دون إذن الحكومة (..) أنت مجبر أيضاً على العمل مع المنظمات غير الحكومية المرتبطة بالنخبة المحيطة بالأسد.. ولكن إذا لم تفعل ذلك، أو إذا انتقدت النظام بشدة، فقد يتم طردك من البلاد ولن تتمكن من تقديم المساعدة على الإطلاق.. هذه معضلة كبيرة”.

عودة اللاجين السوريين

ورداً على سؤال عن تصريحات الأحزاب اليمنية المتطرفة كحزب من أجل الحرية “PVV” ومنتدى من أجل الديمقراطية بأن سوريا أصبحت “آمنة” وأن اللاجئين السوريين يمكنهم العودة، قالت فان تيتس “إذا كنت تقود سيارتك في سوريا ونظرت حولك، فسترى من الواضح تماماً أن الناس لا يمكنهم العودة بأعداد كبيرة.. هذا غير منطقي”. 

وأضافت “حتى لو كان منزلهم لا يزال قائماً، فالسؤال هو ما إذا كانوا يستطيعون العودة إليه”، مشيرة إلى أن “الحكومة صادرت العديد من المنازل، لا سيما في المناطق التي كانت تسيطر عليها المعارضة(..) على أي حال، أنت بحاجة إلى إذن من النظام للعودة”، مشيرة الى أنه “بعد ذلك من الممكن إجبارك على الالتحاق بالجيش أو الاعتقال من قبل جهاز المخابرات للاستجواب”، مؤكدة أن “هناك سوريين عادوا لكنهم اختفوا بعد ذلك”.

وتابعت فان تييس أنه “بصرف النظر عن ذلك، تسببت الحرب في أزمة اقتصادية كبيرة في سوريا: هناك كثير من البطالة، وأسعار المواد الغذائية مرتفعة، والناس يصطفون للحصول على الخبز(..) إذا قارنت الآن سوريا بمستوى شروط الأمم المتحدة للعودة الآمنة فلا يمكن أن يحصل ذلك”.

يشار الى أن فرناندي فان تيتس درست اللغة العربية والعلوم السياسية وانتقلت إلى بيروت عام 2011، عملت كصحـفية مستقلة في صحيفة “تراو”، صحيفة “الإندبندنت” والقناة التلفزيونية “فرانس 24″، ومن عام 2018 إلى عام 2019 عاشت في دمشق وعملت كمسؤولة اتصالات في منظمة الأمم المتحدة لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”.


للاطلاع على الموضوع الأصلي اضغط هنا

يقول محدّثي :
لمّا تخرج الكلمة للعلن …فلا سلطة لك عليها …
كل يرميها بسهم عينه ..

 

ماهر حمصي

إبداع بلا رتوش
إشترك في القائمة البريدية