مع بدء حملات اللقاحات ضد فيروس كورونا المستجد في أكثر من بلد بالعالم : أسئلة تتردد حول لقاحات الكورونا المُعلن عنها ، خاصة تلك التي تم اعتمادها بشكل طارئ حتى الآن
هل هذه اللقاحات آمنة ؟
نعم . حسب الدراسات التي تمت حتى الآن على آلاف المتطوعين الذين تم إعطاؤهم اللقاحات ، و رغم قصر فترة هذه الدراسات إلا أنها تعطي غالباً فكرة كبيرة جداً عن نوع و شدة الآثار الجانبية الناجمة عن اللقاحات .هناك من يقول علينا الانتظار سنين طويلة لمعرفة الآثار الجانبية التي قد تتأخر في الظهور ، وهذا القول إن كان ممكناً نظرياً مع أي دواء أو لقاح جديد ، إلا أنه غير عملي أو واقعي بوجود وباء فتّاك حالياً ، خاصة أنه لم يُعرَف حتى عن اللقاحات المعروفة سابقاً أية آثار جانبية تأخذ سنين طويلة حتى تظهر ( إلا في حالات نادرة جداً ) ، وكل الأضرار تحدث عادة خلال الأيام الأولى التالية لإعطاء اللقاح ، خاصة أن الأشكال الجديدة من اللقاحات التي تعتمد على ال mRNA تتخرب في خلايا جسم الإنسان وتُطرَح بعد فترة قصيرة من أخذ اللقاح
ما فعالية اللقاح في الوقاية من الإصابة بالكورونا المستجد ؟
الفعالية تختلف حسب نوع اللقاح ولكن النتائج كانت ممتازة حسب الدراسات وتفوق ٩٠٪ – في أغلبها – في إنقاص معدل الإصابات الشديدة والمتوسطة ، وخفض نسبة الوفيات الناجمة عن كورونا بشكل كبير ، إضافة لتقليل خطر نقل الإصابة للآخرين . أعلى نسب فعالية كانت مع اللقاحات التي تعتمد على تقنية ال mRNA الجديدة .
ما احتمال أن يسبب اللقاح مرض الكورونا المستجد ؟
الاحتمال صفر . من غير الممكن أن يؤدي اللقاح للإصابة بمرض الكورونا في كل اللقاحات المعلَن عنها ، لأن اللقاح لا يحتوي على فيروس حيّ ، بل فقط المادة البروتينية التي تحمل الشيفرة الوراثية للفيروس في اللقاحات ذات التقنية الجديدة ، أو الفيروس مقتولاً أو معطّلاً في بعض اللقاحات الأخرى .إنما قد ينجم عن إعطاء اللقاح تأثيرات جانبية تشبه ( تُقلّد ) إصابة خفيفة بمرض كورونا المستجد ، تزول خلال يومين إلى ثلاثة .
ما هي التأثيرات الجانبية للقاح؟
ألم وتورم مكان اللقاح ، حرارة خفيفة ، صداع ، آلام بالعضلات ، وهن أو تعب ، لمدة يومين أو ثلاثة ثم تزول ، تحسس من اللقاح ( حالات نادرة جدا ) .
هل تعدّل لقاحات الكورونا التي تعتمد على تقنية ال mRNA من ال DNA في نواة الخلية وتسبب تغيرات في الجينات و تؤدي إلى حدوث سرطانات وتبدلات في حياة الشخص و شخصيته و سلوكه ومعتقداته وغيرها من التبدلات الجذرية عند الشخص الذي يأخذ اللقاح ؟
لا . اللقاح الذي يعتمد على إعطاء mRNA يدخل إلى الخلية ولكن لا يصل للنواة ولا ال DNA ، بل يبقى في السيتوبلازما المحيطة بالنواة ويتم تخرب وانحلال مادة الmRNA هذه بعد فترة قصيرة . اللقاح حتماً لا يعدِّل أو يؤثر على المورثات أو ال DNA، و كل ما يُبَثّ من أخبار عن تأثيرات للقاحات على مستوى الجينات ، هي معلومات مزيفة غير مبنية على أي دراسة أو دليل علمي .
هل يجب أخذ اللقاح إذا كان الشخص قد أصيب بالمرض خلال الفترة الماضية ؟
نعم .. يجب أخذ اللقاح لكن ليس خلال فترة المرض والإصابة الحادة بالكورونا . مناعة اللقاح تختلف عن المناعة الطبيعية المكتسَبة بسبب الإصابة بالفيروس ، وهي غالبا أفضل وأطول من مناعة المرض نفسه .
