يوم الخميس من كل أسبوع ..لـ : سعد فنصة

يوم الخميس من كل أسبوع ..

[ult_ihover thumb_height_width=”180″][ult_ihover_item title=”سعد فنصة” thumb_img=”id^60179|url^https://ebd3.net/wp-content/uploads/2018/01/سعد-فنصة-.jpg|caption^null|alt^null|title^سعد فنصة -|description^null” hover_effect=”effect20″ title_font_color=”#2cd3b4″ desc_font_color=”#2cd3b4″ spacer_border_width=”1″ title_responsive_font_size=”desktop:22px;” title_responsive_line_height=”desktop:28px;” desc_responsive_font_size=”desktop:12px;” desc_responsive_line_height=”desktop:18px;”][/ult_ihover_item][/ult_ihover]
كان يقف يوم الخميس من كل أسبوع أمام بوابة مدرستي ،حاملا في قفصه الصغير العشرات من العصافير المحشورة فوق بعضها البعض ، في مساحة لاتتعدى حيزا لحشر دجاجة واحدة ، يبيعها لرفاق المدرسة الابتدائية التي كنت منتسبا اليها بعشرة قروش للعصفور الصغير المترنح كآبة أو ضعفا،وخمسة عشر قرشا للعصفور النشط المتقافز على رؤوس العصافيرالاخرى الأضعف شأنا، والى اليوم لاتزال تحزُّ في ذاكرتي تلك الصور المفزعة لطفل مسالم .. يشاهد بعض رفاقه من التلامذة يمارسون ساديتهم الطفولية على هذه الطيور الصغيرة ، فكان البعض يشتريها ليلهو بها باكثر الاساليب بشاعة بالنسبة لطفل صغير .. وفي أحسن الاحوال كان العصفور يلفظ أنفاسه في يد أحدهم من شدة الاطباق عليه كي لايفلت ،قبل أن يصل به الى منزله ، ليُحلِّق حرا سعيدا كما كان يحصل في حالات كثيرة ،وكنت أمني النفس دائما أن مدير المدرسة أو الموجه التربوي ،أو حتى مدرس التربية الدينية ،او مدرسة العلوم أو أي واحد منهم بمن فيهم مستخدم المدرسة سيُبدي امتعاضه من سوء ما يقترفه بعض الصغار، أو يطلب ولي أمره على الاقل بما كانوا يرهبوننا به عادة .

ما أذكره حينها بأنني كنت متفوقا بشكل شبه اعتيادي الا أن تفوقي الباهر في الصف السادس على مستوى المدرسة آنذاك ، دفع والدي الى زيادة مكافأتي الاسبوعية التي كنت أتلقاها منه بما هو شائع في عاداتنا المحلية المعروفة .. بقيمة مجزية تمكنني من شراء كل العصافير التي في قفص البائع دفعة واحدة .. وإطلاقها الواحد تلو الاخر أمام استغرابه و نزقه مني .. واستهزاء البعض من رفاقي واستحسان القلة القليلة منهم ، ويتساءل بعض من يذكرني في طفولتي الغابرة تلك ، هل أستطيع اليوم اطلاق سجين رأي واحد من وطني .. بورقة وقلم .. دون أن الحق به الى ذات القفص .. أو القبر ..!

يقول محدّثي :
لمّا تخرج الكلمة للعلن …فلا سلطة لك عليها …
كل يرميها بسهم عينه ..

 

ماهر حمصي

إبداع بلا رتوش
إشترك في القائمة البريدية