مدارس أطفال النازحين بسوريا.. تحت ظلال الزيتون

لم يجد المعلم السوري النازح محمد سويدان سوى أشجار الزيتون حوله كي يجعل ظلالها مدرسة لأبناء العائلات النازحة.

مدرس رفض بقاء الأطفال بلا تعليم فتطوع للمهمة
لوح وقلم.. هذا كل شيء.. والمعلم يتمسك بمواصلة عمله
125 طالباً ينتظمون بالمدرسة بعضهم لا يملك دفاتر ولا أقلام

سويدان، الذي نزح مع عائلته من ريف حماه، هرباً من قصف النظام وحلفائه، إلى ريف إدلب الشمالي القريب من الحدود التركية، لم يجد مكاناً في مخيماتها الممتلئة فاضطر هو وعائلته لافتراش حقول الزيتون، مع آلاف العائلات الأخرى. 

رفض سويدان أن يبقى الأطفال النازحين في حقول الزيتون بلا تعليم، فتطوع لتعليمهم، وقبل 3 أشهر جمعهم، وبدأ بإعطائهم دروسًا في الرياضيات والقراءة والكتابة تحت أشجار الزيتون. 

مدرس رفض بقاء الأطفال بلا تعليم فتطوع للمهمة

وبلغ عدد الطلاب الذين يدرس لهم سويدان نحو 125 طالباً، قسم منهم لا يملك دفاتر ولا أقلام، فيجتهدون في الاستماع لمدرسهم خلال إلقاء الدروس. 

وأفاد سويدان، لمراسل الأناضول، أن فكرة التدريس للطلاب تحت أشجار الزيتون جاءت بسبب استحالة إيجاد مبنى وتحويله لمدرسة، لافتاً إلى أن أشجار الزيتون باتت بيتًا ومدرسة الأطفال النازحين. 

وأشار إلى أن تجمع النازحين الذي يقيمون فيه يضم نحو 200 عائلة نزحت من ريف حماه، وسكنت في خيم عشوائية مهترئة. 

وأوضح سويدان أن عمله كمعلم حتم عليه ألا يتقبل فكرة بقاء الأطفال في تجمعهم بلا تعليم، وعندما لم يجد أي مبنى لتحويلها لمدرسة للأطفال كان الحل في التدريس في الهواء الطلق تحت أشجار الزيتون. 

وأضاف سويدان “كما ترون لا نملك سوى لوح وقلم، هذا كل شيء، ومع ذلك لن أيأس، يكفيني لو تعلم الطلاب كلمة واحدة فحسب”. 

وأكد سويدان أنه طالما يوجد أطفال هنا فإنه سيتابع عمله التطوعي في التدريس.

125 طالباً ينتظمون بالمدرسة بعضهم لا يملك دفاتر ولا أقلام

فاطمة درويش ( 13 عامًا )، واحدة من الطالبات اللواتي يتلقين دروس المعلم سويدان، وقد نزحت مع عائلتها من مدينة اللطامنة بريف حماه هرباً من قصف النظام السوري وحلفائه. 

وأفادت درويش، لمراسل الأناضول، أن عمرها 13 عاماً ومن المفترض أن تكون في الصف السابع، إلا أنها تحضر دروس الصف الثالث لأنها لم تتمكن من مواصلة الدراسة بسبب نزوحهم المتكرر وعدم استقرارهم في مكان واحد طويلًا. 

وعبرت درويش عن إصرارها في متابعة دراستها أينما كانت، معربة عن رغبتها في أن تكون معلمة أو طبيبة. 

من جانبها، قالت الطفلة راما محمد ( 10 أعوام ) إنها تأثرت جداً بمعلمها ولذلك ترغب أن تكون معلمة في المستقبل.

وأشارت إلى أن معلمهم يلقنهم الدروس بالمكان منذ بداية شهر رمضان الماضي، وأتاح لها ذلك متابعة تعليمها في الصف الثالث بعد أن أنهت الصف الثاني في مدينتها بريف حماه قبل الاضطرار للنزوح. 

يشار إلى أن خروقات النظام وحلفائه لاتفاق سوتشي وقصفها لمنطقة خفض التصعيد، تسبب في نزوح نحو 553 ألف مدني عن مدنهم وقراهم إلى المناطق القريبة من الحدود السورية التركية. 


يقول محدّثي :
لمّا تخرج الكلمة للعلن …فلا سلطة لك عليها …
كل يرميها بسهم عينه ..

 

ماهر حمصي

إبداع بلا رتوش
إشترك في القائمة البريدية