كم تستمر المناعة بعد أخذ اللقاح؟
لا احد يعلم بشكل أكيد حتى الآن ( عُمر التجارب على هذه اللقاحات لم يتجاوز ثلاثة أشهر ) ، لذلك قد يحتاج الأمر وقتاً أطول للإجابة على هذا السؤال ، ولكن مبدئياً يتوقع الخبراء أن المناعة سوف تستمر لمدة ستة أشهر إلى سنة .
مَن هم الناس الذين يجب أن يأخذوا اللقاح ؟
حالياً حسب لجنة الدواء والغذاء الاميركية يُنصَح بأخذ اللقاح لكل شخص فوق عمر ال ١٦ عاماً ( عدا الحوامل والمرضعات ومَن لديهم إصابة حالية بفيروس كورونا ) . مع إعطاء الأولوية بالمراحل الأولى لشرائح معينة لديهم خطورة عالية من الإصابة بكورونا ، وذلك بسبب قلة كميات جرعات اللقاح المتوفرة حاليا .وفي حال توفر اللقاحات : يُنصَح جميع الناس (المسموح لهم بأخذ اللقاح بعدم التردد في ذلك ) ، لأن القضاء على هذا الفيروس والحد من انتشاره يتطلب إعطاء اللقاح لأكثر من ٧٠ إلى ٨٠ ٪ من السكان .
هل تُنصَح الحامل بأخذ اللقاح ؟
لم يتم تضمين الحوامل والمُرضِعات في التجارب على اللقاحات حتى الآن ، لذلك لا يُعرَف إن كان له تأثيرات على الجنين والرضيع ، رغم أن المنطق يقول بعدم وجود تلك التأثيرات أسوة باللقاحات غير الحيّة السابقة .لذلك يُفضَل التريث بإعطائه للحوامل والمرضعات بالوقت الحاضر بانتظار نتائج الدراسات في حال توسعت لتشملهم .
متى يصبح الشخص مُمَنَّعاً ضد المرض بعد أخذ اللقاح؟
معظم اللقاحات الحالية تؤخذ على جرعتين بينهما ٣-٤ أسابيع . الفعالية الكاملة غالباً تحدث بعد أسبوع من الجرعة الثانية ، أي بعد مرور شهر على أخذ الجرعة الأولى من اللقاح .
ما هي اللقاحات المتوفرة ضد الكورونا ؟
يوجد العديد من اللقاحات تحت البحث والتجربة ، تمّ منح بعضها الترخيص الإسعافي المعمول به خلال الأوبئة ، و الموافقة عليها من الهيئات الصحية الدولية المختصة ، بعد التأكد من أمانها وفعاليتها ، ولازال البعض الآخر قيد انتظار الموافقات .ننصح بأخذ اللقاح المتوفر في البلد التي نعيش فيها ، لأنها مبدئيا جميعها آمنة وفعاليتها متقاربة إلى حد كبير ، ولأن لقاحاً بِعَيْنهِ لا يستطيع تلبية حاجة جميع دول العالم .
هل يُنصَح بإعطاء اللقاح لأصحاب الأمراض المزمنة كالسكري وأمراض القلب أو الربو أو مرضى الأورام و ضعيفي المناعة ؟
بالتأكيد ، ويجب أن يكون لهم الأولوية في أخذ اللقاح ، خصوصاً كبار السنّ .
هل يجب ارتداء الكمامات بعد أخذ اللقاح؟
نعم . من أجل حماية الأشخاص من حولنا ، وذلك بانتظار أن يتمكن الغالبية العظمى من الناس من أخذ اللقاح و زوال الوباء ، وبالتالي التخلي بعد ذلك عن لبس الكمامة ، وقد يتطلب الأمر عدة أشهر أخرى . لأن أخذنا للقاح لا يَمْنع من حملنا للفيروس ونقله للآخرين .
ومن هنا فإن أخذ اللقاح – وإن كان غير إلزامي – هو مطلب صحي و أخلاقي ، فضرر الامتناع عن أخذ اللقاح لا يتوقف على الشخص نفسه ، بل يتعداه ليشمل كلَ مْن حوله ، خاصة أننا أمام فيروس سريع الانتشار مستمر على مدار السنة ، وليس بشكل موسمي ( كالإنفلونزا مثلاً ) ، ولا يبدو أنه في طور التراجع رغم مضي عام كامل على بدء الوباء ، يحصد أرواح كثير من الناس يوميا ، وعلى الأغلب عانى كل فرد منا من مرارة فقد عزيز أو صديق بسبب هذا الوباء ، دون توفر دواء فعّال حتى الآن . نسأل الله أن يحميكم جميعا من كل مكروه و سقم .