مطرٌ كئِيبْ
وأنتَ تركض في الشوارع كالحياةِ
تشمُّ وجد الأرض، رائحة الخطا
ها أنتَ تركض كي تعود إليكَ
لكنّ المسافة طَلْقَةٌ
وحنينُ أمك لم يعد يكفي لترجعَ.. يا غريبْ
مطرٌ قريبْ
وأنتَ أبعدُ ما تكون عن احتمالات المرايا
صرخةٌ في البيدر المقتول حتى النبض أنتَ
صدى نشيدٍ يستريح على حذاء البحر.. أنتَ
خشوع قافلةٍ
تسافر في المغيب إلى المغيبْ..
مطرٌ حبيبْ
وأنتَ تحصي من تحبُّ على الأصابعِ
واحدٌ.. اثنانِ.. سيّدةٌ ستأتي ذات بردْ
ورقٌ يموت على الرصيف.. وأنتَ تعتقل الندى
وتموت أيضاً دون وعدْ
مطرٌ.. وبعدْ!
هذي الحبال إلى متى ستظلُّ تبكينا؛ وتغرينا برائحة الرجوعْ
لا ظلَّ في الأمس الفقير لنا
ولا في البَعْدِ أجنحةٌ نطير كما اليمامْ
صدئتْ إرادتكَ المُصرَّةُ عندما نمت الطحالب فوق حزنكَ
خبز وجهك يابسٌ
وأنا على شباك وجهك طائرٌ عَجَنَتْهُ بالجوع القديم إليكَ
أشواق الغمامْ
مطرٌ سلامْ..
والخيل تحترف التزلج في مطارات الجليدِ
الخيل تصهل في الوريدِ
الخيل ترسلنا هدايا في البريدِ
ولا نصلْ..
الخيل مَدٌّ منفصلْ
والخيل نهرٌ من عتابا، سوف يسحقنا أخيراً
حين يقنعنا بأنّ الحزن أجملْ
مطرٌ مؤجّلْ
وعيون من تهوى مؤجلةٌ، وفصلكَ لا يجيءْ..
يا أيها الطين المبلّلُ بالهزائم والعواصمْ
هم يرجعون إلى هنا
وهناكَ.. تغرق في دمائكْ
لا برقَ يُوْضحُ اسمك المنسيَّ أو شفقٌ يشفُّ عن احتمالْ..
مطرٌ سؤالْ
ما زال- منذ البدء- يستجدي النوافذَ
غير أنَّ زجاجنا أعمى
ونعرفُ.. يا غريب.. ولا نحاولْ..