مختارة حي بتركيا تقضي حوائج الناس على دراجتها
"هاجر قيرقايا" صحفيّة ورياضيّة سابقا، ومختارة حالياً.
مضيفة، “أهالي الحي يستغربون عند رؤية امرأة تقود دراجة نارية، حتى أن البعض يلتقط صورًا تذكارية معي، والبعض الآخر يطلب توقيعي الخاص (..) لقد حصلت على رخصة القيادة (الدراجة) قبل نحو 10 أعوام”.
وأوضحت قيرقايا، أنها “تتجول بين منازل الحي على بواسطة دراجتها، وتهتم بمعالجة المشاكل التي يعاني منها الأهالي في حياتهم اليومية”.
وتضيف، “أسعى لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة والمرضى والمسنّين والمشرّدين الذي يضطرون للعيش في الشوارع والأزقة خلال أشهر الشتاء”.
كما تعمل المختار، على إيصال التبرعات التي تُجمع خلال شهر رمضان إلى الفقراء والمحتاجين، وفي بعض الأحيان تلعب دور الوسيط لحل الخلافات وفض الشجار الحاصل بين الجيران في حي “ألتين أولار”.
هاتفها المحمول لا يغلق نهائياً، وحسب قولها “أظل مستعدة لاستدعائي في أي وقت من قبل أهالي الحي لحل مشاكلهم، حتى في ساعات الليل المتأخرة إذا تطلب الأمر ذلك”.
وعن تعريفها لنفسها، قالت “لست امرأة ولا رجل، استطعت أن أكون إنسانًا، وأقوم بدور الأم والأب والصديق معًا داخل الحي”.
وعن مواصلتها ركوب الدراجة رغم تقدمها في السن تقول قيرقايا، في حديثها للأناضول “سأواصل ركوبها طالما بقيت بصحة جيدة”.
بقيادتها دراجة نارية، تستخدمها في قضاء حوائج الناس، تثير “هاجر قيرقايا” مختار حي “ألتين أولار” بولاية إزمير غربي تركيا، إعجاب واهتمام كل من يقترب منها ويعرفها.
“قيرقايا” ذات الـ 56 عامًا، صحفيّة ورياضيّة سابقاً، اعتادت منذ صغرها على مساعدة مختار الحي الذي ولدت وترعرعت فيه، لخدمة الأهالي وإنجاز مصالحهم العامة، إلى أن أصبحت هي نفسها مختاراً للحي الواقع في بلدة “نارلي دره” منذ العام 2009.
تفسّر السيدة التركية، سر شغفها بالدراجات النارية بالقول “منذ طفولتي وأنا أحب ركوب الدراجات واهتم بها، كنت ألجأ إلى تأجير كتبي، وأصرف النقود التي أحصل عليها، من أجل ركوب الدراجات”.
وعن الرسوم التي تتقاضها من طالبي الخدمات تقول قيرقايا، “الحي الذي أقطنه ينتشر فيه باعة السمك بكثافة، لذلك أتبع وسيلة تبادل خاصة معهم، فمقابل كل خدمة في مكتب المختار أحصل على كيلو سمك”.
وتستطرد “أطلب كيلوغرامًا من سمك الدنيس مقابل الحصول على وثيقة إثبات السكن، أو كيلوغرامًا من الحبّار، مقابل وثائق الهوية أو غيرها، ولا أتقاضى النقود من ذوي الدخل المحدود أو الطلاب أو العاطلين عن العمل (..) يجب علينا رسم الضحكة والابتسامة من أجل تسهيل الحياة”.
وعن حبها للرياضة تقول قيرقايا: “منذ صغري وأنا أمارس الرياضة، حصلت في شبابي على بطولة البلقان في رياضة القفز بالزانة”.
تجدر الإشارة إلى أن المخاتير في تركيا هم أشخاص من عامة الناس، يُشرفون على إدارة شؤون قرية أو حيّ معيّن، ويُنتخبون من قبل الأهالي لمدة 5 أعوام.
ويمنع القانون التركي الأحزاب السياسية من تقديم مرشحين من أعضائها لانتخابات المخاتير في القرى والأحياء المنتشرة في عموم البلاد.
ويتّخذ المخاتير قراراتهم المتعلقة بالقرية أو الحي برفقة 4 مساعدين، ويرفعون إلى مسؤولي البلديات احتياجات الحي من الخدمات العامة مثل إنشاء الطرق والجسور وغيرها من المرافق العامة، كما يساعدون الجهات الأمنية على حماية الأمن والنظام داخل الحي.
ويُشرف المخاتير أيضًا على إعلام المواطنين بالقوانين والأوامر الصادرة عن الحكومة، ومساعدتهم في القيام بالإجراءات الرسمية مقابل الحصول على رسوم رمزية.