غوطة دمشق الشرقية : حياة وسط الدمار

[dt_fancy_image image_id=”60947″ onclick=”lightbox” width=””]

غوطة دمشق الشرقية : حياة وسط الدمار

من وسط الركام والدمار، يكابد أهالي حرستا بغوطة دمشق الشرقية المحاصرة، في محاولة لبث الروح بمدينتهم التي أنهكها قصف انقطع نظيره، متعلقين بحبال الأمل والصبر. 

حرستا التي لم ينقطع عنها القصف من طرف قوات النظام السوري منذ 5 سنوات، اشتد عليها القصف بشكل كبير منذ 29 ديسمبر/كانون الأول الفائت، ما ضاعف حجم الدمار والمعاناة. 

والمدينة المدمّرة تضم في جنباتها حارات سوّيت بيوتها في الأرض، وتعجز أكبر آلات إزالة الركام أمامها، لتكون شاهدا على ما عاشته حرستا بشكل خاص، والغوطة الشرقية عموما. 

ويقضي 10 آلاف مدني من سكان حرستا، معظم أوقاتهم في الأقبية، وسط استمرار القصف الذي يكاد لا يوقف حتى يعود مجددا. 

حسام البيروتي، رئيس المجلس المحلي لحرستا (يتبع المعارضة السورية)، يقول إن المدينة تضم 4 آلاف عائلة كانوا يعيشون فيها، قبل أن ينزح قسم منهم إلى المناطق الداخلية للغوطة، الأقل قصفا. 

ويضيف البيروتي لمراسل الأناضول، “بقي في المدينة (حرستا) نحو ألفين و700 عائلة يعيشون في الأقبية”. 

ويصف معاناة العيش داخل الأقبية والملاجئ، ويقول إنها تتسبب للعائلات بحالة إنسانية صعبة للغاية. 

البيروتي يشير إلى نقطة مهمة، تتمثل في أن القصف الشديد يحرم سكان المدينة من الخدمات القليلة المقدمة لبقية المناطق، كالصحية والإغاثية والتعليمية. 

ويوضح البيروتي فيما يتعلق بالقصف: “النظام يركز بقصفه الشديد على الغوطة، وحرستا تحديدا، كانتقام من المدنيين بعد خسارته مناطق خلال معاركه مع الثوار (فصائل المعارضة المسلحة) في الأشهر الثلاثة الماضية”. 

ويرجع سبب أخذ حرستا النصيب الأكبر من القصف، إلى قربها من مناطق سيطرة النظام، موقعها قرب طريق دمشق حمص (وسط) الدولي. 

ويقول: “يستهدف النظام المدنيين في المدينة، عندما تحاول فصائل المعارضة التقدم نحو مواقعه العسكرية”. 

ويشير البيروتي إلى توقف العملية التعليمية في حرستا، وسط تواصل القصف على مدار 3 أشهر. 

وتقول الشبكة السورية لحقوق الإنسان، إنها وثقت مقتل 729 مدنيا في الغوطة الشرقية بريف دمشق، خلال 3 أشهر من القصف من طرف النظام وحلفائه، حسب بيان لها الجمعة الماضية. 

وتشكل الغوطة الشرقية إحدى مناطق “خفض التوتر” التي تمّ الاتفاق عليها في محادثات العاصمة الكازاخية أستانة في 2017، بضمانة كل من تركيا وروسيا وإيران، وهي آخر معقل للمعارضة قرب العاصمة.

وفي مسعى لإحكام الحصار، كثفت قوات النظام بدعم روسي، عملياتها العسكرية في الأشهر الأخيرة، ويقول مسعفون إنّ القصف طال مستشفيات ومراكز للدفاع المدني. 

ويعيش نحو 400 ألف مدني في الغوطة الشرقية المحاصرة من قبل النظام منذ حوالي 5 سنوات.

المصدر : وكالة الأناضول

يقول محدّثي :
لمّا تخرج الكلمة للعلن …فلا سلطة لك عليها …
كل يرميها بسهم عينه ..

 

ماهر حمصي

إبداع بلا رتوش
إشترك في القائمة البريدية