تحت عنوان “الأمر أشبه بيوم الحساب.. داخل المعركة النهائية في سوريا”.. سلطت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية الضوء على سكان إدلب المحاصرين بين الحدود المغلقة والقوات المتقدمة، ويواجهون أزمة إنسانية هي الأسوأ على الإطلاق، ودفعت الالاف للتكدس في مكان ضيق.
وقالت الصحيفة: إن الآلاف يفرون حاليًا أكثر من أي وقت آخر منذ اندلاع الثورة عام 2011؛ حيث تشير الأمم المتحدة إلى أنه خلال الأسابيع العشرة الماضية، هرب 800 ألف شخص من أجل حياتهم، غالبيتهم من النساء والأطفال.
وأضافت أن اتفاق سبتمبر 2018 بين روسيا وإيران وتركيا، اللاعبين الدوليين الرئيسيين في الحرب السورية ظل حتى الربيع الماضي يبطئ تقدم النظام في إدلب، ووعدت أنقرة، التي تدعم العديد من المعارضة ، بفصل مقاتلي المعارضة الذين تدعمهم عن إرهابيين المرتبطين سابقًا بالقاعدة، وتعهدت موسكو بكبح جماح حليفتها دمشق.
وتابعت، لكن كليهما ألقى باللوم على الآخر في النهاية لعدم الالتزام بالصفقة، وبحلول أبريل 2019 ، عاد الهجوم، وقف إطلاق النار المتعدد فشل منذ ذلك الحين.
إدلب موطن لمئات الآلاف من الناس الذين نجوا من المعارك الأخرى، هو الجزء الأخير الذي تسيطر عليه المعارضة، وهي حاليًا مسرح كارثة إنسانية تتكشف.
وخلفت الحرب ما لا يقل عن 500 ألف قتيل، وأجبرت نصف السكان على النزوح من منازلهم، ودفعت الملايين إلى البحث عن ملجأ في منطقة الشرق الأوسط وأوروبا.
ونقلت الصحيفة عن “جمانة قدور”، الشريك المؤسس لمنظمة الإغاثة والتنمية السورية قولها :إن إدلب آخر منطقة يمكن أن يكون فيها هؤلاء الأشخاص أحرارا ، لهذا السبب، فإنّ مصير إدلب مهم للغاية ليس فقط للأشخاص الذين يعيشون هناك بل لجميع السوريين الذين خرجوا مطالبين بحريتهم وكرامتهم”.
وأوضحت الصحيفة، أنَّ النظام يتقدم باتجاه الغرب، وتفرغ طائراته الحربية بلدة تلو الأخرى قبل تدخل دباباته، لكن مع إغلاق الحدود التركية، والبلدات الواقعة على طوله، لم يعد هناك مكان يمكن للسوريين المحاصرين الركض فيه.
وتقول جماعات الاغاثة إن المساحة لإقامة الخيام في التضاريس الصخرية شحيحة، والمستشفيات والمدارس والمستودعات المليئة بالمساعدات حتى معسكرات الفارين، تعرضت للقصف الجوي من قبل القوات الموالية للأسد، درجات حرارة الشتاء أقل من التجمد.
ونقلت الصحيفة عن مارك كوتس، نائب منسق الشئون الإنسانية الإقليمي للأمم المتحدة في سوريا قوله: إنّ “وكالات الإغاثة أرسلت 1200 شاحنة من إمدادات الطوارئ عبر الحدود إلى إدلب في يناير: “لكن هل لدينا ما يكفي؟ لا، وحجم الأزمة هائل، الأمر أصبح اشبه بيوم الحساب.
ومنذ عام 2017 ، استعاد نظام الأسد والميليشيات الموالية بدعم روسي المدن والأراضي التي يسيطر عليها المعارضة في جنوب ووسط البلاد،لكن النظام لا يسيطر بشكل كامل على الشمال الشرقي، تحكمه إدارة بقيادة الميليشيات الكردية لا تعارض الأسد .
ووجدت دراسة أجرتها لجنة الإنقاذ الدولية في إدلب العام الماضي أن العائلات التي تعيش هناك انتقلت في المتوسط خمس مرات منذ بداية الثورة، حيث أفاد 16 % أنهم نزحوا 10 مرات أو أكثر.
عن صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية ، للاطلاع على الموضوع الأصلي ، اضغط هنا